السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الرابع بقلم نورهان ناصر

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الرابعة الصمت المعذب بقلمي نورهان ناصر.
_وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني
_ استغفروا
____________________
خرج من عنده يسير بعقل مشتت فقد القدرة على التمييز بين الصواب والخطا جلس على أول مقعد استراحه قابله وهو يفكر هل سيشارك في شيء كهذا كيف سيفعل ذلك بفتاة لا ذنب لها رفع رأسه صوب السماء متنهدا بقوة أدمعت عينيه ومر طيفه أمام عينيه يلاحقه آخر حديثه لقد ذكره بالوصية ذلك الطلب الصعب .
إن بدى في ظاهره شړ ولكنه ليس كذلك لقد سأل حضرة الشيخ فقال له أن الطلب ليس به شړ أبدا زفر مرة أخرى وهو لا يدري ما عليه فعله مر شهرين على ۏفاة صديقه العزيز وحتى الآن لم يذهب لتعزية أهله وزوجته .

لم يذهب لخوفه من الإنهيار أمامهم بسبب نظرات والدته أو زوجته بأنه من عاش في حين ماټ حسان استغفر الله بصوت مرتفع وهو يقول بتنهيدة أخرى 
_ ربنا يرحمك يا حبيبي أنا عارف إنك اتعذبت كتير بسببها وهريحك في تربتك وربنا يستر بقى .
وضع يده على جيبه متذكرا آخر شيء سلمه له تلك الكاميرا خاصته لقد كان متعلقا بها كثيرا هي من حق أهله عليه إرجاعها لهم وتسليمها لزوجته مؤكد بأن بها صور خاصة بهم ومقاطع فيديو لذا منع نفسه من الاطلاع عليها .
نهض أخيرا عن المقعد يتجه صوب سيارته وضع الكاميرا بجانب مقعد القيادة وقال وهو يضع يديه حول طارة القيادة يركز نظراته على الطريق 
_ جه الوقت .
توقف فجأة وأسند رأسه على المقعد خلفه مسترخيا وهو يتذكر حديثه له قبل ثلاثة أشهر.
حدق به أحمد پصدمه وهو يقول بعدم تصديق
_ أنت عايزني اتجوز مراتك .
ابتسم حسان مؤكدا ببساطة وفي عينيه حزن شديد
_ تصحيح ارملتي !.
ضربه أحمد على صدره متهكما وهو يردف بوجه عابس 
_ بعد الشړ عليك حسان إن ما بطلتش الهبل ده هضربك.
أمسك حسان بيدي أحمد قائلا بإصرار
_ أحمد ... أحمد اسمعني أنا مش بهزر ودي وصيتي ليك هسالك عنها يوم الدين أنا بقولك أهو لازم تنفذها اوعدني تنفذها مهما حصل .
حرك أحمد عينيه على ملامح حسان الجادة ثم قال برفض وهو ينهض 
_ طب وأنا هتجوزها ليه أنت عارف إني قلبي لحد تاني ومش هقدر يا حسان أنا آسف مش فاهم وجهة نظرك في الطلب ده بصراحه .
أوقفه حسان وهو يمسك بيده يناظره بحنق شديد
_ دايما بصلتك محروقة عارف إنك متنيل بتحب بس أنا عايز أحرق قلبها زي ما حرقتني اكيد بعد وفاتي هتجري على حبيب القلب بتاعها ....
قاطعه أحمد قائلا وهو يرفع حاجبه بتشنج
_ يا بني مش قولت إنه سابها هترجعله إزاي وبعدين هي طلبت منك وقت اديها وقتها يا حسان يمكن ...
هذه المرة قاطعه حسان يقول بصوت يتخلله دموعه التي سقطت على خده 
_ جربت وفشلت يا أحمد هي قالتها لي صريحه مش هتنساه في كام يوم أو شهر بتحبه من سنيين مجرد ذكر اسمه بيخلي عيونها تلمع اسكت أنت مش فاهم حاجه أنا يا صاحبي دخلت حرب خسرانه.
صمت حسان لثواني ثم أكمل بعد أن أخذ نفسا عميقا ينظر لأحمد بهدوء 
