السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات أنثى الفصل الخامس والخمسون بقلم آيه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الماسدة على خدها المتورم وكأنها نالت عشر صڤعات قوية.
ضم علي شفتيه معا بقوة ومد نفسه بصبر يجعله لا يحتمل حتى مجرى تنفسه لا يسمح أن تزوره مجرد شكوك تدفعه لأخيه أي شكوك يود قټلها رغم أن كل ما تنظره عينيه ما هو الا هلاكا وچحيما يلوح له!
تنحنح عمران وهو يناديه بتوتر  
_علي.. إنت ساكت ليه!
تلك المرة قرر رفع عينيه ليواجه أخيه فحرك رماديته ليقابله بنظرة طويلة طعنت قلب عمران باجتياز فأغلق علي عينيه على الفور ومزق شفتيه من فرط ضغط أسنانه عليها وردد بصعوبة أنفاسه المنفعلة  
_فاطمة مالها
ابتلع ريقه بتوتر جعله لا يعلم ماذا سيفعل أمام أخيه فأجلي أحباله المنقطعة قائلا  
_آآ... أنا... أصل هي أخده حقنة مهدئة يوسف ادهالها... آآ... مش هتفوق غير بكره الصبح.
احتقنت رماديته واختفى لونهما الجذاب ودنى باقي المسافة بينهما يردد بصعوبة بالحديث  
_ويوسف يديها مهدئ ليه 
وتابع وعينيه تتجه لرقبته  
_وأيه على رقبتك ده يا عمران
اړتعب عمران من طريقة حديثه ولف برقبته للمرآة المحاطة بصفحة المصعد 
ترخى ذراعيه عنها وكاد باسقاطها لولا ذراعي علي التي حملتها وولجت بها للمصعد مرددا پغضب مدفون خلف هدوء مخيف  
_تعالى ورايا.
لحق به للمصعد ووجهه منهمل أرضا لا يود تلك المواجهة التي سيلجئ لها أخيه هو يعلم بأنه لم يكن يوما بالطايش بل سيعقد ألف تحقيق وتحقيق قبل أن تتأكد الشكوك الدائرة بحدقتيه.
ولج لغرفته فوضعها على الفراش وبقي منحني إليها يرقب وجهها بنظرة طويلة كأنه يترجاها أن تستعيد وعيها وتكذب كل ما يجول بخاطره ليتلقى صڤعة أبادت ثباته في مقټل حينما همست پبكاء من بين فقدانها للوعي  
_عمران! 
أغلق علي عينيه بقوة لتعصف تلك الدمعة الحاړقة لجوارحه واستدار لاخيه الذي يضم يديه معا ووجهه لا يفارق الأرض كحاله بطفولته حينما يخفي أمرا عنه!
جذب الغطاء على جسدها المرتجف ونهض بهدوء ليتجه لاخيه سحب نفسا مطولا وأخرجه بتنهيدة قاټلة ثم قال  
_بتخبي عينك مني ليه ارفع وشك وبصلي.
جاهد عمران لفعل ما قال وازدرد حلقه وهو يجاهد لخروج صوته ثابتا  
_علي أنا آآ.. 
وسحب باقي كلماته بحزن جعله يكمم صوته فقال علي بهدوء  
_اتكلم أنا سامعك عايز تقول أيه
اخترق مسمعهما صوت فاطمة الهامس مجددا باسمه  
_عمران.
أغلق عمران عينيه بحزن فإن كان محل أخيه لقټله بالحال ولكن علي يمتلك قوة يشهد له بتلك اللحظة انتبه له حينما وجده يقول  
_بالرغم إن فرق السن بينا مش كبير بس أنا مكنتش بشوفك أخويا إنت ابني اللي كبر قدام عيني وأنا شايله على دهري اللي كان بيحميه من أي شيء فاكر دهر أخوك يا عمران!
تهاوى الدمع من عينيه لفهم مغزى حديثه فلعق شفتيه الجافة وقال  
_علي أنا عارف إن الموقف كله صعب وفاهم إنت بتفكر في أيه بس

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات