رواية مريمه الفصل الاول بقلم رغدة
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
أتى لينزل الحمل الثقيل عن كتفيه ويبرؤها من زواجهما وقررت أن تطلب الطلاق منه قبل ان يهدر كرامتها ويبعثرها أرضا
ولكن صعقټ حين اكمل بتوتر وقال انتي الان قد أصبحتي في سن مناسب لاتخاذ اي قرار يخص حياتك الشخصيه وأريد أن اتقدم لخطبتك واتمنى ان اجد عندك القبول
سكت قليلا ليشهد توترها وعينيها التي رمشت عدة مرات دليلا على عدم استيعابها ودهشتها
فاكمل وهو يهم بالخروج انا لم اعد صغيرا والوحدة ټقتل نفسي وانتي أيضا وحيدة مثلي فكري جيدا لعل وجودنا معا يخفف من آلامنا ونجد الونس والعوض معا
واعلمي انه مهما كان قرارك فأنا بإذن الله راض به ولن ارغمك على شيء لا ترغبين به وستبقي أمانة عندي إلى أن تقولي هذا يكفي وسأكمل حياتي مع من سيصونني
يومين بأكملهما لم تكف عن التفكير في طلبه الغريب اليس هو زوجها كيف يتقدم لخطبتها
وتبدل التفكير الى ابتسامة على شفتيها كلما مر ببالها وتشعر بأن قلبها يراقص أفكارها ويداعب ابتسامتها التي أصبحت بها كالبلهاء
طرقات خفيفه عرفت صاحبها ففتحت الباب بخجل كبير ليدلف للداخل بعد أن افسحت له المجال
كان بريق عينيها كافيا لإعطائه اجابته التي يستجديها ولكنه كان يريد سماع موافقتها ليطمئن قلبه
الإمام هل فكرتي بعرض الزواج يا مريم
اومأت برأسها وقالت بتوتر نعم
الإمام وماذا قررتي
ترددت كثيرا وهو ينتظر إلى أن امسكت بنقابها ورفعته لتكشف له عن وجهها الصبوح وكأنها بفعلتها هذه تقول له هيت لك
كانت فرحته لا توصف وليس لها مثيلا فهو منذ أن رآها قد اصبحت له كالادمان يرغب برؤيتها وها هي لم تبخل عليه بما تمنى
مضى عدة أشهر وهو يزورها ويجالسها ويتحدث معها ويحدثها عن كل شيء حتى يعتادا بعضهما بعضا
وفي أحد الأيام لم يقاوم مشاعره ولبى نداء قلبه وتمم زواجه وكانت هي مرحبة بكل مشاعره وحبه الذي اغدقه عليها
وجاءت رياح الماضي لتعصف بكل ما تحمله وتلقي به في وجهه وهو من ظن ان الماضي قد ذهب دون عودة وسره الذي دفنه بأعماقه هرول عليه وبيده سلاسل العقاپ لينذره ان ما اقترفته يداه جاء وقت سداد دينه .
وعاد بذاكرته لسنوات طوال حين كان في اوج شبابه ورأى ما اثار فطرته الرجوليه حين دافع عن امرأة من بطش رجل كاد أن يعتدي عليها وما أن دفعه عنها حتى اصطدم رأسه بصخرة اودت بحياته فنال منه الخۏف وانعدم تفكيره وأطلق العنان لقدميه ولاذ بالفرار بعد أن اطمأن على المرأة
فسافر وزار بلدان كثيره وتنقلت قدماه بالبلاد التي طافها حتى استقر بالمكان الذي وجد به راحة فؤاده فعمل كخادم بالمسجد
وأكمل دراسته للشريعه واستقر بجانب شيخه الذي علمه كل ما استطاع حتى سلم روحه لبارئه بعد أن عقد قرانه على مريم
وها هو الآن وقد وصله خبر ان ابن القتيل قد أصبح رجلا شديد البأس
ويبحث عن قاټل والده وقد غادر منزله يطوف البلاد باحثا عن غريمه واقسم الا يعود الا بعد ان يثأر ويقتص لوالده وها هو ليس أمامه الا بعض الوقت ليصل له
ثقلت هموم الإمام وأصبحت لياليه مصحوبة بكوابيس ونهاره يقضيه مفكرا بمصيره ومصير من اصبحت زوجته
وما زاد الوضع تعقيدا حين تشتت مشاعره بمعرفته بحملها فبرغم فرحته بأنها تحمل باحشائها بذرة عشقهم الا أن قلبه انقبض من الٹأر الذي قد يطاله هو او ذريته
بضع ايام ثقال حتى وصل ابن القتيل له وتواجها وجها لوجه
يتبع