_ معرفش هترجعله أو لأ بس محدش عارف بكرا مخبي لينا إيه ما يمكن يرجع بعد وفاتي مش هابقى مرتاح في تربتي وهما مع بعض يا أحمد قلبي اتحرق وفرحتي اتكسرت بسببهم الشاب يمكن ذنبه مش كبير زيها بس هي اللي حرقتني وعشمتني وخلت بيا طالبة الطلاق ولا عامله أي اعتبار ليا ولا لمشاعري وإني بحبها أرجوك وافق هما سنتين بس وبعدها ابقى طلقها وسيبها اوعدني تتجوزها تحت أي ظرف واياك تخلف وعدك ليا أو ماتنفذش الوصية .
ختم حديثه وهو يمسح على عينيه بقوة حينما سقطت دموعه أكثر شعر أحمد بالحزن عليه لذا سحبه إلى صدره يربت على كتفه بحنان وبعد وقت قصير قال 
_ يا حسان أنا فاهمك والله بس بردو هتستفاد إيه هما كدا كدا مش مع بعض ومن زمان فلو رجعتله بعد سنة أو حتى خمسه ايه اللي هتستفاده .
اسودت عيني حسان بالڠضب واردف وهو يتذكر كل أفعالها وتهربها الدائم منه وعدم مبالاتها بمشاعره 
_ جوازها منك أكبر ضړبة وهحرق قلبها اعذبها زي ما عذبتني أفضل مقيد إحساسها اللي وقعت نفسها فيها ما تنساش قولتلك دي ناشز احرمهم من بعض اعمل أي حاجه وابعدهم فاهمني يا أحمد .
نظر له أحمد بأسف شديد وحزن كبير الاڼتقام أعمى بصيرته كان حسان أطيب قلب بينهم ومعروف بلطفه وحنانه تحول إلى شخص آخر لا يعرفه أحمد وكل ذلك بسبب الحب تلك اللعڼة التي ما إن تتلبسنا لا نعود كما كنا كم تشتت عائلات بسبب ذلك الحب الملعۏن كم اقترف تحت مسمى الحب كم انتشر الفجور والسفور والمعاصي تحت اسم الحب والحب بريء من كل ذلك ولكن هل من مستمع .
بعد بضع دقائق قضاها حسان صامتا وأحمد يربت على كتفه تحدث أحمد وهو يسأله
_ حسان هابعدهم إزاي وأنا معرفش مين هو أصلا .
تحاشى حسان النظر له ورد بنبرة مقتضبة 
_ مش عارف دور اعرف لي مين هو اللي ملك قلب مراتي .
أخفض أحمد رأسه للأرض يفكر لثواني قبل أن يقول في محاولة بائسة لإقناعه بالتراجع 
_ حسان أنا أكتر واحد جرب البعد والحرمان وصدقني ده لوحده كفاية ده يا حسان وأنا على يدك أهو مېت مش عايش بلاش أحسن وسيبها في حالها أنا مش هقدر أشارك في حاجه زي دي .
صمت أحمد يتنفس الصعداء ثم نظر له ضاحكا 
_ بعدين مش خاېف تحلى في عيني وارفض أطلقها بعد كدا .
ابتسم حسان يقول بنبرة مهمومه بها شيء من السخرية لم يلاحظها أحمد 
_ طب اسمعني بقى هتتجوزها وده أمر مفروغ منه.
بدى الاعتراض على وجه أحمد فرفع حسان إصبعه يشهره في وجهه وهو يقول بجدية
_ إياك اسمع صوتك اسمعني للآخر سنتين بس وليا شرط حافظ عليها زي أختك....
قاطعه أحمد يردف بعصبية شديدة
_ أنت أكيد اټجننت أنا مستحيل.....
نظر له حسان بعينين ينبعث منهما الحنق وهو يقول مقاطعا 
_ ده جواز ومحدش عارف إيه ممكن يحصل .
خفت صوته يردف بنبرة متهكمه
_مش جايز هي اللي تفضل لازقه فيك وترفض الإنفصال .
وقبل أن يفتح أحمد فمه ليعترض على حديثه فهو يعشق امرأة واحده ولن يسمح لنفسه بالاقتراب لا منها ولا من غيرها باغته حسان بحديثه التالي 
_المهم زي ما قولتلك الجواز لمدة سنتين كاملين وبعدها ابقى سيبها ولو حصل وحبيتها وعايز تكمل كمل معاها ده إذا هي ما مطلبتش الطلاق يعني .
ومجددا عاد حسان يهتف بنبرة منخفضة داخله بحيث لا يصل صوته إلى أحمد الذي يحدق به بغير تصديق لحديثه 
_ ومش هتطلب أصلا .
آفاق من حديثه الداخلي على صوت أحمد الذي صاح متهكما 
_ أحب مين يا عم أنا کرهت الحب خلاص أنا بهزر معاك علشان تتراجع عن اللي في دماغك أنا

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات