رواية مريمه الفصل الاول بقلم رغدة
بصوت متعب الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
ثم اغمض عينيه بتعب وفتحهما وقال اريد ان أحملك أمانة وليس لي سواك اثق به انه اهل لها واتمنى اللا تردني خائبا
قال الإمام اطلب ما شئت وستجدني أن شاءالله حاملا لها واطلب من الله ان يعينني عليها
فقال الشيخ ابنتي مريم
ليقول الإمام باستغراب ما بها
الشيخ وعينيه تتفرس ملامح الإمام تزوجها وقبل ان ترفض انا اعلم انك ناسك عابد زاهد وليس لك رغبة بالزواج
ولكن حينما اموت لن يبقى لها من بعد الله احد واخاڤ أن تصبح مطمع للنفوس الغير سوية وهي ما زالت في ريعان شبابها اخاڤ ان تخطئ او ان تضعف أمام أحدهم
شعر الإمام انه محاصر بين رغبة شيخه الاخيره وبين ماضيه الذي يهرب منه
فقال يا شيخي انني اخفي عنك امرا وعليك أن تعرفه قبل أي شيء فإن علمته وما زالت رغبتك موجودة فإنني موافق على الزواج بها انني ..........
قبل أذان الفجر بقليل كان يجلس الإمام أمام شيخه يتوسطهم شيخ من قرية قريبه وشاهدين وتم الزواج
وقبل بزوغ شمس ذلك النهار سلم الشيخ روحه الى بارئها ولفظ أنفاسه الاخيرة وهو يضع رأسه بحضن ابنته التي كانت ترتل آيات القرآن لتخفف هول اللحظه وتشد بها ازرها تبلل وجهه بدموعها التي كانت تنسكب بصمت دون نحيب ولا صړاخ لتريح قلبه ومضجعه وتعمل بأولى وصاياه وان تحتسب عند الله ما شق قلبها وفطر فؤادها
وانتهت ايام العزاء وانفض الجمع من حولها وشعور الخواء أحاط بها يلفها من كل حدب وصوب
كانت تقضي ليلها بالقيام وترتيل القرآن بصوتها العذب
وكان هو بمحرابه يستلذ سماع القرآن من صوتها حتى ادمنه وما عاد ينام إلا بعد سماعه واراحة اوداجه به كأنه ترياق يزيح ثقل همومه وتعب يومه عن اكتافه
ليوقظها كل يوم صوته العذب يكمل ما كانت ترتله لبعض الوقت قبل ان يؤذن للفجر ويقيم صلاته وكأنهما على وفاق بإكمال ما يقف عليه الاخر
كانت نساء البلده في البداية تزورها بين حين واخر كرفع عتب وواجب صعب يقومون به ولكن اكتفاءها وعدم احتياجها أعطاهم مبرر للابتعاد حتى ما عاد احد يسأل عن احوالها ولا يزورونها ولا يستعلمون أخبارها وكأنها باتت لهم نسيا منسيا
منذ البدايه لم يكن بقلبه نحوها الا مشاعر شفقه وحزن وبعدها أصبح وجودها أمرا مسلما به وأصبح صوتها ودعاءها شفاء لروحه المتعبه
إلى أن جاء ذلك اليوم فقد كانت تشعر بحمى شديدة
بات ليلته الأولى دون أن يسمع صوت القرآن يخرج من جوفها ارقه النوم ولم تغمض عينيه وهو ينتظر حتى بزغ الفجر ومضى النهار بطوله وهلت ليلة أخرى وحين تعدى الوقت المعتاد شجع نفسه وطرق بابها ثلاثا ولكن لا مجيب انتظر قليلا وحين لم تفتح عاد لمحرابه
والتصق بالحائط المشترك بغرفتها وناداها