الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الثاني بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ينادي عليه عقله كان مشغول بشيء بدأ يؤرقه أو تراه كان غافلا عنه منذ البداية لا يدري بات تفكيره مشوشا لا يعلم لما يشعر أنها مجبرة عليه ولا تبدو سعيدة كباقي الفتيات تنهد بصوت مرتفع مهموم وهو يتذكر حينما ذهب لمنزلها لتوديعها فقط رددت له بضع كلمات مع ابتسامه صغيره وحين اقترب هو منها لتوديعها فرت هاربة من أمامه متعللة بأنها مريضة وربما تنقل له العدوى .
خرج من دوامة تفكيره على ذلك الذي يتنفس بصوت مرتفع غاضب وهو يضع يديه على ركبتيه من كثرة ركضه خلفه يقول بنبرة متهكمه 
_ ايه يا حسان بقالي ساعه بناديلك وأنت في عالم تاني ليه سيبت التدريبات فجأة انت لسه زعلان مني صدقني معرفتش اجي كنت في عملية مداهمة و .....
رفع حسان يده يضعها على كتف أحمد وهو يقول بهدوء 
_ ولا يهمك أنا عرفت محمد قالي .
تنفس أحمد براحه من أنه لم يحزن فهو يحبه كثيرا ابتسم بسمة صغيرة وهو يقول له بمرح يرسم على وجهه صورة الشاب المبتسم وداخله لا يعلم به سوى خالقه 
_ أنت من أولها وشارد كدا لحقت توحشك .
طالعه حسان بنظرة هادئة وهو يقول بحب ظاهر 
_ هي على طول واحشاني .
دعى لهما أحمد بالخير ثم ابتسم وهو يعبث بشعره يقول
_ وريني صورتك وأنت عريس وبالمرة اشوف اللي مجنناك كدا .
أخرج حسان هاتفه بالفعل وهو يبتسم بسمة صافية ناوله الهاتف يشير إلى صورة معينة مد أحمد يده ليأخذ الهاتف وقبل أن يرى شيئا انطفأ هاتفه ليزفر أحمد حانقا 
_ شوفت وشي فقر تلفونك فصل حطه على الشاحن وتعالى نكمل شغلنا شكل مش مكتوب لي أشوفك عريس.
ضحك حسان بقوة حتى أدمعت عينيه وهو يرى عبوس ملامحه ليقول متنهدا بحزن هو يشعر به 
_ كفاية يا أحمد تمثيل أنت فاكرني مش حاسس بيك كل ليلة بسمعك بټعيط من قلبك طب ليه تعمل في نفسك كدا .
کسى الحزن معالم وجهه ثم قال ببسمة مقتضبة 
_ لأني مملكش غير العياط دلوقت كنت بكلم أخوها من فترة كدا وعرفت إنها اتجوزت خلاص .
مع آخر كلمه قالها غزت الدموع عيونه وتحشرج صوته من دون مقدمات سحبه حسان إلى صدره يربت على ظهره وهنا سمح أحمد لذاته بالاڼهيار
_ كنت غبي ...غبي وما زلت ... ضيعتها من ايدي أنا بلعڼ نفسي كل يوم ألف مرة اترجتني علشان ابقى ومامشيش لسه بعشقها اقوى من الأول حاولت كتير أنساها واقول إنها بقت على ذمة راجل وحرام افكر فيها بس مش قادر أنا ضعيف قدامها قدامها أنا ضعيف بس في آخر مرة كنت قاسې ورغم إنها قالتلي هافسخ الخطوبة إلا أني كنت غبي وخذلتها أنا استاهل حړقة القلب استاهل الۏجع .
صمت لثواني حينما خفت صوته من شدة البكاء ومنعته غصه مؤلمة عن الكلام قبل أن يتابع پألم شديد 
_ طلعت بحب العڈاب أنا من سنيين وأنا بحبها وساكت مقدرتش انطق كنت كل ما أعرف إن في حد طالبها كنت بمۏت وأفضل ادعي إنها ترفض حبيتها بقوة ولساها في قلبي وعمراها ما هتخرج منه أنا فوقت يا حسان الثانية في بعدها عني أسوأ من إني مېت بس مش معاها أنا أصلا عايز أموت وأنا في حضنها هي تبقى آخر شخص شوفته بس يا خسارة دايما بنندم بعد فوات الأوان قولي أعمل إيه قلبي پيتحرق ومش قادر اطفي ناره .
