رواية صرخات أنثى الفصل الخامس والخمسون بقلم آيه محمد رفعت
الماسدة على خدها المتورم وكأنها نالت عشر صڤعات قوية.
ضم علي شفتيه معا بقوة ومد نفسه بصبر يجعله لا يحتمل حتى مجرى تنفسه لا يسمح أن تزوره مجرد شكوك تدفعه لأخيه أي شكوك يود قټلها رغم أن كل ما تنظره عينيه ما هو الا هلاكا وچحيما يلوح له!
تنحنح عمران وهو يناديه بتوتر
_علي.. إنت ساكت ليه!
تلك المرة قرر رفع عينيه ليواجه أخيه فحرك رماديته ليقابله بنظرة طويلة طعنت قلب عمران باجتياز فأغلق علي عينيه على الفور ومزق شفتيه من فرط ضغط أسنانه عليها وردد بصعوبة أنفاسه المنفعلة
_فاطمة مالها
ابتلع ريقه بتوتر جعله لا يعلم ماذا سيفعل أمام أخيه فأجلي أحباله المنقطعة قائلا
احتقنت رماديته واختفى لونهما الجذاب ودنى باقي المسافة بينهما يردد بصعوبة بالحديث
_ويوسف يديها مهدئ ليه
وتابع وعينيه تتجه لرقبته
_وأيه على رقبتك ده يا عمران
اړتعب عمران من طريقة حديثه ولف برقبته للمرآة المحاطة بصفحة المصعد
ترخى ذراعيه عنها وكاد باسقاطها لولا ذراعي علي التي حملتها وولجت بها للمصعد مرددا پغضب مدفون خلف هدوء مخيف
_تعالى ورايا.
لحق به للمصعد ووجهه منهمل أرضا لا يود تلك المواجهة التي سيلجئ لها أخيه هو يعلم بأنه لم يكن يوما بالطايش بل سيعقد ألف تحقيق وتحقيق قبل أن تتأكد الشكوك الدائرة بحدقتيه.
_عمران!
أغلق علي عينيه بقوة لتعصف تلك الدمعة الحاړقة لجوارحه واستدار لاخيه الذي يضم يديه معا ووجهه لا يفارق الأرض كحاله بطفولته حينما يخفي أمرا عنه!
جذب الغطاء على جسدها المرتجف ونهض بهدوء ليتجه لاخيه سحب نفسا مطولا وأخرجه بتنهيدة قاټلة ثم قال
_بتخبي عينك مني ليه ارفع وشك وبصلي.
جاهد عمران لفعل ما قال وازدرد حلقه وهو يجاهد لخروج صوته ثابتا
وسحب باقي كلماته بحزن جعله يكمم صوته فقال علي بهدوء
_اتكلم أنا سامعك عايز تقول أيه
اخترق مسمعهما صوت فاطمة الهامس مجددا باسمه
_عمران.
أغلق عمران عينيه بحزن فإن كان محل أخيه لقټله بالحال ولكن علي يمتلك قوة يشهد له بتلك اللحظة انتبه له حينما وجده يقول
_بالرغم إن فرق السن بينا مش كبير بس أنا مكنتش بشوفك أخويا إنت ابني اللي كبر قدام عيني وأنا شايله على دهري اللي كان بيحميه من أي شيء فاكر دهر أخوك يا عمران!
تهاوى الدمع من عينيه لفهم مغزى حديثه فلعق شفتيه الجافة وقال
_علي أنا عارف إن الموقف كله صعب وفاهم إنت بتفكر في أيه بس