رواية الصمت المعذب الفصل الثاني بقلمي نورهان ناصر
صاحبي .
نظر له حسان من المرآة يقول ببسمة واسعه
_ الله يبارك فيك يا غالي.
استغل أحمد انشغال حسان مع رفاقه وانسحب من بينهم ظل يركض بأقصى سرعة يمتلكها وأصوات بكائها وتوسلاتها له بالبقاء تتردد على أذنه ك طنين النحل وصلت به قدميه إلى حيث التقاها لأول مرة بلا رقيب من أحد سوى المولى عز وجل جلس على التراب يغترف منه بيده وتسبقه دموعه بقوة وهو يردد بصوت حزين خرج من داخله معبأ بجراحه
_ يا ترى عامله إيه يا ملك قدرتي تنساني مبسوطه مع جوزك أنا آسف سامحيني على غبائي سامحيني بس أنا مستهلكيش وغبي أنت خساره فيا سامحيني ولو لسه في قلبك هدعيلك تنساني سامحيني إني عذبتك معايا أنا آسف ليك.
_ يارب ...مش قادر أدعي وأقول خرجها من قلبي وفي نفس الوقت حاسس بالذنب لأني حقېر بفكر في واحده متجوزة دلني على الطريق الصحيح وخفف عني يا رحمن يا رحيم .
وهناك حيث مكان الزفاف كان كل شيء يسير على أكمل وجه رأت السعادة في وجوه الجميع والتعاسة وحدها من تسكن ملامحها ما إن تبصر أحدهم حتى ابتسامة عريضة على ثغرها وحينما تقدم منها حسان وأخذ يعبر عن سعادته بهذا اليوم كانت تنظر له بملامح خاوية تجاهل هو إحساسه الذي حدثه بمدى رفضها وتجاهلت عينيه ما رآه في عيونها .
وقد كان وها هم الآن في شقة منزلها الجديد برفقتها نعمه التي تنظر لها پغضب شديد ووالدتها التي توصي حسان بابنتها بينما ينتظرهم هادي بالاسفل.
_ هي في عيني وقلبي مټخافيش يا ست الكل.
بادلته والدتها البسمة وهي تربت على كتفه وبداخل غرفة النوم كانت نعمه تتحدث مع ملك التي تبدو شاردة تماما ولما لم تجد منها رد غادرت الغرفة وهي تبتسم حينما تقابلت مع حسان وحماتها وبعد رحيلهم أفاقت ملك من غيبوبتها تنظر لارجاء الغرفة پخوف شديد كانت الغرفة جميلة مجهزة لاستقبال عروسين ألوانها هادئة والقرآن يصدح بقوة في المكان .
رفعت عينيها تنظر له بدهشه ورغما عنها نهضت أغرقت دموعها صفحة وجهها وضعت يدها على فمها وهي تتراجع للخلف لا شك أنها تحلم كالمرة السابقة ما الذي سيأتي باحمد هنا افيق يا ملك كفاك انتظار كفاك أملا .
_ ملك .
وهنا ولم تستطع ملك الصمود أكثر ألقت نفسها بين أحضانه تجهش في البكاء بقوة وهي تتشبث بملابسه بينما كان حسان يقف أمامها مندهشا لا يفهم لما البكاء بكل تلك الحړقة لكنه لم يملك سوى أن يضمها بحنان وهو يردد بصوت هادئ
_ اهدي يا ملك في إيه بس للعياط ده كله
فجأة اخترق صوت غير مألوف عقلها نعم فهي لا تسمع ولا ترى إلا أحمد فقط لتفتح عينيها بجحوظ عندما أدركت ما حدث يا الله ستعيش حياتها في أوهام شعرت بنفور شديد جعل ردة فعلها عڼيفة بعض الشيء لتدفعه بكل قوتها بعيدا عنها ثم انزوت في زاوية الغرفة تبكي وتشهق بصوت مرتفع.
ما تلك الکاړثة التي أوقعت نفسها بها وماذا ستقول له الآن كانت واهمه كانت تعتقد بأنها قوية وبانها إن تزوجت حسان ستنسى الآخر وستخلص لزوجها .
بعد بضع دقائق هتفت بنفس متثاقل وهي لا تنظر له
_ حسان انا آسفه سامحني أنا عقلي مشوش ومتوترة .
وحسان كان يقف أمامها بملامح جامدة والهواجس تطارد عقله أخيرا استطاع إخراج صوته يردف بنبرة بها حزن شديد
_ ملك هو أنت مجبرة تبقي معايا أنت محبتنيش .
عضت ملك على شفتيها وهي تفرك في أصابع يديها بتوتر شديد وندم وحزن عميق طفى على عينيها ولم تنطق بحرف واحد عاد حسان يقول بنبرة ضعيفه
_ ردي يا ملك أنت محبتنيش طب ليه كملتي ليه تكسري قلبي كدا
ابتسمت ملك بتوتر واتجهت صوبه أمسكت بوجهه وهي ترتعش
_ حسان أنا أنا بحبك على فكرة بس محتاجه شوية وقت منك .
أبعد حسان يديها عن وجهه يقول متهكما
_ مش باين حبك ده صبرت عليك كتير وأوقات كنت بشوف نظراتك واكدب عيني قولي الحقيقه .
_ الحقيقه قولتها ومعنديش غيرها .
أمسكها حسان من كتفيها يهزها وهو يقول بضيق
_ كفايه كدب بقى أنت حتى مش قادره تبصي في عيوني حرام عليك بجد ليه العڈاب ده أنا كنت عملتلك إيه علشان ټحرقي قلبي كدا في حد غيري في حياتك صح .
افلتها حسان وقال وهو يضحك بسخرية يعطيها ظهره
_ خليني اخمن كدا هو سابك فقولتي ټحرقي قلبه واخدتيني كبري علشان تتخطيه وتردي كرامتك قولتي يالا أهو غلبان وبيحبني ويمكن أشفق عليه وأحبه .
استدار لها يقول بحدة
_ مش كدا يا هانم ردي انطقي.
انتفضت ملك من صوته العالي وقالت پخوف شديد
_ حسان اهدى لو سمحت وخرج الكلام الفارغ ده من رأسك.
_ أخرجه يبقى تديني حقي اثبتي لي إنك بتحبيني وإني ظالمك بشكوك.
حركت ملك رأسها بقوة ترفض ذلك ثم قالت بخزي بعد ما لم يعد أمامها طريق إلا قول الحقيقه .
_ مقدرش مقدرش افهمني بقى .
_ ليه ما تقدريش أنا مش جوزك ولا إيه فيك إيه انطقي.
همست ملك بضعف شديد لا تريد جرحه أكثر من ذلك
_ بلاش يا حسان أنا مش قادره أتكلم لو سمحت .
وصډمته بحديثها فاقت ما لم ترد إخباره به الهذه الدرجة كان أعمى وفضل تجاهل أحاسيسه.
تراجع للخلف حتى ارتمى على الفراش المزين بالورود يجلس على رأسه الطير مصډوما موجوعا وشعوره لا يضاهيه شعور برقت عينه بالدموع و شعر بالشفقة على نفسه بينما هي ظلت تبكي بشدة وهي نادمة حقا نادمة لم تملك كلمات لقولها له بالأساس ماذا عساها تفعل كلماتها اتخفف من جرحه
كلا فكما قال الشاعر جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما چرح اللسان زحفت على قدميها واتجهت صوبه جلست أسفل فراشه تمسك بيديه وهي تبكي بقوة مرددة كلمات عديدة لم يتبين حسان منها أي معنى .
وبعد مرور عدة ساعات قضتهم ملك بالبكاء وهي تضع رأسها على قدمه فتح حسان فمه أخيرا وبملامح خاوية رفع رأسها لتنظر في عينيه مباشرة يقول ببرود
_ احكي لي مين هو .
ابتلعت ملك لعابها وشعرت بأن حلقها قد جف تماما ثم ابتعدت عنه وقالت بدموع شديدة وهي توليه ظهرها
_ هو حد ملوش معنى ولا ليه قيمه ولا اسم إنسان خسارة فيه أي حاجه وخسارة حبي ليه .
أغمض