رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
ثم قال بعزيمة مرعبة
_عايز أبقى ظابط عشان أحبس بابا وأخليهم يضربوه كتير زي ما بيعمل مع ماما ويسبها طول الليل بټعيط.
وخز قلب يونس بلا رحمة وتهاوت دموعه بعدم تصديق لما يخوضه هذا الصغير فحمله لساقيه وضمھ بكل حنان له وهو يهمس بعاطفة
_يا حبيبي!!
أحاط الصغير رقبته فشعر بأحاسيس رائعة ليته يمتلك طفلا مثله ربما كان سيهون الأمر عليه قليلا.
_طيب وهو بيضربك إنت كمان يا فارس
هز رأسه بحزن وقال
_أيوه بس ماما على طول بتدافع عني ومش بتخليه يضربني.
عاد يضمه لصدره بقوة وقد ازداد وجعه أضعافا عاد إيثان والشيخ مهران الذي تفاجئ بيونس يضم فارس دون أن يعلم بأنه ابنه!! أدمعت عينيه تأثرا وتنحنح قائلا
_فارس غلبك يا يونس
_أبدا يا عمي ده أحنا حتى بقينا أصحاب مش كده ولا أيه يا فارس.
هز الصغير رأسه بفرحة بينما ردد إيثان
_بينا يا يونس أوريك المحلات قبل العصر لانهم بيقفلوا للاستراحة.
وضع يونس الصغير على مقعده ونهض ليغادر برفقة صديقه ولكنه شعر بأنه يترك خلفه قلبه الذي ينهشه ربما يشعر بالشفقة تجاه الصغير وما قصه إليه ففتح كف يده العريض وقال بابتسامة هادئة
تهلل وجه الصغير وركض يضع كفه بكف يونس الذي رفع وجهه لعمه المندهش وقال
_هنأخده معانا بدل ما يغلبكم يا عمي..وهقابلك في المسجد وقت صلاة العصر إن شاء الله.
بصعوبة حرك رأسه
_مآ...آآ.. ماشي يابني.
هبط يونس ويده تحيط بالصغير وابتسامته لا تفارقه فمال عليه ايثان يهمس بصوت خاڤت
_جبته معانا ليه يا يونس لا أنت ولا انا عندنا خلفية عن التعامل مع الاطفال! هنحتاس بيه كده!!
_أنا حاسس إنه طفل هادي مش مشاغب ولو حصل فهرجع أنا بيه متقلقش.
هز رأسه بيأس وأوقف أحد وسائل المواصلات الشعبية المتاحة بالحارات ذات الثلاث عجلات توكتوك صعدوا به وتحركوا لمكان المحل الأول.
هبطوا معا ويونس عينيه معلقة على اللافتة العريضة التي تحمل إسمه وانخفضت عينيه تدريجيا على مدخل المحل الكبير تعجب لما تمكن إيثان من فعله وهو بمفرده كان يملك محلا صغيرا وبعد عمله فتح الأخر وكان صغيرا اما الآن قد تمكن من رؤية إسما سعى صديقه لانتشاره.
_مفيش شكر هيوفي حقك يا إيثان أنا كان عندي ثقة فيك بس أنت ادهشتني من اللي عملته.. بس أنا مقبلش خسارتك
ربت عليه وردد بصدق
_مال الدنيا كله فداك.. المهم انك خرجت من اللي كنت فيه.
وابتعد يشير له بحماس
_تعالى ندخل... كرسيك مش وحشك
ابتسم له واومأ بمحبة عارمة لاحتفاظه بالمقعد المحبب إليه حيث أنه ابقى عليه سابقا لآنه كان عائد لأبيه جذب يد الصغير واتبع إيثان للداخل فتجمع من حوله العمال يرحبون به بحفاوة ولدهشته بأن صديقه الحبيب مازال يحتفظ بعماله!
_الولد الصغير ده ابن يونس صح!
لف رأسه إليه وردد پصدمة
_أيه اللي خلاك تقول كده
أغلق محرك السيارة والتف إليه بجسده
_نظرات الخۏف اللي كانت جوه عيونك أنت والشيخ مهران مراقبتكم لرد فعل يونس باهتمام ولهفة واتقلبت لشفقة وحزن لما اتكلم معاه غير الشبه الملحوظ بينهم احتفاظ الشيخ مهران بطليقة ابن عمك لحد دلوقتي جوه بيته.
اتسعت عينيه بدهشة وردد بصعوبة
_إنت بني آدم مخيف يا آدهم.
تعالت ضحكاته الرجولية ورفع كتفيه بغرور
_مش ظابط يابني!!
تنهد بقلة حيلة وقال
_أيوه يا آدهم ابنه وبابا منتظر الوقت المناسب عشان يصارحه بالحقيقة بس زي ما أنت شايف لسه خارج ومش جاهز.
