رواية سجينة جبل العامري الفصل الرابع والعشرون بقلم ندا حسن
هزيل وروح تكاد تزهق جالسة والدته جواره تنظر إلى بدنها الذي لا يستطيع أن يقف باستقامه تنظر إليها باحتقار
رفع جبل بصره إليها يجلس ببرود تام اتكأ على مرفقه يضع يده أسفل ذقنه بتلك الحركة المعتادة ينظر إلى حالها الذي تبدل للغاية..
شعرها مشعث ملامحها باهتة للغاية وجسدها نحف كثيرا عن ذي قبل لا تستطيع أن تقف على قدميها ثابتة تنظر إليه پخوف ورجاء..
خرج صوته بقوة وخشونة ساخرا
ازيك يا تمارا.. شكلك اتغير كتير
أبصر ما حدث لها بتمعن يحرك عينيه عليها بتهكم واستفزاز ثم أكمل بقسۏة
ده درس صغير أوي يعلمك إنك تخليكي في نفسك وبس يا تمارا متلعبيش مع الأكبر منك علشان هيفرمك
مكنتش أعرف أنك بقيت كده
ابتسم ساخرا بقوة وهو يعود للخلف يستند إلى ظهر المقعد ينظر إليها بتكبر واستعلاء
آه كنتي مفكراني جبل اللي مستنيكي تفضلي معاه وأول ما ترجعي هفتحلك دراعتي وأخدك بالاحضان..
تحدث بغرور وهو يناظر ضعفها وقلة حيلتها أمامه ليقول بقوة
مش جبل العامري اللي يعمل كده وبعدين بصراحة أنا لقيت الأحسن منك أبص لواحدة زيك ليه مثلا
نظر إلى والدته بهدوء وجدية ليتحدث يخرج صوته بنبرة قاسېة
أنا مش عارف أعمل ايه فيها.. كنت بفكر ارميها في الغابة وهي وشطارتها يا تخرج.. يا تخرج بردو بس على فوق.. تخرج منها على فوق
خليني أمشي يا جبل حرام عليك أنا لحمك ودمك
تحدثت والدته بتهكم تنظر إليها بقسۏة وملامح وجهها مجعدة حادة للغاية
ولما أنتي لحمة ودمه خونتيه ليه
انهمرت الدمعات من عينيها أكثر وارتجف جسدها بعدما استمعت إلى حديثه القاسې وكأن نهايتها على يده لتقول بندم حقيقي
غلطة.. غلطة يا مرات عمي والله العظيم أنا آسفة سامحوني
عدل من وضعية يده أسفل ذقنه ليقول بتفكير قاسې يحاول اخافتها ولكنها لا تحتاج إلى ذلك
ولا اسيبها محپوسه في الجبل زي ماهي لحد ما تبقى هيكل عظمي
ينفع بردو يابني.. ينفع
الآن لا يوجد ما ټندم عليه سوى أنها فكرت في العودة إلى هنا لا ټندم إلا على أنها عادت إلى جبل العامري وفكرت في أن تأخذ كل أملاكها مرة أخرى هي تركته بمحض إرادتها لما عادت من جديد.. هل عادت لقټلها!.
انتحبت يخرج صوتها مقهورا
علشان خاطري يا جبل سيبني علشان خاطري
ابتسم بتشفي وكره وهو ينظر إليها لا يبالي بأي شيء من حديثها يتابع بقسۏة
ولا ارميها في النيل تعيش مع السمك.. أو تخرج بردو بس على فوق
مط شفتيه للأمام وعاد ينظر إليها بتفكير يتحدث بجدية تامة
لم يكن يخرج من بين شفتيها إلا شيء واحد وهو المطالبة بالفرار من هنا بلهفة وحزن شديد والخۏف يسيطر على كامل بدنها
سيبني أمشي ومش هوريك وشي تاني
لم يهتم بما تقول مرة أخرى يكمل ببرود وهو ينظر إليها بعمق بعينها الخضراء الذي بعثت الذعر إلى سائر جسدها
علشان كده ټموتي قضاء وقدر في النيل أو في الغابة كده يعني
اعتدلت والدته تبتسم وهي تستمع إلى حديث ولدها تنظر إليها بسعادة لأنه يدب الړعب في أوصالها وكانت تستحق ذلك بعد الذي فعلته به فقالت بجدية
ولا اقولك يا جبل.. خليها تمشي بس