السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ظهرها تمسك بيدها الهاتف تتطلع به.. أبعدته إلى جوارها عندما دلف الغرفة ونظرت إليه لتظهر ابتسامه على محياها وهي تراه يتقدم منها..
جلس جوارها مبتسما ورفع يده إلى بطنها الممتلئة يمسد عليها بحنان ثم خرج صوته قائلا
أخبار الحلوين ايه
أجابته بنبرة فرحة تنظر إليه وإلى يده التي تمسد عليها
بيسلموا عليك
أقترب معتدلا منها قائلا بشغف
لأ دا أنا أسلم عليهم بنفسي
متحدثا بلهفة
مشتاق إني أشوفهم والمسهم بايدي
تحقق الحلم الذي كان يسعى إليه منذ الوهلة الأولى التي أحبها بها لم يريد إلا طفل صغير منه هو يكن له السند والعون ليعينه على الحياة ويعلمه كل ما يحب ويبغى من صدق وعدل وحكمة.. ليرث هيبة والده ومكانته..
تحقق الحلم الذي كان يتربع على عرش قلبه يسعى إليه في الخفاء إلى أن تربع في الحقيقة الكاملة يشعره بكم السعادة والفرحة الخالصة فقط لتحقيقه..
في ذلك اليوم الذي علم به لم تكن الدنيا تساع تلك الفرحة الخارجة من قلبه الصغير على الرغم من أنه مثل قبضة يد ولكن شعوره حينها لم يكن يوصف ولم يستوعب إلا بعدما دلف پصدمة لدقائق يحاول إدراك كونه قريبا سيكون أب..
ثم بعدها ولج صدمة أخرى أكثر فرحة وسعادة بعدما أكتشف أنه ليس صبي واحد بل اثنان فاض كرم الله من حوله بمنه عليه برجاءه الوحيد ليكمل مسيرة رجاءه وأمله في الله أن يحفظهم ويرعاهم له..
تحدثت زينة قائلة وهي تعتدل
خلاص هانت كلها أربع شهور بس
أعتدل جالسا جوارها ثانية ينظر إليها باستنكار وتحدث وكأن هذه الأشهر ستمر كالهفوة
بس!
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إلى ملامحها الغير مصدقة بساطة كلماتها فقالت برفق
مش كتير ولا حاجه دول هيعدوا هوا
اليوم بيعدي سنة على أي واحد مشتاق
وضعت يدها فوق كف يده تربت عليه بسعادة وهي تشعر بكم الحب والاشتياق الذي يخرج من قلبه وروحه تجاههم
حبيبي ربنا يباركلك فيهم
وتخرج نبرته تماثل نظرته نحوها
ربنا يقومك بالسلامة الأول وبعد كده يباركلي فيهم ويحفظكم ليا
ابتسمت قائلة بهدوء
بإذن الله
مال متحدثا 
وحشوني أوي أوي وأمهم وحشتني أوي
أشارت إلى بطنها بيدها وهي تبتعد عنه قائلة بلا مبالاة وهدوء تام
ما أهم عندك الله.. عيش معاهم
حرك رأسه نفيا رافعا يده إلى وجنتها يحركها عليها برفق وهدوء
لأ ما هما وحشوني هما وأمهم
مع بعض
سألته مضيقة عينيها عليه تشاكسة
الاتنين
افتعل صوت بفمه ونفى وهو يحرك رأسه بالرفض مصححا لها
تؤ التلاتة
أعتدلت إلى الخلف تستند إلى ظهر الفراش ثم تحدثت بجدية تبتعد عن حديثه المرهق لبدنها قائلة
أنا عايزة أنزل شوية علشان تعبت من القاعدة هنا لوحدي
أومأ إليها برأسه مصرا على استكمال تلك المسيرة التي بدأها ليخرج صوته الخبيث الماكر
هننزل بس مش أشوف الناس اللي وحشتني دي الأول
جلست معتدلة تنظر إليه بحدة قائلة
هو أنت بتستهبل نفسك مش كانوا لسه واحشينك وخلصنا
أبعد يده عنها واعتدل أمامها ينظر إليها بعمق وقوة يبادلها الشغف المخفي داخل عيونهما أردف بجدية ومكر
لأ منا هفهمك كل لما بحس إني مش قادر من كتر الوحشه ببقى كده يعني
كررت ما قالته باستنكار مضيقة ما بين حاجبيها عليه
الوحشه!
ترك كل ما تحدث به وطريقة حديثها واستغرابها كلمته الغريبة ليأخذ يدها مرة أخرى يقبلها بهدوء وقال
بحبك
وأنا كمان بحبك أوي
غمزها بعينه قائلا بصوت ماكر ضاحك
الله وكيل غزال وأنتي غزال
كان يحاول أن يتحول إلى ذلك الشخص الذي يتحرك بخفه هو والرومانسية وكثيرا من المرات كان يحاول ليبقى مظهره أمامها لا يليق به أبدا..
قالت بجدية تهشم سقف طموحه في أن يكون نال إعجابها بمحاولاته
جبل.. متحاولش تبقى رومانسي يا حبيبي
سألها مضيقا عينيه عليها مستفهما
ليه بقى
أردفت بجدية

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات