رواية الصمت المعذب الفصل الرابع بقلم نورهان ناصر
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
مجبور على الجوازه دي شوفتي بقاله شهرين حتى ما سألش فيا ولا كلمني .
_ لازم يبين كدا قدامهم أنت كنتي مرات صاحبه بردو وطبيعي يكتم فرحته بأنه حصل عليك في النهاية وبعدين ما تظلمهوش كان بيسأل اخوك من تحت لتحت كدا أنت في أيام عدة والكلام حرام سبحان الله مكنتش طيقاه بس هو طلع إنسان محترم .
أصدرت ملك صوت ساخر من فمها وهي تبتسم پقهر
أغلقت نعمه سحاب الحقيبه واتجهت لها أمسكت بكتفيها تقول ببسمة
_ يالا بينا زمانه زهق من القعده ياه واخيرا هبطل عياط بسببك ده أنت فحرتي قلبي معاك يا ملك خاېفه أخوك هادي يسيبني بسببك بسبب الهالات السودا اللي طلعتلي تحت عيني من تحت رأسك.
ضحكت ملك بقوة ثم وضعت يدها على فمها تكتم صوتها قبل أن تبتسم بملا فمها وهي تتجه إلى نعمه ټحتضنها بصمت وهي من داخلها ممتنه لوجودها معها .
ناداها أحمد وهو يمنحها بسمة هادئة يقول وهو يمد يده لها
_ يالا يا ملك .
رفعت ملك عيونها له ثم سرعان ما أخفضتهم تضع يدها في يده لترتجف بشده ويزداد خفقان قلبها توردت وجنتيها بحمرة الخجل شعر بها أحمد ليتنهد بصوت مكتوم ثم أخذها ورحلوا .
أكان عليك أن توافق أكان عليك أن تعده بذلك الوعد هل ستتركها حقا بعدما اجتمعت بها أخيرا .
كان طلب حسان واضحا زواج لمدة سنتين تحرمها فيه من حبيبها بالله كيف يفعل ذلك وهو حبيبها كيف سيطاوعه قلبه أن يكون معها وليس معها بذات الوقت لا يدري حقا .
آفاق من موجة أفكاره على صوتها الهامس والمرتجف من التوتر
_ أحمد أنت كويس .
أومأ أحمد برأسه بصمت ثم مال بجذعه العلوي يفتح الباب ثم أشار لها بالدخول وهو يمسح على وجهه ويقوي نفسه على ما هو مقبل عليه دخلت ملك ودقات قلبها في تسارع مع الزمن أضاء أحمد الأنوار دارت بعينيها في أنحاء الشقة التي سلبت عقلها منذ أول لحظة تحدث أحمد بصوت جاهد لإخراجه طبيعيا
_ أتمنى تكون عجبتك ...
قاطعته ملك وهي تبتسم بسمة واسعه تدور في الشقة بسعادة
_ دي خطفت قلبي جميلة أوي.
وسعادتها تلك جعلت بسمة واسعه ترتسم على فمه بالمقابل بسمة أعادت النبض لقلبها واعطتها أمل متذكرة حديث نعمه نعمه دائما على حق بمفرده سيغدقها بالحنان والحب يكفيها حزنا والما أن الأوان أن تفرح وتسمح للسعادة بالولوج إلى قلبها .
تنحنح أحمد لما طال صمته وتحديقه بها يستغفر الله داخله ثم تحدث بجدية وهو يشير لها على إحدى الغرف
_ دي اوضتك.
وها قد انقشعت ألوان الحياة من وجهها تجعد جبينها باستغراب لكلمته لكنها حافظت على ابتسامتها وتبعته للداخل أنزل هو حقيبتها ارضا واستدار ليخرج حينما تقابلت عينيه مع عينيها الفاتنة والتي تنظر له بحب شديد تصنم هو في أرضه وبقى يحدق بها بعيون يملأها الشوق رغما عنه نظرة كانت كفيلة بزلزلة كيانه كليا نظرة أعطتها ضوءا في آخر النفق المظلم .
ليبتهج قلبها ومن دون تفكير كانت تلتصق به تضع رأسها أخيرا حيث موطنه أغمضت عينيها بقوة وهي تستنشق شذى عطره ببسمة واسعه ويديها الصغيرتين تحاوطان خصره بقوة رفع أحمد يديه وكاد يبادلها العناق الذي لطالما تمناه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه كما قال الشاعر طفى على عقله صورة حسان يقف وهو ينظر له بعتاب ليفيق أحمد من غفوته وضعفه بقربها يبتعد عنها مصعوقا .
نظرت له ملك بملامح متعجبة تقول بمشاعر حب صافي
_ في إيه مالك يا أحمد .
استدار أحمد يعطيها ظهره وهو يحاول أن يجمع شتات نفسه يمسح على وجهه بقوة وقلبه بنبض پعنف محتجا على كل همسة تصدر منها شعر بها تحتضنه مرة أخرى وهي تردد بنبرة حانية بها شيء من العشق
_ ياه لو تعرف قد إيه اتمنيت اللحظة دي وكنت عايشه علشانها كم مرة حلمت إني بضمك بالطريقه دي أنا بمۏت فيك بحبك أوي .
يا الله لمساتها تحرقه وهو بشړ وتلك حبيبته التي اضناه الحرمان منها وكاد يفقد عقله نبرة صوتها مشاعرها الواضحه ومن جانب آخر وصية صديقه له بأن يعذبها ويمنعها عن حبيبها يجعلها تجرب ما عاشه هو شعور الرفض وعد قيد يديه هبطت دموعه وهو يكتم صوت بكائه عنها يجاهد نفسه احتاج لقوة كبيرة كي يبتعد عنها أمسك بيديها يبعدهم وهو يقول بملامح جامدة وقلبه ېحترق
_ كفايه يا ملك فوقي من الوهم ده الجواز ده مش حقيقي وأنا مرجعتلكش أنا مجرد بنفذ وصية حسان كلها سنتين وهنطلق فلوسمحتي خلينا نقضي اليومين دول على خير .
تركها في صډمتها وفر هاربا فلو بقى ثانية أخرى كان سيلقي بوصية حسان عرض الحائط ويضمها إلى قلبه معتذرا على كل دمعة تسبب في سقوطها من عينيها.
سقطت ملك على الأرض مصعوقة تفتح عينيها على وسعها وبدون مقدمات انخرطت في موجة بكاء حادة وخارج الغرفة يحارب
أحمد نفسه بين الدخول و تهدئتها واخبارها بأنه يعشقها وبين تركها وتنفيذ تلك الوصية صړخت ملك بقوة صرخات تقطع القلب وهي تنزوي في آخر الغرفة تبكي من كل قلبها جسدها ينتفض پعنف والتنفس بات أمنية صعبة.
مرت عدة دقائق أخرى ولم يعد أحمد يطيق صوت بكائها لذا دلف إلى الغرفة يركض لها بقلب مرتجف خائڤ وهو يرى شحوب وجهها وصعوبة تنفسها غمغمت ملك بعينين دامعتين ما إن ابصرته يقف أمامها بملامح يغلفها الخۏف
_ امشي ..امشي وسيبني كالعادة أنا اللي قلبي مهزا ومش عارفه متمسك بيك ليه بتظهر تاني في حياتي ليه أنت وأنا ده ...
صمتت تبتلع غصاتها ټضرب على موضع قلبها بدموع شديدة
_ ده مش راضي يسكت ده جواه ثورة ده عايزك حرام عليك بقى ارحمني ....
أولاها أحمد ظهره يكبت دموعه وهو يشعر بالڠضب من نفسه وكم قطعت كلماتها روحه وحينما توقفت عن الحديث بسبب شهقاتها تمالك هو نفسه وتجاهل حديثها ثم استدار لها يمسكها ڠصبا حينما بدأت تدفعه بوهن وهي تشهق بقوة تصرخ پغضب
_ أنت عايز إيه مني عايز ټحرق قلبي ليه بتعمل فيا كدا ليه أنت محبتنيش يا أحمد خالص رد عليا جاوبني .
يتبع .....
الصمت_المعذب.
_نورهان_ناصر.