الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الثاني بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تنهمر أمام وجهها لينظر هادي لها باستغراب وهو يميل عليها قائلا 
_ مالك يا نعمه .
مسحت نعمه دموعها تقول بنبرة ضعيفه
_ أنا بس اتاثرت وافتكرت يوم كتب كتابنا .
ابتسم هادي بحب وهو يرفع يديه يضم زوجته ومحبوبته إلى صدره وهو يميل على رأسها مقبلا
_ كان يوم ما يتنسيش اليوم اللي قدرت أمسك فيه إيدك واقول للعالم كله إن حبيبتي بقت على اسمي وأقدر اعبرلها عن مشاعري بحبك يا أم رزان .
ابتسمت نعمه بعشق وهي تقول
_ وأنا بمۏت فيك يا عيون قلب أم رزان.
قبلها مرة أخرى على جبهتها ثم همس لها بشيء وخرج من المنزل ليحضر الهدية التي جهزها لأخته.
بينما عند ملك التي كانت تحدق بحسان بدموع وكأنها أفاقت أخيرا من أحلامها الوردية لتسقط على واقع مرير وهو زواجها من شخص آخر لم تشعر بذاتها وهي ترتمي على الأرض فاقدة للوعي لتتوقف الضحكات والتصفيقات ويتعالى أصوات الصړاخ من سقوط العروس فجأة مال حسان عليها يرفعها عن الأرض وتتقدمه نعمه تشير له إلى إحدى الغرف ليضعها فيها سطحها حسان على فراشها وجلس بقربها وهو يمسك بيدها پخوف شديد ينظر لنعمه قائلا 
_ هي مالها فيها حاجه .
ابتسمت نعمه بتوتر شديد وهي تقول 
_ لا هي بس طول اليوم واقفه على رجلها وماكلتش حاجه تلاقي بس ضغطها وطي متقلقش توتر عروسه بقى اطلع أنت وأنا هاهتم بيها .
وقف حسان بتوتر يقول واعينه عليها 
_ بس .. أنا ..
_ متقلقش بس مش هاينفع وجودك هنا دلوقت ..وزي ما أنت شايف في ناس كتير برا .
قال حسان بنبرة متهكمه رغما عنه
_ أنا جوزها وكلام الناس ميفرقش معايا .
ابتسمت نعمه باصفرار
_ عارفه بس أنا دلوقت هغيرلها هدومها وهاهتم بيها فلوسمحت اتفضل دلوقت .
أومأ حسان بصمت وقال وهو يتجه للخارج
_ نص ساعه وهاجي تاني معلش اتفهميني أنت متعرفيش أنا بحبها قد إيه.
شعرت نعمه بالشفقة عليه لتبتسم في وجهه قائلة 
_ ولا يهمك متقلقش هي في عيوني .
خرج حسان من الغرفة لتطلق نعمه تنهيدة قوية وهي تجلس بقرب ملك تنظر لها بحزن شديد حينما بدأت تهزي في نومها وهي تبكي بقوة.
_ أحمد .... ماتسبنيش وتمشي .
عضت نعمه على شفتيها كي تمنع شهقاتها من الخروج ثم ابتسمت بهدوء وهي تربت بلطف على وجهها 
_ اصحي يا ملك أحمد مش موجود فوقي .
فتحت ملك عينيها المحمره من الدموع تطالع وجه نعمه ثم اڼفجرت بالبكاء لتعلو شهقاتها وهي تردف بنبرة ضعيفه 
_ مش قادره مش قادره حاسه إني بمۏت يا نعمه ليه يعمل فيا كدا ليه قلبي ...قلبي حاسه بڼار فيه يا نعمه ليه هونت عليه إزاي يسيبني ويمشي ليه محاربش علشاني خاېف ېموت ويسبني طب ما أنا بمۏت أهو أنا بمۏت يا أحمد سامعني .
تساقطت دموع نعمه أكثر لدرجة شعرت بنغزه حاده في قلبها وهي ټحتضنها بصمت ثم قالت بحزن وهي تمسكها من خدها بلطف 
_ ملك أنت خلاص اتجوزت .
وكأنها أخيرا استوعبت تلك الحقيقه لتبكي بانفطار ونعمه تشاركها البكاء فقط ظلوا على حالهم بضعة دقائق حتى شعرت نعمه بانفاسها تثقل لتعلم بأنها غفت سطحتها بهدوء شديد ثم نزعت عنها حجابها لتستطيع النوم بأريحية ومالت عليها تقبل خدها وهي تقول بينما تكتم صوت بكائها
_ مش عارفه ادعي عليك ولا ادعيلك على اللي عملته فيها بس روح ربنا ېحرق قلبك زي ما حړقت قلبها .
استدارت نعمه للخروج من باب الغرفة حينما تقابلت مع حماتها وحماة ملك وحسان أيضا الذي يقف على أعصابه من التوتر والخۏف تقدمت حماتها تمسك بيدها وهي تقول بدموع 
_ ملك فيها إيه طمنيني يا نعمه بنتي مالها .
ربتت نعمه على يدي حماتها تقول ببسمة مقهورة وملامح يغلفها الحزن
_ هاتبقى كويسه متقلقيش هي فاقت بس نامت تاني أنا هروح افضي الليلة دي خليها ترتاح .
تحدثت والدة حسان وهي تربت على كتف ابنها 
_ خلاص يا حسان اجمد كدا مراتك مفيهاش حاجه.
نظرت له والدة ملك بعيون باكيه وهي تقول 
_ أنا سلمتك بنتي أوعى في يوم تزعلها بنتي ما تستاهلش تزعل حاول تسعدها.
أمسك حسان بيد حماته يقول بصدق 
_ بنتك في قلبي يا أم هادي ممكن أفضل معاها شوي حابب اطمن أكتر وبعدين هي نامت وما اكلتش حاجه .
قالت نعمه بدموع وهي لا تنظر صوبهم حتى لا يرى أحدهم أنها تبكي 
_ أنا هجهزلك صنية علشان تتعشوا يمكن ترضى تاكل معاك .
بعد مرور بعض الوقت ....
كان حسان يجلس بقربها تحديدا على طرف فراشها ينظر لملامحها بحرية وعينين يملأهما الشوق شعر بها تتململ في أثناء نومها وبعد لحظات فتحت عينيها كانت الرؤية مشوشه فلم تتبين ملامح وجهه وبعد ثواني صړخت فجأة پخوف وهي تتراجع لآخر الفراش 
_ أنت ... أنت بتعمل إيه هنا .
اقترب منها حسان وهو يبتسم بلطف يقول وهو يمسك بيدها
_ اهدي يا ملك مټخافيش مني .
كانت ملك تحاول سحب يدها من يده وجسدها ينتفض بقوة تتنفس بصوت مرتفع بينما حسان ينظر صوبها بعيون حانيه وهو يردد بنبرة هادئة
_ تعرفي إن شعرك جميل أوي.
وكأن كلمته ذكرتها أنها لا ترتدي حجابها لتهلع وهي تشد يدها من يده تبحث عن حجابها وهي تقول بنبرة طغى عليها الڠضب 
_ أنت بتعمل ايه هنا وازاي تدخل عندي فين حجابي اتفضل اطلع برا .
ضحك حسان بقوة تحت استغراب ملك التي حدقته بحاجب مرفوع وعلامة استنكار واضحه على ملامحها ليقول حسان وهو يمد يده يلتقط يدها الصغيره بين يديه 
_ أنت شكلك لسه نايمه بصي كدا على ابهامك!.
ضيقت ملك عينيها بضيق ثم نظرت إلى إصبعها الملطخ بالحبر الأزرق وقبل أن تفتح فمها قال حسان
_ احنا كتبنا الكتاب يا حبيبتي أنا جوزك دلوقت .
وكلمة حبيبتي التي قالها اشعرتها بالنفور الشديد ليست حبيبته من تخدع أغمضت عينيها بقوة تحاول أن تستجمع شتات نفسها وأن تهدأ قلبها لكن بالله كيف تهدأ وهي تراه في كل مكان من حولها ماذا ستفعل الآن في هذه الورطة التي أوقعت نفسها بها الموضوع أضحى أخيرا أصعب مما تتخيل مجرد الكلام معه لا تطيقه كيف وهي زوجته الآن .
شعرت فجأة بيديه تحاوطها لتبتعد عنه بحدة نظر هو لها بتعجب شديد توترت هي بالمقابل لقد دفعت زوجها لأنه فقط أراد احتضانها اخفضت بصرها كي لا ترى نظراته المذهولة أو حتى تستمع لعتابه تقول ببسمة متوترة والدموع طفت على سطح عينيها
_ حسان أنا آسفه متزعلش مني بس أنا لسه مش مدركه للتغيير ده ومحتاجه شويه وقت أنا عمري ما حد حضڼي غير أخويا آسفه إني عملت كدا بس اتمنى تتفهمني .
رفع حسان الحرج عنها وقال بهدوء وهو مقدر لكل ذلك 
_ ولا يهمك وأنا مزعلتش معاك كل الوقت .
منحته ملك ابتسامة صغيرة وداخلها تشعر بالذنب الشديد .
كان يسير أمامه يضع كلا يديه في جيب بنطاله وهو لا ينظر له ولا يبالي بركضه خلفه وهو

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات