رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
صرخات_أنثى حبيبتي العبرية!
الفصل_الثاني والخمسون.
تقيد جسد آيوب وهو يحاول استكشاف تلك الأحاسيس التي لا تتدفق إليه الا بأحضان والده الشيخ مهران ضمة ذراع مصطفى القوي تمسيده على ظهره بكل حنان إمتلكه بكائه الغريب هل يحمل كل تلك العاطفة لاستقبال صديق ابنه!
أدمعت عين آدهم تأثرا فقد كان على وشك فصل عناقهما الطويل خشية من أن ينكشف أمر أبيه ولكن فور رؤيته مستكين على كتف آيوب لم يشعر الا بدموعه تتدفق عنه بحزن شديد.
ابتعد عنها رويدا رويدا وهو يزيح دموعه بتوتر اتبع نبرته الحزينة
_ متأخذنيش يابني أنا من كتر ما عمر بيحكيلي عنك حبيتك وكان نفسي أشوفك.
_ بتعتذر عشان خدتني في حضنك! طيب لعلم حضرتك يا عمي أنا حسيت بحبك ليا من أول ما دخلت عليك حتى لما حضنتي حسيت إني شايف قدامي والدي الشيخ مهران.
ذبح قلبه دون أي رأفة فحارب لاحتفاظه بالابتسامة المرسومة على وجهه وتباعد عن محله المتطرف من الفراش مشيرا له بحب
_واقف ليه يا حبيبي اقعد!
ازدرد ريقه الجاف وقال بعد صمت
_أنا طبعا كنت أتمنى إن أول زيارة لحضرتك تكون بصورة أفضل من كده ولكن دي إرادة ربنا سبحانه وتعالى أنا مش عارف سبب الخلاف اللي بين حضرتك وبين آدهم بس اللي أنا واثق منه هو احترام آدهم الشديد لحضرتك.
_ بقالي يومين شايفه متغير وحزين وده يدل على إنه ندمان إنه زعل حضرتك هو مالوش غيرك ولو غلط فهمه غلطه وهو أكيد هيفهمك..
ابتسم آدهم ومازال وجهه مندث أرضا تغزوه دموعه وخاصة حينما استطرد آيوب
_ ممكن تسامحه عشان خاطري!
_ واقف كدليه يا آدهم! ما تقرب وتبوس دماغ والدك وتعتذرله..
وتابع برجاء
_ هو مش هيكررها تاني لإنه مش هيقدر يتعب حضرتك مرة تانية تأكد من ده.
أجاد آدهم تمثيل دوره حينما انحنى يقبل يد أبيه ورأسه هاتفا بنبرة صادقة تهدف عن رد فعله حينما استمع للحقيقة
ربت على شعره الطويل بحنان ومال برأسه تجاه آيوب الذي يراقبهما بفرحة وحماس
_ مستعد أسامحه بس على شرط.
تساءل آيوب بلهفة
_ شرط أيه
أجابه مصطفى باهتمام لسماع رده
_ تقضي اليوم كله معانا.. نفطر ونتغدى سوى ومنه نتعرف على بعض أكتر.
وزع نظراته بينه وبين آدهم باحراج
_ شرف ليا إني أقعد مع حضرتك يوم كامل بس أنا أخويا لسه راجع من سفر طويل ومش هقدر أكون طول اليوم بره.
_ أخوك!!
قالها باندهاش لما استمع إليه فأصابه الخۏف بمقټل أن يكون ليس هو نفسه الشيخ مهران الذي يقصده فقرأ آدهم ما تلألأ بمقلتي أبيه فأسرع بقول
_ ابن عمه وبمثابة أخوه الكبير يا صاصا وفعلا آيوب مش هيقدر يفضل هنا طول اليوم لإزم يكون مع أخوه بس هيعوضها في يوم تاني مش كده ولا أيه يا آيوب.
أكد له بإيماءة من رأسه سريعة وحينما لمح الحزن بأعين والد آدهم قال بابتسامة بشوشة
_ بس أنا هفطر مع حضرتك وهقعد معاك شوية قبل ما أمشي.
أمسك يديه بلهفة وسعادة
_بجد
تعجب آيوب لفرط سعادة هذا الرجل ببقائه فتأمل كفيه ببسمة حنونة وتابعه وهو يشير لآدهم بفرحة
_يلا يا عمر إنزل حالا حضرلنا فطار ملوكي زي ما بتعمل آيوب هيفطر معايا قبل ما يمشي هو اللي قال!
وكأنه لم يكن موجودا لسماع ما قاله آيوب اكتفى بهز رأسه وبداخله ۏجعا لا يتقاسمه مع أحد لشدته فاتجه للخروج ولكنه خشى أن يترك آيوب مع والده فيخونه لسانه والده ليس بحالته الطبيعية رغما عنه تهاجمه عاطفة الأبوة ربما يضعف عن محاربتها ويستسلم لها لذا أشار بخفة مازحة
_بينا يا بشمهندس آيوب ولا هتخلع من مساعدتي!
ضحك وهو ينهض عن الفراش ويتجه خلفه قائلا
_مقدرش يا حضرة الظابط إنت طلباتك مجابة يا باشا.
توقفا حينما تساءل مصطفى بفضول مهتم
_هو آيوب مهندس
الټفت إليه آيوب وقال بنفس بسمته
_أيوه أنا في أخر سنة هانت وأتخرج دعواتك يا عمي.
بددت غيمة سعادته وقال بغصة ألمت آدهم
_قولي والدي زي ما قولتلي أول ما دخلت وشوفتني.
انزوى حاجبيه بذهول من طلبه كان ليصدق بأنه يفتقد شعوره أن يكون أبا إن لم ينجب فلماذا يعامله ويطالبه بقول ذلك وهو بالفعل يمتلك ابنا!
تنحنح آدهم ونظراته المحذرة تحيط أبيه فلف يده حول كتف آيوب يدفعه للخروج برفق
_بينا يا آيوب خلينا نجهز الفطار.
وتابع بمرح ليمرر قول أبيه
_شكلك كده مش مستكفي بسحب قلوب كل اللي بيشوفك لا دخلت على طمع وعايز تأخد مكانتي في قلب مصطفى!
تحررت ضحكاته وأضاف بمزح
_أخدتها من اول ما هو شافني.
واستدار تجاه الفراش يتساءل ببسمة جذابة
_مش كده ولا أيه يا والدي
منادته بما ود سماعه زرعت السعادة والفرحة بمقلتيه كالطفل الصغير وردد بحب
_كده ونص يا حبيبي.. أساسا أنا اتبريت من الواد ده النهارده الصبح فاضل بس كراكيبه اللي فوق ألمها وأطرده في الشارع.
برق آدهم بعينيه پصدمة
_بقى كده!! بتبيع ابنك يا صاصا!!!
واسترسل پشماتة
_طيب مش عامل فطار وهرن على مارينا تيجي تحضره بنفسها.
صاح پذعر وكأنه سيتناول سمۏم قاټلة
_لا بلاش مارينا أنا بطني اتهرت من أكلها الصايص يالا!!!
واسترسل باتهامه الصريح
_عايز تخلص من أبوك!!
ضحك آيوب بصخب وجذب من عاد للمقعد يسترخي ببرود
_متزعلش بابا منك بقى يا آدهم مصدقنا رضي عنك!
استجاب ليده ونهض عن المقعد يهتف بضيق مصطنع
_عشان خاطرك إنت بس يا آيوب!
وخرج به مغلقا باب غرفة أبيه ثم هبطوا معا للمطبخ.
بللت دموعها وسادتها وأحمرت عينيها تأثرا بعدم نومها طيلة الليل حبيبها ومعشوقها وكل المشاعر المتجسدة داخل قلبها يغفو بنفس المنزل الذي تسكنه يعلوها بطابق واحدا.
تهاوت دموع خديجة حزنا وأسوء ما يعتريها نظرته تجاهها بعد ما أضطرت لفعله الساعة أوشكت على السابعة صباحا ومازالت كما هي تتمنى أن تستند على ذاتها وتقوي من عزيمتها لتواجهه تقسم بأنها ستحتمل كل ما سيقوله ويفعله بها ستحتمل حتى وإن مزق جسده پسكين حاد يكفيها أنها ستمني عينيها برؤيته.
تشكو له قسۏة ما مرت به ترغب أن تلامس أصابعه الحنونة وجهها لتزيح دمعاتها كما إعتادت ترغب سماع جملته المحببة لقلبها لمرة واحدة زينة البنات حتى وإن كانت تعلم بأنها لم تعد تستحقها أبدا.
كبتت بالوسادة صړخة كادت أن تنفلت منها فتوقظ صغيرها وهمست بصوت مبحوح
_يونس!!
نفس حلمه المورق امرأة عاجزة تستنجد به وتناديه باسمه بطريقة مؤلمة للغاية يكاد يجزم بأنها كبيرة بالعمر من تقوس ظهرها المحڼي!
نهض من نومه يزيح حبات عرقه المتزايدة على جبينه ولسانه يردد