السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عشقت امراة خطړة الفصل الثامن بقلم ياسمينا احمد

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

زيد بسخريه 
_ هو حتى دا كمان ما سلمش منك عايزه ايه من هنا 
وقفت لتجيبه بضيق لقد بدأت لا تستصيغ جداله وتحكماته بها 
_ عايزه حاجات لمريم
طالعها بدهشه لثوان ثم إختفت ليحل محلها الضجر من إهتمامها الزائد بطفلته 
_ طيب يا ستى شكرا مريم عندها كتير
قالت باصرار
_ اللى عندها مش مفيد انا هجبلها حاجات مفيده تنمى مهارتها
رد عليها بجفاء
_ لاء يبقى انتى فعلا ماشوفتيش السطح بتاعنا
كادت تجن من عجرفته وتكبره لو لم تجرب من قبل سخائه فى دفع مبالغ طائله دون ضجر
أو لوم لأجزمت انه بخيل كان عليها إقناعه بأى طريقه وكان الهدوء اقصر طريق 
_ من فضلك ممكن تدخل تنقى معايا واللى موجود عندها تبلغنى بيه
لم يكن يرفض هدؤئها وطريقتها المهذبه فى الطلب لم يعتاد عليها بهذا التهذيب وقبول رغبتها
سيكون بمثابه محفز جيدا للاستمرار بهذه الطريقه سمح لها وتابع اختيارتها بالفعل كان تركيزها
على العاب ذات فائده لتنمية الحواس اغلبها لم يكن موجود لديها تبادلت معه بعض الاراء واندمج
معها وهى تشاركه ما يخص ابنته لم يسبق ان شارك احد هذا الامر إنتقى لها الالوان التى تحبها
إبنته وساعدها فى اختيار الدمى التى تفضلها مريم وحقيقى أنه كان من داخله سعيد جدا
لمشاركتها الحنونه التى جعلته يشعر انه ليس وحده من يتحمل مسؤلية طفلته التى بقيت له من الحياه
اخيرا إنتقى هو دميه صناعه يدويه ذات عيون واسعه عسليه اللون تحمل شعر حقيقى باللون البنى
وثغر كحبه الكرز تأملها كثيرا وتلاعب بخصلاتها بين أطراف أصابعه وشرد بها كثيرا حتى سأله
البائع 
حضرتك هتشترى دى كمان 
أجاب على الفورودون تردد 
_ أيوا
بالفعل وضعها البائع فى صندوق خشبى صغير مبطن بالستان و يشبه الفراش المكسى بخامه اخرى
ثقيله تحتها طبقه سميكه من الاسفنج كانت صبا فى الوقت هذا منشغله ببعض الكتب وتنتقى
قصص قصيره للاطفال ولم تلاحظ ما إشتراه زيد وحده ودون تدخل منها
اخيرا انتهت وطالبته بالغداء الذى وعدها به إن نفذت كل أومره وعلى الرحب وافق ليذهب بها
إلى أحد المطاعم الراقيه بالمنطقه وتركها تختار ما تشاء وتنتقى كل ما تحبه من لوحة الطعام
بعد مده قصيره استغلتها صبا فى إلتقاط بعض الصور لنفسها بأوضاع مختلفه وتعبيرات مختطله
وكأنها توثق لحظات حياتها بجميع مراحلها لاحظ زيد ما تفعل لكنه تظاهر بالانشغال بالنظر
الى شاشة هاتفه ومتابعة اعماله التى تلاحقت عبر الرسائل الخاصه دقائق وأتت وجبتها الساخنه
وعلى إثرها رفع زيد رأسه عن شاشه هاتفه فإعتدلت سريعا لتنكر ما كانت تفعله وتستقيم بإعتدال
لتتاول طعامها معه فى صمت 
_ زيد اخبارك إيه وحشنى 
كان تدخل من صوت خشن ماكر رغم حميمه ما يقول رفع زيد وجه نحو مصدر الصوت
إنه إبن عم جده رياض رجل كبير فى العمر لكنه فى منتهى الشباب العالم باسره يكبر وهو
كما هو لا يوجد بوجه أى خط تعبيرى لعدم إصداره أى ردة فعل لأى موقف الكثير يحسده
على شبابه الدائم وبروده اعصابه عينه كانت كالمرصاد وبسرعه شديده إلتقط صبا المهتمه
بطعامها الآن ربما منحته نظره خاطفه دون إهتمام لكنها كانت قادره على إعادته خمسين عاما للخلف
صافحه زيد وإهتم بأن يحجب نظره عنها لكن الاخر ابتسم وسأل ببرود 
_ جدك اخباره إيه 
باقتضاب شديد رد زيد 
_كويس
لم يمنع فضوله من النفاذ والسؤال الذى يخمن إجابته قبل أن يطرحه 
_مين اللى معاك دى 
لو كان بإمكان زيد أن لا يجيبه لفعل لكن نظراته المصره تعرف الاجابه قبل نطقها لذا اخباره
من عدمه لن يشكل فارق
خاتا لرياض تنحى زيد من وجه ليقدمها له قائلا بضيق 
_ صبا بنت عمى حسين
تجاوزه رياض ليقترب منها وقد لاحظت صبا لمعت عيناه ولهفته وهو يمد يده ليلتقط يدها
هاتفا بدهشه 
_ بنت بشرى اجمل ست مرت على الارض وعلى قلبى
وضع يدها بين يديه وطالعها بإنبهار كأنه يعاين جوهره ثمينه عيناه فقط هى التى كانت تتحرك
بينما هو ثابت كالتمثال الرخامى سألت صبا بدهشه ممثاثله لدهشته 
_ انت تعرف ماما 
اجاب بسعاده 
_ إلا اعرفها دى بشرى تعرفى انك نسخه تانيه منها بس هى كانت الاصل
انهى جملته بإبتسامه جعلتها تبتسم ابتسامتها اللذيذه التى تجعل عينها تختفى وترفع وجنتيها
التفاحيه لأعلى لم يرى زيد هذه الابتسامه الآثره من قبل ابتسامتها هذه تحمل الكون أجمع
ذنب إختفائها مع شرد زيد بها إندمج رياض وإنفرد بصبا ليحاكيها ولمده ثوان معدوده
قد كون معها علاقه وطيته انتهت بأن وضع الكارت الخاص به بين راحت يدها قائلا بسعاده 
_ لو إحتاجتى أى حاجه كلمينى
التف رياض لزيدليشكره 
_ شكرا ليك يا زيد
لكن زيد أوقف وتشبث بذراعه ليمنعه من الذهاب و بصوت منخفض شديد التحذير أخبره 
_ خلى بالك جدى مش هيرحمك لو لعبت فى عقلها
ابتسم الاخر نصف ابتسامه ماكره ورد عليه بثقه 
_ دا متوقف عليها هى
غادره فورا دون إهدار المزيد من الوقت ليعود للجلوس على الطاوله ويستمع لصبا وهى
تمدحه قائله 
_ لطيف اوى عمو رياض
حذرها زيد بلهجه قاطعه 
_ اوعى يخدعك المظاهر
عادت لالتهام طعامها وهى تقول دون إكتراث
_ على الاقل لاقيت حد بيحب أمى فى البلد دى
لوحت له بالكارت لتخبره أنها هى الاخرى حصلت على كارت مثله حركه كيديه صادفها بها القدر
فلم يستطيع زيد ان يأكل أو حتى مناقشتها هناك اشياء مهما منعت الانسان عنها سيظل متعلقا
بها بحماقته تماما مثل التحذيرات الخطره فوق علب التبغ الجميع يعرف خطورتها لكن مدمنيها
لايعيرون إهتمام لمخاطرها
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات