السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الرابع بقلم نورهان ناصر

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

حانقه
_ أنت لسه بتعمل إيه عندك قولتلك اطلع برا .
أتت في تلك الأثناء حماة ملك تضع يدها على قلبها وهي تتنفس بصوت مرتفع توقفت مصډومة من حديث نعمه وهي تتطرد أحمد لتقول حانقة
_ ده صاحب حسان يا نعمه وأنا اللي قولتله يطلع يشوف بتصرخوا ليه سيبتوا ركبي .
خرج أحمد بدون كلمه ووقف عند السلالم يستجمع أفكاره بينما في الداخل قامت الحړب ولم تقعد حينما رأت حماة ملك معدتها المسطحة لتقول بعيون متسعة پصدمه
_ حفيدي ...ودتيه فين بطنك إزاي كدا 
أغمضت ملك عينيها بقوة وهي تتحاشى النظر لها لتصرخ السيدة والدة حسان مجددا تقول بدموع غزيرة وهي تجثو على الأرض بركبتيها 
_ حسان الصغير فين ودتيه فين .
نظرت صوب نعمه المنفطرة في البكاء
_ فين حفيدي يا نعمه بطنها راحت فين .
اتجهت لها ملك وجلست أسفل قدميها تقول بأسف شديد
_ أنا آسفه يا ماما أنا مش حامل .
ضحكت السيدة أم حسان ودموعها على خدها تقول بعينين لامعتين
_ بتضحك صح بطلي هزار يا ملك يعني إيه مش حامل وديتي حفيدي فين .
رفعت ملك رأسها ونظرت لها وهي تبكي بشدة
_ ما كنتش اتمنى تعرفي بالطريقه دي بس هي دي الحقيقه أنا مش حامل حسان كدب علينا ...
_ اخرسي ابني مش كداب قټلتي حفيدي ضيعتيه آخر حاجه من ابني اخدتيها مني أيوه لأنك مش بتحبيه أصلا أنا كنت حاسه منك لله مش هسامحك .
حركت ملك رأسها بالنفي وهي تغمغم بصوت باكي 
_ والله العظيم ما كنت حامل صدقيني معرفش ليه حسان قال كدا بس مكنتش حامل أنا اټصدمت زي زيكم لما الوزير قال وعملت تحليل ومطلعتش حامل بس فرحتك سكتتني ودي كانت غلطتي كان لازم أقول من الأول بس مقدرتش سامحيني ابوس إيدك أنا مش حمل ذنبك أنت كمان أرجوك سامحيني لو بتحبي حسان سامحيني .
أنهت ملك حديثها وهي تضع رأسها على حجرها تولول وتبكي بانفطار أطلقت السيدة والدة حسان شهقات بكائها عاليا وقلبها ېنزف دما تضع يدها على رأس ملك ودموعها تنهمر على شعرها أمسكت ملك بيدها تقبلها وهي تعتذر وتبكي احتضنتها السيدة والدة حسان مغمغمة بنبرة خافته حزينة 
_ أنا آسفه يا بنتي عذبتك معايا كتير وكنتي هتخسري حياتك وأنا بتهمك إنك محبتيش ابني والسبب في تعاسته ودلوقت اتهمتك ابنك سامحيني مۏت حسان أثر على عقلي .
ارتجفت شفتي ملك وهي تضمها بين يديها تصرخ بحړقة تعض أصابعها من الندم على ما اقترفته يداها اتعتذر منها وهي السبب بحالتها وضياع آخر أثر من ابنها لو أنها اطاعته ولم تعصه على الأقل لا ېموت وهو حزين منها وڠضبان عليها واعطت للسيدة ذلك الحفيد الذي يؤنس وحشتها 
_ لا لا ما تعتذريش مني أنا اللي آسفه سامحيني سامحيني يا أمي محدش غلطان هنا غيري أنا آسفه سامحيني .
وارضا كانت تجلس نعمه تشاركهم البكاء وهي تضع يدها على فمها.
وخارج الشقة يقف أحمد يعض على يديه من الندم هو الآخر هو السبب في تعاسة صديقه هو السبب في كل هذا كان يبكي بين أحضانه وهو يخبره بأن زوجته تعشق أحدهم وأنها كسرت بفرحته وهذا الاحدهم كان هو يا الله أخذ حياته وحبيبته منه ما هذه الأنانية يا أحمد .
ولكن الشيء الثابت والوحيد وهو سيفعله مهما كلفه الأمر هو تنفيذ وصيته سيعاقب نفسه معها لن يتنعم بما حرم منه حسان .

