رواية عشقت امراة خطړة الفصل الثامن عشر بقلم ياسمينا احمد
قبل العين دى اجبلك
حركت نجلاءشفاها إلى كلا الجانبين خشية ما ينتظر الجميع من معرفة رغبة مريم انها حقا تطلب أن تفجر
الغرفه بقنبله من ثلاثة حروف صبا
نادت نهي نجلاء لتامرها قائله
ابعتى حد يا نجلاء يجبلها مصاصه
لم تتحرك نجلاء وظهر الارتباك عليها فهى لا تعرف إن اخبرتها بما تريد مريم ماذا ستكون
ردة فعلها تجاهلتها نهى قليلا وعادت بالعبث بسلسلها قائلة بإعجاب
السلسلة دى حلوه اوى ذوقها رقيق جدا مين جايبهالك يا مريم
لم تعلم أن حديثها المرسل عن السلسال كالاسهم المتراشقه فى صدر زيد يؤلمه بصمت ويكتمه بصعوبه .
صاصا عايزه صاصا
الټفت نهيالى نجلاء التى لازالت تقف مكانها وانفعلت عليها قائله
يا بنتى واقفه كدا ليه مش قولتلك شوفى حد يجبلها مصاصه
لم تجدنجلاء مفر من اخبارها بالحقيقة حتى لا تنهرها مجددا فهتفت باستسلام
دى مش عايزه مصاصه ...صاصا دي صبا بنت حسين بيه.
اتسعت عين نهيوهي لا تستوعب ان مريم تبكى كل هذا البكاء من أجل صبا متجاهله وجودهم جميعا بجوارهم
وهذه الدهشه تقاسمتها معها والدتها التى سارعب النظر تجاه زيد وهى تدعوا ان ينقذهم الله من هذا الحرج لكن
زيد لم يبدى اى تفاعل وانطلق نحو الشرفه الخاصة بالغرفه فهو لم يعد يتحمل أكثر من هذا .
شوفتى الكسفه اللى احنا فيها بنت اختى مش عايزانى وعايزه التانيه
نهضت من مكانها وهى تستأنف بضيق وانفعال
يعنى انا مش مهمه انا هبقى عدد عشان ضمان ست مريم ما تخرجش من بيتوا انا ...انا
انحسر الكلام على طرف شفاها فلم تجد أى تعبير أو وصف يصف الثورة العارمه التى بداخلها فقاطعتها
والدتها بتنبيها بوجود نجلاءبينهم
نجلاء ...نجلاء سبينا لوحدنا شويه
خرجت الاخري بصمت وهى تلقى نظرات شفقه على كلا من نهي وأمها
خلت الغرفة إلا منهم مريم ونهي ووالدتها التى قفزت من مكانها لتمسك بساعدها موبخه إياها بحنق
سقطت نهىجالسه على طرف الفراش بتعب تشعر أنها فى حرب على أبسط الأشياء سهوله وما أسهل من زوج وبيت
خاصتا أن مريم حلقة وصل كبيره وسبب قوي لوجودها فى هذا البيت لكن كل شئ أصبح مستحيل نمي بداخلها كراهيه
لا آخر لها لصبا التى انتزعت منها ابسط حقوقها وأيسرهم بمنتهى البساطةنظرت لوالدتها وهى تهتف بنبرة حزينه جدا
ارادت والدتها تحفيزها فى الحفاظ على مركزها الآن لكن اتت بنتيجه عكسية تماما واستشعرت الاحباط فى حديثها
فحدثتها بضيق من بين أسنانها
شوفى بقولك ايه وانتى بتقولى اي جايه بعد ما اتقدملك تقولى مش عايزنى اومال احنا فى اوضة ليه
وهو مش راضى يخليها تقرب من بنته برغم انها قاتله نفسها عياط !
كلامها كان منطقى لكن إحساسها كان يخبرها انها خيار ثانوي وليست الاولى .
دفعتها قائله
قومى شوفيه على ما اتصرف واسكت البنت وخلى بالك يا نهى لو ضيعتيه من ايدك
ما تلوميش إلا نفسك .
فى الشرفه
زيد كان يحاول التنفس لكن جبل ثقيل كان يقطن فوق صدره وېخنقه يعيش بفضل جده وأخيه أسوء إختبار
وعوضا من خوف أن يظلم واحده بعدما ظلم غاليه اصبح يظلم ثلاثه فى موضع واحد كل ما يقع عليه عينه الآن أسود
ومظلم كحالصبا التى تقف فى شرفة غرفتها هى الآخري على نفس الحافه تنظر للامام كما ينظر هو لايراها ولا تراه
لكن الشعور متفق وكأنها مقدمه واحده يراها الاثنان معا .
