رواية عشقت امراة خطړة الفصل السادس والثلاثون بقلم ياسمينا احمد
.
جلست فى نفس مكانه تطبب يدها التى آلمتها بشدة وتغير لونها فورا حركتها فى الهواء كى تهدي الالم الذي أصابها والحقيقة ان الآلم الرئيسي كان فى قلبها فلم تتوقع أبدا أن اليد التى طببتها فى يوم من الايام تؤلمها لهذه الدرجة
ولقد إعتادت الالم منذوا الصغر لكن منه هو كان أصعب .
فى الصباح
ترك لها الفراش بأكمله ونام على الاريكه الساعات القليلة التى نامها كان يتحاشي النظر بإتجاها حتى لا يضعف
لقد قرر إقصائها وهذا لا تراجع فيه غاص فى نوم عميق
حتى استيقظ على صوتها ينادى بلطف
زيد زيد
فتح عيناها فوجدها بمحاذاته أجفل من جديد واعتصر عينيه لقد قضي اليل كله يفكر بها وعندما غفى الى النوم رأها فى أحلامه والآن يستيقظ على وجهها يالها من مؤامرة كونيه ضد رغبته فى الابتعاد عنهافى ثواني
يا دى النيلة اللى الواحد فيها
مظهره وهو مشعث الشعر وغاضب كالاطفال أضحكها رغما عنها عضت على طرف شفاها وهى تقول
معلش بس تليفونك رن كذا مره وانت ما سمعتوش
التف ليمسك بهاتفه الذي وضعه على المنضده القريبه ورأي
قائمة الاتصالات التى فاتته ثم هب واقفا ليستعد للمغادرة
وقفت معه وقالت بجرأه
انا هروح معاك
ضم حاجبيه وهتف مستنكرا
خير زى ما يكون بتأمرينى
تراجعت خطوة لم تخف لكنها تثق إنها إن أردت ستفعل
اعادت ضبط نفسها لترواغه برقتها ودهائها
لأ خالص انا عمري ما أقدر أمرك لأنى عارفه إن زيد حتى لو مختلف معايا هيفضل طول عمره شهم
ألاعيبك دى إعمليها على حد تانى مش على بابا
حافظت على رقتها وأجابته بثبات
ألاعيبي ..كلمه كبيرة اوى يا زيد والصراحه بقى لو هنلعب انت الخسران
رمقها باستخفاف تام واستهان بها بالقول
لااا هو انتى فاكره إنك ليكي تأثير عليا
قطمتها بثقه
ألاعبك ونشوف
تشنج وجهه وهم بتجاوزها وهو يقول
مش هتروحي معايا
فعادت تقاطعه هاتفه بخبث
هروح عشان كمان اعمل الاشعه اللى طالبه الدكتور منى
ولا مش عايز تطمن على البيبي
تغيرت تعابير وجهه وبدى غاضبا رفع يده فى الهواء وكورها بضيق وهدر پغضب مكظوم
أحزنها بإجابته مهما سائت ظنونه بها لم تكن تتوقع منه أن ينكر كل ما حدث بينهم ويرفض طفلها على الرغم أنها تعرف كم كان عشقه لمريم تحولت تعابيرها ولكن پغضب وهاجمته بحرقه وعينها تفيض بالدموع
على فكره مش إنت اللى لوحدك اللى زعلان انا كمان زعلانه عشان إنت ما صدقتنيش عشان انت عيدت نفس اللى بيعملوا معايا بابا انت ما وثقتش فيا انت طلعت نسخه تانيه منه كلكم مش بتصدقوني مهما كنت صادقه
رغم تعاطفه معها وميول قلبه الشديد لها إلا أنه لازال موجوعا على ابنته التى يصعب أن يصدق أن سبب الۏفاة كان طبيعيا بعد مئات المرات التي صعدت بها بالاعلي وكان من المستحيل ان يحدث هذا بسبب علو السور والشبك الحافظ المحاط به تدعت كل جوارحه بتشنج وركل الارض وهو يشير نحو صدره بقبضته بإنفعال
عارف بتحب ايه وپتكره إيه عارف تقدر تعمل إيه وما تعملش إيه .
سألته بحزن عميق
وأنا إنت مش عارفني مش عارف مريم كانت عندي إيه
الآلام التي بداخله أنسته معنى أي شئ وفقدته التعرف على نفسه او تذكر أي شئ يخصه والله رحيم به إذ جعله يتنفس رغم كل ما يجول فى صدره والذي