تفهم آدهم ما يقول فقال بتمني
_إن شاء الله يكون متفاهم ويتقبل الولد.
رد عليه بابتسامة ممتنة
_يارب يا آدهم يارب... يلا هنزل انا بقى عشان مأخركش.
أمسك يده يمنعه من الهبوط وقال يشاكسه بغمزة مرحة
_أيه اللي خليك تحن!! مش كنت مفارق
لوى شفتيه بتهكم
_مجبور والله يا صاحبي كل يوم بتبعتلي مع إيثان وده خلقه في صابع رجله الصغير.
ازداد ضحكا وقال
_ماشي يا أيوب روح سايس الدنيا بدل ما تتفضح والشيخ مهران يرميك في الشارع.
ودعه والضحك يعلو على وجهه فتحرك آدهم على الفور بينما وقف آيوب أسفل عمارة إيثان يتطلع للشرفة المرتفعة بتردد.
زفر بضيق يعتلي ملامحه لا يحبذ القدوم لمكان رغما عنه ولكنه مضطر لفعل ذلك وما كاد بالدخول للعمارة حتى أوقفه احد المارة يتلقفه بأحضانه وما كان سوى عم صالح البقال يعانقه قائلا بفرحة
_حمدلله على السلامة يا آيوب ليك وحشة والله يابني.
منحه اجمل ابتسامة يمتلكها واجابه بحب
_أنا الحمد لله في زحام من النعم... أخبارك إنت أيه يا راجل يا طيب
أجابه المسن بحبور
_في فضل ونعمة الحمد لله.. وكنت رايح المسجد ألحق صلاة العصر ورا الشيخ مهران..حتى لو المسجد اللي بيصلي فيه بعيد عن الدكانة مستحيل افوت صلاة عليا صوته بيطرب ويداوي القلب والاوجاع يابني.
ثنى ساعده وقال
_طيب بينا نلحق الصف الأول.
ضيق حاجبيه باستغراب
_بس إنت شكلك كنت طالع عند إيثان قبل ما أناديك!
قال وهو يخطو لجواره
_مش مهم بعدين المهم مفوتش الصلاة.
ردد الرجل بإيمان وهمة
_توكلنا على الله يلا يابني.
اتجه آيوب للمسجد وجلس جوار يونس الذي أعاد فارس للمنزل برفقة إيثان وولج لصلاة العصر وما هي الا ثوان وأقام الشيخ مهران الصلاة.
زفر بعصبية بالغة
_ما تتنيل يابني وتنطق طلعت عين أمي معاك!! مخليني سيبت حسام يحضر توقع العقود مع دانيال وعمي وجيت جري وفي الأخر قاعد قدام شبه تمثال الحرية!!
تنهد جمال بقلة حيلة
_مش أنا اللي كلمتك يوسف اللي اتصل بيك.
دافع يوسف عن ذاته سريعا
_وأنا كنت هعمل أيه يعني ما انا قاعد جنبه بقالي أربع ساعات مش عارف أطلع منه بحاجة مفيدة.
نغز عمران ساق جمال المتمدد ببرود
_قوم اترزع خلينا نعرف نأخد وندي في الكلام.
_أنا مرتاح كده!
_بس أنا مش مرتاح!
استقام بجلسته بضيق شديد وهتف بجمود يتحلى به
_نعم!
كز على أسنانه بعصبية وبصعوبة سيطر على سبابه اللازع الذي قد يفسد الاجواء فجلس جواره وقال بهدوء مغتاظ
_بص يا جمال من حقك تكون كتوم على حياتك الخاصة وأنا ويوسف مش عايزين نعرف اللي حصل بينك وبين مدام صبا بس على الأقل ترجع بيتك مينفعش كل مشكلة تحصل بينكم تيجي وتقعد هنا.
طرق الفراش واتجه للنافذة المفتوحة
_لو مضايقكم قعادي انا ممكن احجز في أي اوتيل.
نهض خلفه يوسف يصيح بانفعال
_وقعادك هنا هيضايقنا في أيه يا سي جمال احنا خايفين عليك متنساش إن مراتك حامل كام يوم وهتدخل في الشهر السابع والزعل مش كويس عشانها متسبش مجال لدخول الشيطان بينكم يا جمال.
ترك النافذة واتجه للشرفة فتنحى يوسف جانبا ولحق به عمران يردد ببرود مخادع
_بلاش عشانها عشان خاطر أشرقت.. شوشووو يا جمال!! لو رجعت البيت وشافت الحالة اللي انتوا فيها دي هتزعل والزعل وحش عشانها ارجع وراضي دنيتك قبل معاد خروجها بكره.
يعلم بأنهما لن يستسلموا عن إلقاء محاضراتهم لذا اتجه للفراش وهو يصيح
_أنا مش متخانق معاها أنا طلقتها.
جحظت أعين يوسف صدمة بينما انطلق لسان عمران الوقح
_إنت ضارب أيه