رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون والاخير بقلم ندا حسن
وهي تنظر إليه قائلة ما يحدث متنازلة عن حقها في الغزل والرومانسية
أنت مش رومانسي ومش عارف تبقى رومانسي ف الموضوع تقيل.. خليك بهيبتك يا حبيبي أنا راضية
نظر إليها باستنكار وأجابها
مش وش نعمة
أومأت إليه برأسها تؤكد على حديثه
خالص
مال برأسه عليها تاركا كل ما قاله خلفه يميل برفق وخفه ونظرة عيناه شغوفه مقتولة في الحب ومن أحب
هكذا كانت حياتها من مر إلى أمر إلى جبل العامري الذي اعتقدت أنه الأكثر إرهابا وقسۏة وجنونا ليبقى الآن أمامها زوج محب ورجل حنون عاقل وأب متلهف كطفل صغير لرؤية صغاره..
ربما نراه الأخطر والأكثر إجراما فقط من نظرة خارجية وفي باطنة حنان كل أم على أولادها ولهفة كل أب على أولاده ربما في داخله جنون عاشق مختل مصر على اختراق الحب بكل مقايسه وتعاليمه ربما هو كثرة المشاعر المتأججة داخلنا ولا نشعر بها.. ربما هو كل عين نظرت إلينا بقسۏة وكره وداخلها الحب مضاعف مخفي..
ربما هو جبل العامري كل ظاهر خطړ ومچرم وكل مخفي صدق وعدل ورحمة..
بعد مرور خمسة أشهر
أقترب عاصم يأخذ يونس طفل جبل الصغير الذي لم يبلغ من العمر إلا شهر ونصف ينظر إليه بحب يتمعن في ملامحه البريئة الصغيرة للغاية ثم رفع وجهه إليهم قائلا بمشاكسة
تقدمت زينة لتأخذه منه تبصره بضيق وانزعاج قائلة بسخرية
وتهكم
لما نشوف خلفتك هتبقى ايه
قبل أن يتحدث أبتعدت عنه زوجته إسراء تقول بجدية محاولة الهرب منه
لأ خلفته هتبقى شبهي أنا يا زينة وإلا ممكن يجيلي ضيق تنفس
ابتسمت تنظر إليه پشماتة معلقة على حديثها لتجعله يغتاظ أكثر
حتى مراتك مش مستحملاك
تهكم عليها ناظرا إليها بسخرية شديدة بجيبها
أجابته بمنتهى البرود واللامبالاة متجهة إلى الأريكة تجلس بطفلها
وأنت مالك
تقدم منهم جبل الذي كان خارج الغرفة ليستمع إلى حديثهم فخرج صوته ساخرا
الله وكيل بتحط نفسك في مواقف بايخة مع زينة يا عاصم
رمقه بعصبية محاولا التحكم في ذاته ثم أجابه ساخرا ناظرا إليه ببرود
أنت اللي مش عارف تتحكم
خليك في نفسك
استمع إلى ضحكات زينة التي صدح صوتها متحدثة پشماتة
شوفت محدش طايقلك كلمة
أقتربت إسراء منها لتجلس جوارها تنظر إلى يونس الذي كان على قدميها ينام بسلام وهدوء
لأ بس بجد يا زينة يونس شبهك أوي نفس العيون والحواجب ونفس الشفايف حتى بصي رسمتها
نظرت إلى الطفل الآخر ياسين مع جدته قائلة
وياسين شبه جبل
ابتسمت وجيدة وهي تستمع إلى حديثهم ثم تفوهت
قسموها بالنص بينهم يونس شبه أمه وياسين شبه أبوه
أقتربت منها وعد تجلس جوارها ثم سألتها ببراءة
وأنا شبه مين يا تيته
عانقتها جدتها بيد واحدة والأخرى تسند بها ياسين وخرج صوتها بنبرة محبة حنونة لينة تظهر لها كم تأخذ وعد مكانه كبيرة في قلبها
شبهي أنا يا حته