ابتعد عنه أحمد وأخذ يمسح دموعه بقسۏة جلس على الأرض بثقل وهو يبكي باڼهيار أخرج سلاحھ ونظر له مطولا وفي لحظة عدم إدراك وضعه على رأسه بينما حسان كان يقف خلفه وهو يوليه ظهره يمسح دموعه هو الآخر هو الآخر داخله عڈاب صامت يحب زوجته وهناك هواجس تطارد عقله بأنها لا تبادله الشيء ذاته بأنها غير سعيدة .
تحدث أحمد بدموع وهو ينظر صوب السماء بضعف أصابعه فوق الزناد 
_ سامحني يا رب بس مش قادر أعيش خلاص .
استدار له حسان وهو يمسح على عينيه يقول 
_ أحمد أنت ..
صړخ فجأة بهلع وهو يركض صوبه يرفع يده عاليا في السماء لتمتلأ السماء بصوت الطلقة التي يتردد صداها بقوة كبيرة .
كان الوضع كالتالي أحمد يجلس على الأرض وحسان يرفع يده وهو يحدق به بغير تصديق سحب السلاح من يده وبلا أي مقدمات لكمه على وجهه بقوة وهو يتنفس بصوت مرتفع وهو يقول باستنكار
_ أنت اټجننت عايز ټموت كافر هتنتحر يا أحمد .
نبس أحمد بصوت ضعيف 
_ سيبني يا حسان كدا كدا أنا مېت .
أمسك حسان بمقدمه ملابسه وهو يهزه پعنف ېصرخ بانفعال
_ اسيبك تضيع .
ضحك أحمد بسخرية 
_ أنا ضايع من زمان .
_ أهدى واسمعني مش نهاية الكون هيا عارف إن صعب تنسى بس هاتعدي وأنت دلوقت لازم متفكرش فيها دي ست متزوجه أوعى تضيع مبادئك وتربيتك وتسيبها للشياطين وعلى رأيك فات أوان الندم والعتاب والتقطيم ملوش أي تلاتين لازمه قوم يالا روح صلي وادعي ربنا يخرجها من جواك وادعي لها بالخير مع جوزها .
مرت الأيام مثل بعضها ليل يطويه نهار ونهار يطويه ليل و ملك على حالها تتجاهل حديث نعمه لها تشهد وسادتها على بكائها كل ليلة حتى فاض بها الجميع يرى حالتها والدتها واخيها الذي لا يعجبه حالها لكن ما بيده حيلة ورفضت هي الحديث بشكل قاطع بدأت ترسم ضحكات وابتسامات زائفة أمامهم ولكنها لم تخفى عليهم .
والآن قبل يومين من موعد الزفاف كانت تجهز حقيبتها بفتور شديد ورغما عنها تتساقط دموعها بقوة أصوات كثيرة في رأسها تصرخ مع بعضها عقلها وقلبها وروحها ونفسها الجميع يطلب منها أشياء كثيرة وهي لا تريد من كل ذلك سوى شيء واحد هو فقط .
وعلى فراشها كانت نعمه تنظر لها بشفقه وحزن شديد خرجت عن صمتها تقول بدموع شديدة
_ يا ملك ...
رفعت ملك رأسها تنظر لها بعينين باردتين رغم احمرارهما من كثرة البكاء ولكن نظراتها كانت خاوية
_ ولا كلمه يا نعمه حسان مش وحش وطيب وبيحبني وأنا هحبه.
_ بتضحك على مين فوقي بقى من اللي أنت فيه .
خرجت ملك من الغرفة تاركة نعمه خلفها تبكي على حالها بينما هي خرجت إلى حيث التقت به آخر مرة جلست على التراب تبكي من أعماق قلبها أحيانا تشتمه وتصرخ بأنها تكرهه وما تلبث أن تنفي ذلك وهي تقول بأنها لا زالت تحبه .
أتى اليوم الذي ينتظره حسان بفارغ الصبر اليوم الذي سيجمعه مع حبيبته تحت سقف واحد كان هو يقف في غرفته يتجهز وبجواره أصدقائه الأعزاء يتبادل الضحكات معهم وهنا في آخر الغرفة كان أحمد يقف شاردا في عينيه دمعات أبت النزول شعر فجأة بالاختناق لم يكن يعلم بأن زوجة حسان في نفس المدينة الذي بها ملك مجرد التنفس في تلك المدينة يشعره بها وبطيفها ونظراتها تلاحقانه اتجه صوبه يرسم بسمة على شفتيه وهو يقول 
_ ألف مبروك يا

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات