رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم ندا حسن
خبث العالم وهو يهتف
طب خلاص افتحي وبجد مش هعمل حاجه تضايقك ولا هتكلم في الموضوع ده حتى خلاص
سألته بجدية كي تطمئن أنه لن يقوم بفعل أي شيء مرة أخرى يزعجها
بجد
أومأ من الخارج مبتسما بمكر شديد
آه بجد خلاص
أعتدلت تفتح باب الغرفة تلبي طلبه لا تخون ما يخرج منه تعطي إليه الأمان الكامل فتح الباب وطل منه ينظر إليها بحزن بالغ أبرع في إتقانه أمامها يدلف إلى الغرفة دون حديث ينظر إلى الأرضية فأبتعدت عنه تولج إلى الداخل.. انتهز الفرصة يغلق باب الغرفة مرة أخرى بالمفتاح فأبصرته لتراه يأخذ المفتاح من الباب ثم تقدم إلى الداخل يلقي به أعلى ظهر خزانة الملابس!..
دقت ساعة الحړب
عاصم أنت قولتلي مش هتعمل حاجه.. كده غش بجد وقلة أدب والله العظيم أمشي
صعد على الفراش أمامها لينحني عليها ضاحكا متهكما
غش.. غش ايه هو إحنا بنلعب
ارتفع صوتها برهبة قائلة بغيظ
مش عجباك غش منا قولت قلة أدب
وتحدث برفق وشغف
أنا جوزك وأنتي مراتي يا ايسو حلالي وحقي.. وبعدين كفاية كدا بقالنا أسبوع ويا سبحان اللي مصبرني والله
تجمعت الدمعات بعينيها وتعلثم صوتها وهي تقول بقوة
لأ أصبر كمان وأبعد عني كده
أنتي هتعيطي ولا ايه.. اهدي مټخافيش
عاد إليها مرة أخرى عندما وجدها صامتة واعتدلت في جلستها تبتعد بنظرها عنه تفهم ما الذي يدور بخلدها وتوقع تلك الرهبة ولكن ليس لهذه الدرجة سألها بنبرة هادئة
أنتي خاېفة مني طيب
أخفت عيناها عنه تشيح بيدها
معرفش بقى
وضع يده أسفل ذقنها يعيد وجهها إليه ناظرا إليها بحب وهدوء شديد يرسل إليها سلامات الاطمئنان والهدوء
ايسو أنا عمري عملت حاجه تأذيكي
نظرت إلى داخل عيناه وأجابته بصدق
لأ
كرر السؤال مرة أخرى ويده أسفل ذقنها ينظر إلى بحر عينيها
أجابته ثانية بهدوء
لأ
ممكن طيب تديني فرصة بالراحة كده نقرب من بعض وافهمك ولو مش عايزة خلاص بجد وهبعد
أومأت إليه برأسها عندما استشعرت الصدق بكلماته
طيب ماشي
ابتسم إليها بسعادة خالصة فهو إلى الآن لا يستطيع فهم كيف تمكن من الصبر إلى اليوم وهي أمامه وأسفل يده ولكن عشقه لها هو المتحكم الوحيد به والذي يجعله يفعل كل ما يروق لها وإن كان غير ذلك لا يحدث.. لكنه منذ الكثير ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر يحلم بها وهو نائم وهو مستيقظ لدرجة توصل إليه شعوره بالجنون بسببها..
حبيبتي أنتي كويسه صح
وأنا اللي كنت فاكر هنسيكي الكسوف دا أنتي هتوبيني
حاول أن يحتوي خجلها وهو يتحدث معها بهدوء يشرح لها بهدوء ما الذي يتوجب عليها فعله وكيف سيتعامل معها في الأيام القادمة يردف بهدوء ورفق
بعد مرور خمس أشهر
وقفت الطفلة وعد في الحديقة مع جدتها وجيدة وعمتها فرح كانت تقف بجوار جدتها و فرح تقف على بعد خطوات بعيدة عنهم تلتقط لهم بعض الصور التذكارية على هاتف وعد..
أقتربت منها تأخذ الهاتف تنظر إلى الصور تنظر إليهم جيدا ثم رفعت بصرها إليها محاولة مداراة بشاعة الصور فقالت ببراءة
أنا طالعه وحشه أوي.. شوفي شكلي
مدت لها يدها تناظرها بجدية ثم قالت
طيب هاتي وأنا هصورك تاني أحسن من الأول
تذمرت وعد بشكل طفولي وهي تقول بسخرية وضيق
عمتو بقالك ساعة بتقولي كده وكل مرة الصور مش بتطلع حلوة
ارتفعت ضحكات فرح وهي تنظر إلى ملامح وجهها الممتعضة وقالت بحيرة