رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع والعشرون بقلم ندا حسن
ليه..
زفرت بضيق وهبطت بيدها إلى جانبيها لتنظر إليه بتشتت
الفكرة مش في كده بس أنا.. أنا متلغبطة
أقترب أكثر ليقف أمامها دون أن تفصل بينهم مسافة ليتابع ملامح وجهها التي تتغير بحيرة ف تحير هو الآخر وهو يقول باستغراب
أنتي لما قولتي أنك بتثقي فيا كتاب بتكدبي
نفت سريعا تشير له بيدها ترفض ما قاله يخرج صوتها الناعم بقوة
والله لأ أنا بثق فيك بس مش عارفه
تابعها للحظات قبل هذا الوقت كانت تريده بكل جوارحها رقتها وجمالها وكل ما بها كان يناديه برضاء تام أما الآن فهي مشتتة تنظر إليه بحيرة لا تقف على مرسى معه قال بجدية وهو يعود للخلف
رفعت وجهها إليه للحظات تلك العينان الساحرة والنظرة البريئة ملامحها الطفولية الجميلة استغربت ما قاله فقالت بصوت خاڤت رقيق
أنا بحبك يا عاصم
أبتعد أكثر وهو يشير بيده بهمجية لم يتوصل لشيء معها
اومال ايه بقى.. أنا قولتلك الحقيقة
عقبت على حديثه بهدوء وهي تقترب منه
خليني أتكلم مع زينة الأول ممكن
أومأ إليها برأسه بجدية شديدة وأبعد وجهه عنها قائلا بقوة وصدق
ماشي اتكلمي براحتك.. بس خليكي عارفه إني مش كداب وقولتلك الحقيقة وإني كمان بحبك وعايز اتجوزك دلوقتي قبل بعد ساعة
وضعت يدها على كتفه من الخلف لتهمس بصوتها الناعم برقة شديدة قائلة
استدار ينظر إليها ثم خرج صوته عاليا يهتف بحبها پجنون وقوة
بحبك
وضعت يدها على فمها بخجل شديدة وصدمة مما فعله ثم هتفت سريعا بلهفة
بس بس أنت بتعمل ايه
أقترب ينظر إليها بعشق خالص ونظرة عيناه الساحرة تبعث إليها كم الحب المچنون بقلبه لها يقول بصوته الرخيم وهو يقف أمامها بجسده الضخم
ده مش إثبات.. أنا أقدر اثبتلك لما تبقي مراتي اعملك كل اللي عايزاه أي حاجه تطلبيها.. مش هثبتلك بالكلام وبس
ابتسمت بخجل تنظر إلى الأرضية ثم رفعت وجهها إليه تقول بمشاكسه ومرح
أنت شكلك رومانسي ولا ايه
ابتسم وهو يحرك رأسه للأمام يؤكد حديثها قائلا بصوت أجش
اتسعت ابتسامتها أكثر ودق قلبها بقوة وهي تتابع حركاته الرومانسية التي تخرج إليها هي فقط هتفت اسمه بنعومة ورقة
عاصم
استمع إلى اسمه من بين شفتيها فتخدرت مسامعه من بعدها ينظر إلى وجنتيها الحمراء وملامحها الخجولة وعقب قائلا
قلبه
لم تكن تقلل من حديثه أو تشك به أنها تثق به ثقة عمياء ولكن حديث شقيقتها أيضا تثق به وتعلم تمام العلم أنها لا تريد لها إلا كل الخير لأجل ذلك عارضت ما قاله ووقفت أمامه ولكنها تحبه وتبغاه كما هو يتمنى أن تكون له وملكه وحده..
خرج صوتها بخجل وخفوت
أنا موافقة اتجوزك.. دي مش أول مرة أقولها ليك
خرج صوته الرجولي قائلا
وأنا لو اتجوزتك ابقى سعيد الحظ ومحدش قدي في الدنيا دي كلها.. أنتي حاجه متتوصفش ومتتكررش
بقيت واقفة معه تنظر إليه تبادله نظرات العشق والغرام يحركهما الوله نحو بعضهما البعض تشبع عيناها من ملامحه الرجولية وحديثه الرحيم ونظرته الحادة الشامخة..
بقيت تتحدث معه بخجل ورقة يبادلها بالمرح وكلمات الغزل المتخفية بنظرات الغرام على عكس مظهره الذي لم يوحي إليها يوما أنه رجل عاشق لم يوحي إليها يوما أنها ستقف أمامه بهذه الطريقة مسلوبة الإرادة تسير خلف مشاعرها التي تنجرف نحوه بكل حب وسعادة..
دلف جبل إلى غرفته يبحث عنها بعيناه ليجدها تقف أمام المرآة ترتدي قميص طويل من الحرير لونه بنفسجي يعلوه الروب الخاص به تطلق