رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم ندا حسن
فهي ليست بارعة في التقاط الصور بطريقة حرفية
طب اعمل ايه
رفعت وعد الهاتف أمامها وبدأت تشرح لها برفق كيف تتعامل مع الهاتف وتلتقط الصورة
ركزي كده وثبتي ايدك والموبايل وخدي الصورة وأنا وتيته هنقف كويس
أخذت الهاتف منها تومأ إليها برأسها قائلة
خلاص يلا روحي
أومأت إليها الصغيرة تركض متجهة ناحية جدتها
حاضر
صدح صوت وجيدة المنزعج بعدما وقفت لوقت طويل في محاولة منهم لأخذ صورة واحدة
صوري كويس يا فرح زهقتينا الشمس كلتنا وإحنا مستنين صورة عدلة منك
رفعت وعد بصرها إلى جدتها لتقول بحزن متذكرة خالتها إسراء التي كانت بارعة في كل شيء في الهواتف الذكية
قد ذهبت مع زوجها عاصم إلى دبي من حيث أتت هي وشقيقتها كي تستكمل السنة الدراسية هذه أردفت جدتها
هانت وتيجي هي وعاصم بس تخلص السنة دي
قالت وعد برفق وحنين
وحشتني أوي هي وعاصم
تأفأفت فرح شاعرة بالضيق من حديثهم الذي مازال يؤثر عليها في كل وقت وخرج صوتها المنزعج
هتتصوروا ولا لأ
أجابتها وعد وهي تقترب من جدتها مبتسمة مستعدة لأخذ الصورة
هنتصور بس أنتي خديها حلوة يا عمتو
قالت بنفاذ صبر معقبة على حديثها
يلا يا ست وعد خلصينا أنا تعبت
أتى جبل من الخارج ليستمع إلى أصواتهم فتقدم إليهم قائلا يمازحها بحب
حركت يدها وكأنها غاضبة في حركات طفولية للغاية غريبة عليها قائلة
عمتو فرح مش عارفه تصورنا خالص أنا وتيته
أجابها والإبتسامة تزين شفتيه ينظر إليها بحب ليحصل على نظرة رضا منها
أنا أصوركم
تقدم يأخذ الهاتف من شقيقته لتبتعد هي ويقف هو في مكانها أمامهم فوقفت وعد مع جدتها تستعد لأخذها ففعل ليهبط على الأرضية يتكأ على قدميه حتى ترى تقدمت منه سريعا تنظر إليها من خلال شاشة الهاتف فخرج صوتها الرقيق بسعادة
الله جميلة أوي
أبعدت وجهها إلى فرح تهتف
شوفتي من أول مرة إزاي طلعت حلوة
أومأت إليها بغيظ فهي منذ الكثير من الوقت تقف هنا محاولة فعل ما تريده منها
أشارت إلى جبل قائلة بفرحة
تعالى بقى اتصور معانا
تقدم من فرح يعطي إليها الهاتف لتأخذ لهم الصورة وعاد هو يحمل وعد على ذراعه متوجها إلى والدته يقف جوارها يحيط كتفها بذراعه الآخر ليقفوا ثلاثتهم مبتسمين
أخفضت فرح الهاتف دليل على انتهاءها فهبطت وعد من على ذراعه راكضة نحوها تأخذ منها الهاتف لتنظر إليها باشنئزاز
وحشه أوي
يا عمتو
نظر إليها جبل ضاحكا وكذلك والدته وشقيقته بسبب تغير ملامح وجهها التي تلعب عليها ببراعة الاطفال المعهودة خرج صوته بجدية
تعالي يا وعد وأنا هصور
أومأت إليه قائلة بمشاكسة ل فرح
يكون أحسن بردو.. تعالي اتصوري معانا
تحدثت وعد بمرح بعدما اخفضها إلى الأرضية تنظر إلى الهاتف بعدما أخذته منه
شايفه يا عمتو الصور عامله إزاي.. خلي بابا يعلمك
أجابتها بغيظ مبتسمة
متشكرين ياستي
ابتسم جبل بسعادة وهو يتابع حركاتها الطفولية البريئة التي تأثره وټخطف عيناه من موضعها لتتوجه إليها تتابعها تتشبع من رؤيتها ورؤية كل ما يصدر عنها..
أبتعد تاركا إياهم يمرحون سويا فرحين بتلك الصغيرة التي أصبحت تتحدث بينهم بطلاقة وتفعل حركات أغرب منها ومنهم جميعا متوجها إلى الأعلى إلى معشوقة قلبه ومالكه روحه.. تلك التي أخذت امضاء وتوكيل صريح منه بأن حياته لعبة بيدها..
ولج إلى الغرفة بعينان جائعة مشتاقة إلى حبيبة روحه وقع بصره عليها ممددة على الفراش تنام على