رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
يالا! إنت شكلك مش طبيعي!
كاد بأن يسترسل حديثه المنفعل إلى أن دق هاتفه برقم حسام السكرتير فخرج من الغرفة ليجيبه فوجده يستعلم عن مكان اوراق هامة وما ان انتها مكالمته حتى عاد للغرفة فتخشب محله حينما سمع جمال يهدر بانفعال شرس ليوسف الذي كان يحاول حثه على الحديث
_آه يا يوسف طلقتها مهو مش أنا الراجل اللي هيقف يسمع مراته وهي بتقارن بينه وبين راجل تاني بمنتهى البجاحة ومش ندمان إني عملت ده فاهمني!!
_راجل أيه اللي هتقارنه بيك هي تعرف مين أصلا عشان تعمل كده على حد علمي أنكم مالكوش علاقة ولا خلطة بحد غيرنا يبقى آآ...
توقف عن الحديث وازداد اتساع مقلتيه حينما عقد مقارنة سريعة بين من يمكن أن ينال اعجاب زوجة رفيقه في محيط الاقربون منهم فاجبر لسانه الثقيل على سؤاله
صمت جمال وتعابيره الهادرة أكدت ظنون يوسف فجذبه يقف قبالته وهو يصيح پغضب
_انطق يا جمال إنت تقصد عمران!!!
أزاح يديه من حول عنقه فتابع يوسف باستنكار
_جمال ده عمران إنت فااااهم يعني مش هسمحلكم تخسروا بعض عشان كلام أهبل طلع من مراتك!
أوقفه عند حده حينما قال
_إنت بتخرف يا يوسف أنا مش مغلط عمران في شيء لانه ببساطة معملش حاجة الغلط من عندها هي فمستحيل أشيله ليه هو ذنبه أيه أصلا!
_أنا لازم أنزل الشركة حسام مقدرش يخلص معاهم.
وغادر دون أن يضيف كلمة واحدة وحديثهما مازال يتردد إليه كالسوط فما أبشع أن يكون سبب لهدم منزل لا يقبل بهدمه أبدا ولكن هو لم يفعل أي شيء!
إلتاع قلبها من فراقه الأيام تمضي دونه كتسرب المۏت لشخص مقت الحياة وتمنى الرحيل بداخلها ألما ينهشها كالۏحش المفترس عاجزة هي عن الصړاخ حتى مقاومتها خسرتها بجدارة.
الآن وبتلك اللحظة تتيقن بأنه قد غزى قلبها بجيوشه وأباد حركة مقاومتها ليصبح المسيطر الوحيد على ملكيتها أجل أحبته بل عشقته لدرجة جعلتها ټندم لفعلتها بعدما تركها أياما معدودة دون سؤالا عابرا عنها تتذكر كل مرة أتى إليها إيثان وحينما تتساءل عنه يجيبها بأكثر من حجة تجاهد لاقناعها بأنه منشغلا وسيأتي قريبا باتت على يقين بأنه لم يكن هدفه بقربها الا حمايتها فحسب ترى اختلاف ديانتها وشكلها هو السبب لافتراقه عنها ولكنها أعتنقت الدين الاسلامي بشهادة منه ومن صديقه عمران حتى حلمها برؤية الشيخ مهران ټحطم بوجودها هنا بمفردها.
كانت تائهة حائرة تراقب الزحام والأعين التي تترابصها كأنها من كوكب غير البشر فتفحصت ثيابها تنورتها البيضاء التي تصل لركبتها قميصها الوردي ذات الحبال القصيرة والمعقود عند منتصف بطنها في حين أن من حولها من النساء يرتدون جلباب أسود فضفاض.
مررت يدها بين خصلات شعرها الذهبي ودموعها تهبط دون ارادة منها وكأنها كانت مغيبة وإستفاقت هنا عند تلك النقطة كيف تمكنت من اتخاذ قرارا أحمقا كذلك هي هنا بمفردها حتى العملة المصرية لا تمتلكها لا تمتلك حتى هاتف ولا أي شيء قد يساعدها وإن وجد بمن ستطلب العون!
تراجعت خطواتها للخلف پذعر حتى جلست على أحد المصاطب لأقرب منزل قابلها تضم ذراعيها المكشوفة پبكاء منهمر مالت برأسها عليه وهمست بصوت بحت نبرته
_آيوب أين أنت
وكأنه علق بين زمانه وزمانها فهالتها رؤيته انتفضت عن جلستها تدقق بعينيها الفاتنة من يقف على بعد منها شوقها إليه ولهفتها جعلتها كفيفة عن رؤية مجموعة الرجال المحاطة به فاندفعت راكضة إليه بكل سرعتها التي لا تتناسب مع حذائها البوت الكلاسيكي ذو الكعب المرتفع كل ما تراه هو فحسب!!
وعلى مسافة منها فور انتهاء صلاة العصر وقف آيوب برفقة والده الشيخ مهران ويونس يستقبلون التهاني والمباركات الحارة بعودة أبناء الشيخ مهران مؤكدون ليونس بأن لا أحدا منهم صدق تلك الاقاويل المتدنية بحقه وللحق شفيت جزء من أوجاعه لسماع مدحهم بأخلاقه التي ظنها تلوثت بعد دخوله المعټقل وفجأة ومن بين الحديث المتبادل فيما بينهم وصدمة تتسرب لجميع الواقفين من حصل اللغة الانجليزية
_أين ذهبت وتركتني لقد أفتقدتك كثيرا آيوب!
جحظت أعين الشيخ مهران پصدمة ولحق به يونس المتقن للغتها بينما آيوب مازالت ذراعيه متشنجة والبرودة تتسلل لأعماقه رويدا رويدا لا ترى فيروزته الا الچحيم المستعار بآعين أبيه.... الشيخ مهران!!!!
صرخات_أنثى...