دلفتنهي الى الشرفه لتحاول التخفيف عنهولكنها كانت مستيقظه عن زيد الذى لم يلاحظ وجود صبا ولاحظتها
هى بسهولهشعرت بالضيق لمجرد رؤيتها ولم تتحمل أنها تشاركها نفس الهواء الذي يتنفسه نادته كي تعلمه
بحضورها
زيد
التف رأسه على إثر ندائها ثم عاود النظر حيث كان لم يكن فى مزاج رائق للحديث مع أى شخص كل ما أراده
الانفراد لكن يبدو أن هذا كثير عليه هنا هتفت نهي كي تحاول التخفيف عنه
زيد انا عارفه إنى ممكن ما أكونش الست اللى بتحلم بيها أو ....
ومين قالك إنى كان ليا أحلام
هكذا قطع عليها احراج الحديث دون أن يلتف لتهتف بصدق
انا هكون ليك كل حاجه بتمناها انا مش عايزه منك غير بس تدينى فرصه فرصه أثبت فيها حبى ليك .
وكأنها كانت ټطعنه لا تحدثه قلبه ليس ملكه ليهديه لمن شاء لطالما كان يرفض هذا يرفض أن يضحى احد من أجله ان يقدم له أحد شئ لا يستطيع هو رده كما كان مع زوجته غاليه استمرار اخذه ما لم يقدر على رده يوجعه لكنه بات
مجبر عليه أن يتحول فليهدأ ضميره قليلا فالتجربه فى بادئها والقادم أخطر .
حرك رأسه لكلا الجانبين لياخذ قدر كافي من الهواء فلاحظ وجود صبا فى شرفتها ابتسم بسخرية فى نفسه عندما رأي
عينها المتحجره بالنظر تجاههم وعينها تحتقن بالډماء لقد بدأ الظلم سمع من قبل جملة تردد صداها
بداخله إن قررت ان لا يكون بك عيب معين ستتقاتل الدنيا والشياطين لجعله بك وستكون ما تكره
وها هي البداية بداية دائره الظلم إلتف لنهيمتعمدا إغاظة صباليريها بأم عينها أنه مرغوب وليس بحاجة إليها
ولا إلى قبولها ليريها كم كانت غبيه عندما عاندته وجرحته واختارت محاربته.
لقد خفق قلب نهي عندما رأته يلتف لها ويستعد لحديثها اخيرا جائتها الفرصه لتقف بوجهه دون خشيه من
هروبه المعتاد وأين فى شرفة غرفته هتفت فى نفسها مبتسمه
كل حاجه هتبقى تمام هنعيش احلى ايام سواء انا وانت ونجيب ولاد كتير .
خرج صوتها مفعم بالسعادة وهى تقول
اول مرة تبصلى واول مره أحس أن قلبى مرتاح ربنا يريح قلبك يا زيد
حاول بجد أن يقول شئ طيب امام فيض مشاعرها لكنه لم يستطع أن يخادع نفسه أو قول شئ لم يمس قلبه
رمي نظرة جانبيه على شرفة صبا فلم يراها اصبح مكانها خالي وكأنها لم تتحمل هذا هو ايضا لم يتحمل
فسأل دون اهتمام لما تقول
مريم سكتت !
وكأن سكب على رأسها ماء مثلج ضيقت عينها وهى تنظر اليه وعاد الشك يغزوها بقوة فسالته هى بتعصب
زيد انت حد غاصبك على الجوازه دى
لم يحاول الرد عليها وهم بتجاوزها لكنها وقفت بوجهه ومنعته من ذلك لتهتف بعصبيه
انت لازم تفهمنى ليه بعد ما كنت رافض تجوز من سنين وافقت بسهولة كدا وفوق كدا هتجوز بنت عمك حته العيله
اللى لو اتجوزت بدري شويه كنت خلفتها
رددت باصرار
من حقى افهم فهمنى
لم يرضي عن اسلوبها بالحديث وعصبيتها فصاح محذرا بنبره حاده
نهي ما تعديش حدودك مالكيش دخل بموافقتى او لاء
خليكى فى نفسك مش انتى