بعد مرور أسبوع ......
كانت ملك تجلس أمامها وهي تمسك بيدها تقبلها بدموع شديدة وخلفها يقف أخيها هادي يحمل حقيبة ملابسها تحدثت ملك ببسمة حزينة 
_ أشوف وشك بخير يا ماما وسامحيني لأني خيبت أملك .
ربتت السيدة والدة حسان على يدها وهي تقول ببسمة مماثلة 
_ بردو هاتسبيني وتمشي يا ملك .
ملئت الدموع عينيها ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت لها وهي تبتسم بسمة موجوعه 
_ معلش يا ست الكل أنا كان وجودي غلط من الأول آسفه إني معرفتش أسعده وزعلته مني كتير يشهد ربي إني حاولت كتير يا أمي بس فشلت والمۏت اخده مننا .
_ طب آخر حاجه طلبها حسان مش عايزه تعمليها . 
ضيقت ملك عينيها باستغراب ثم قالت 
_ طلب إيه ده .
أشارت لها بعينيها أن تنتظر قليلا ثم غابت داخل غرفتها تبادلت ملك النظرات هي واخيها هادي الذي تهرب من عينيها لتنظر له ملك پصدمه هل يعلم بما تريده حماتها .
عادت تنظر إلى حماتها التي أقبلت عليها تحمل شيء ما لتبتسم ملك بسمة صغيرة في وجهها رفعت حماتها الورقة تقول 
_ حسان سايبلك دي وصيته.
أخذت ملك الورقة منها وقلبها بنبض بقوة كانت تقرأ الكلمات وهي لا تصدق عينيها وقعت الورقة منها على الأرض وشعرت بأن الدنيا تلف بها اسندها أخيها هادي فهتفت ملك بتوتر شديد
_ اللي قرأته ده صح .
_ أيوه صحيح .
ولم يكن هذا سوى صوت أحمد الذي أتى قبل بضعة دقائق وكان يقف خلفها تماما استدارت له ملك تطالع وجهه پصدمه لټنفجر بالبكاء الشديد وشعور الذنب يفتك بقلبها لقد جمعها بحبيبها أحضره لها لا تصدق عينيها كم أنت شخص نبيل يا حسان ! .
حاوطها أخيها هادي يربت على ظهرها بلطف وهو يقول بنبرة هادئة
_ هو آه طلب حسان غريب شوي بس هو بيثق في أحمد وغير كدا أنا عارفه ومتربيين سوا فاللي أنت عايزاه أنا هعمله يا ملك ومحدش هيجبرك على حاجه .
الصدمه لا زالت قوية عليها أخفت ابتسامة كادت تظهر على محياها تكشف فرحة قلبها بهذه الوصية آه يا ملك لو تعلمين بواطن تلك الوصية هكذا هي طبيعتنا دائما ننظر للغلاف من الخارج منبهرين به ونغفل البواطن والشقوق التي تحفه .
نظرت إلى حماتها واصطنعت الرفض مراعاة لمشاعرها 
_ أنا مش موافقه يا حماتي الطلب غريب شوي وحسان يمكن قال كدا وهو ما يقصدش يعني أقصد .......
تقدمت منها حماتها تمسك بيدها وفي عينيها رجاء تقول 
_ دي وصية حسان ولازم تتنفذ يا ملك بعدين أحمد ابني هو كمان وهيحافظ عليك متقلقيش أنت صغيرة لسه .
_ بس ....
قاطعها هذه المرة أحمد حين قال بقلب مټألم
_ فترة ولو مش عايزه تكملي هطلقك دي وصية مېت وواجبة التنفيذ .
اخفضت ملك عينيها بخجل ثم أومأت برأسها بصمت وهناك شعوران متضادتان غمراها في تلك اللحظة الشعور بالسعادة والحزن في آن واحد .
قال أحمد وهو يخفي حزنه 
_ بعد العدة نكتب الكتاب إن شاء الله.

بعد مرور شهرين وعشرة أيام حيث انتهاء آخر أيام العدة .
تم كتب الكتاب في جو هادئ مقتصرا على المقربين فقط وعكس ما كانت تتوقع ملك لم تكن سعيدة أبدا بل نظراتها مهمومه وشاردة كانت نعمه تجلس معها وهي تجهز لها حقيبة ملابسها تقول ببسمة صغيرة
_ حسان انسان نبيل وكويس وما دام عمل كدا يبقى أكيد مسامحك ليه بقى الحزن ده .
تطلعت لها ملك بعينين فاترة كحديثها 
_ الذنب يا نعمه بعدين فرحتي مکسورة وأنا شايفه أحمد

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات