السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بهمس ناهج 
_لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم!
استقام يونس بجلسته وتفحص الفراش المقابل لفراشه باهتمام فوجد إيثان يغط بنومه وتفاجئ بعدم وجود آيوب جواره.
سحب يونس قميصه وخرج ينادي بصوت هادئ 
_آيوب!!
بحث عنه بالشقة بأكملها وحينما لم يجده ظنه هبط لشقة عمه فولج للمرحاض يتوضأ وما أن انتهى حتى وقف على سجادته يصلي بجشوع ودموعا تصاحب ركعه.
كان بحاجة لأن يكون بمفرده فاستغل غياب آيوب وغفوة إيثان وحرر عنه ما ثقل على صدره يتذكر أسوء ليلة قضاها داخل حپسه حينما نفذ خطة آدهم بمهارة وما أن رأى ذلك الشيطان المتخفي بزيه العسكري حتى سحبه بأحاديث استخرجت أسوء ما فيه فعاقب يونس بكل قوته حينما تهاوى على ظهره بطوق الحزام المعدني فأحدث چروحا بالغة بجسده ومع ذلك لم يستكفى بفعلته بل جذب أطراف جسده بحبال غليظة وتركها عدة ساعات وما أن غادر حتى عاد إليه آدهم يحرره ويوعده بأنه سينتقم من ذلك الحقېر.
أغلق عينيه پبكاء وألم يصعب عليه تحمله يدعو الله من قلبه أن يشفي چروح قلبه سريعا وإن ينتقم ممن ظلموه جميعا ومن بين دعواته أتت هي على ذكراه تلك المرأة المسنة التي تستنجد به فقال 
_يارب أنا مش عارف مين اللي بشوفها في الرؤيا دي فزي ما خلصتني من الچحيم اللي كنت فيه خلصها وفك كربها يا رحيم!
أنهى صلاته وجلس على سجادته صامتا يتطلع أمامه بشرود تام عينيه تراقب كل أنش بمنزله الذي كان يوما جنته والآن بات أسوء كوابيسه وكأنه يجسد الچحيم الذي قلب حياته رأسا على عقب! 
عاون آيوب آدهم بصنع أصناف طعاما فانتشل أصابع البطاطس من الطنجرة ووضعها بالأطباق بينما قطع آدهم العديد من الجبن بمختلف أنواعها ووضع أطباق من العسل الشهي ثم جذب علبة من التونة بتردد بوضعها فوجد آيوب يردد بملامح منفرة 
_مبحبهاش خالص!
اتسعت ابتسامة آدهم واستدار إليه يخبره بصوت عميق 
_ولا أنا! 
ترك آيوب السکين ووضع الخضار المقطع بالطبق قائلا بمزح 
_مبقتش أتفاجئ! البديهي بالنسبالي إن اللي هحبه هتحبه إنت عشان كده زودت في الكاتشب على البطاطس لآني بعشقها كده وأكيد أنت!
هز رأسه بابتسامة اختفت عنه حينما ردد آيوب بمزح 
_لولا إني واثق إن الشيخ مهران ميعملهاش كنت شكيت إنك أخويا!!
وضحك بصخب بينما ارتسم الحزن بعمق على ملامح آدهم فأشغل ذاته بوضع الزيتون المخلل بأحد الأطباق فأتاه آيوب يلتصق به ويردد بصوت منخفض متوتر 
_بقولك يا آدهم أنا كنت عايز أشوف دكتور علي تفتكر هيكون صاحي في الوقت ده ولا أيه
تجعد جبينه بدهشة 
_عايز علي ليه
تنهد بۏجع وقال 
_عايز أكلمه عن يونس يمكن يحاول يساعده.
وأضاف بحزن وهو يدعي انشغاله باعادة الاغراض للبراد حتى يهرب من عين آدهم الصقرية 
_أنا حاسس إنه مكسور ومحتاج حد زي دكتور علي.
ثم اتجه يقف قبالته وبتردد قال 
_بس خاېف إنه يتضايق من الحوار إنت متعرفش يونس حساس إزاي!
ابتسم آدهم وردد بتفهم 
_عندك حق في قرارك يونس فعلا هيحتاج لدكتور شاطر والمناسب ليه بلا شك هو دكتور علي ولو مقلق من زعله منك عرفه عليه على إنه صديق وفهم علي ده وسيبه هو يبدأ معاه بالطريقة اللي يشوفها مناسبة هو ما شاء الله عليه ذكي وحكيم جدا فهيقدر يسيطر على يونس.
هز رأسه واستطرد بتأكيد وفخر 
_دكتور علي ده رائع طيب إنت عارف أنا كل ما بتعامل معاه بندهش ومببقاش قادر أستوعب ولا أصدق إن شخص بالهدوء والرزانة والحكمة دي أخو عمران!!! الاتنين عكس بعض تماما!
مال آدهم على الرخامة يضع بفمه قطعة من الخيار مضغها بضيق وكأنه يبتلع علقما فضحك آيوب وهو يتابعه قائلا بشك 
_شكل عمران قايم معاك بالواجب
_واجبه وصلني لحد هنا وبزيادة.
قالها آدهم بنزق بينما ضحك آيوب بقوة حتى أدمعت عينيه فأضاف آدهم 
_أنا مش عارف أعمله أيه تاني عشان يرضى عني ويخرجني من دماغه أنا بحبه جدا بس طبعا صعب أتعامل معاه في أي مشكلة هتحصل بيني أنا وشمس لإني متوقع نهايتها هتكون أيه عشان كده بحمد ربنا إن ليها أخ عاقل وراقي زي دكتور علي.
واسترسل ببسمة جذابة 
_ما شاء الله عليه عقله يوزن بلد متكلمتش معاه مرة الا واحترامي وحبي ليه يزيد عنده انضباط في كل شيء حتى مواعيده وفوق كل ده إنسان متفاهم.. هو يمكن يكون بيحب يقعد كتير لوحده ومش بيحب الاختلاط بحد كتير بس ده عمره ما كان عيب يذكر أنا كل يوم الصبح بخرج لشغلي بلاقيه في بلكونته بيقرأ في كتب علم النفس فأكيد هو صاحي دلوقتي.
اتسعت ابتسامة آيوب فاستند على الطاولة جواره وجذب قطعة من الخيار يتناولها مثله ومازحه ضاحكا 
_كل ده اكتشفته من الكام يوم اللي قعدهم هنا لا ده إنت طلعت محلل اجتماعي بقى وأنا مش عارف.
ضحك وقال 
_طبعا متنساش إني ظابط مخابرات التفاصيل مينفعش تفوتني أبدا! 
وأشار للرخامة المكتظة بالطعام 
_طلع الاطباق على السفرة عما أطلع أناديه وأنزل.
حرك رأسه في طاعة بينما صعد آدهم للاعلى قاصدا غرفة والده أولا.
طرق باب الغرفة وولج يغلق الباب من خلفه ثم اتجه لأبيه الماسد على مقعده المتحرك وما أن رأه حتى تحرك إليه بتحكمه بطرفه الأيمن ليهم إليه بوجهه الباكي 
_ده ابني يا عمر أنا متأكد!! متعملش التحاليل ده ابني والله ابني أنا حسيت بيه!
_ممكن تفهمني أيه اللي عملته ده ده الاتفاق اللي اتفقنا عليه!
أخفض مصطفى رأسه للاسفل بخزي فتابع آدهم بضيق 
_إنت شوية كمان وكنت هتقوله الحقيقة! 
ردد پبكاء تحرر بصوت 
_غصب عني يا عمر أول ما شوفته مقدرتش أمسك نفسي.. حقك عليا!
تحرك إليه وانحنى ليكون على نفس مستوى مقعده يشير له بهدوء 
_يا حبيبي أنا فاهم شعورك ومقدره كويس بس الموضوع ده مش سهل سبني أقدر أعالجه وأهييء آيوب للحقيقة فلحد ما ده يحصل من فضلك متبوظش اللي بعمله.
أومأ له بلهفة 
_حاضر مش هعمل حاجة تاني بس حاول تجيبه هنا على طول هشوفه ومش هتكلم والله.
تمزق قلبه بين أضلعه فضمھ إليه وهو يمسد على ظهره بحنان اختفى جسد مصطفى الهزيل بين ذراعي آدهم الضخمة بكى على صدره كالصغير فقال 
_خلاص بقى يا صاصا... امسح دموعك دي وانزل اقعد مع ابنك لحد ما أشوف دكتور علي وإنزلكم.
وابتعد يشير له بطريقة أضحكت مصطفى 
_بس أوعى أنزل ألقيك متبت في الواد وحضنه بالشكل ده تاني الولد هيشك فيك وش!
هز رأسه وقال 
_اطمن خلاص مش هغلط تاني بس يلا وديني الاسانسير بسرعة وحشني الشوية دول.
انتصب بوقفته ودفع مقعد أبيه وردد بابتسامة مشاكسة 
_شكلي كده هبتدي أغير أوعى تنسى إني الكبير وأول فرحتك هااا
الټفت برأسه إليه وبصدق قال 
_إنت نور عيني وعوضي في الدنيا يا عمر!
اتسعت ابتسامته ووضعه بالمصعد ثم استكمل طريقه للأعلى بينما توقف المصعد بالطابق الأول فلفت انتباه آيوب الذي يرص زجاجات المياة الباردة فاتجه للمصعد يدفع المقعد للطاولة وهي يردد بود 
_نازل لواحدك ليه يا والدي
غزت كلمته قلبه فابتسم بسعادة 
_أنا بنزل وبطلع لوحدي متقلقش الاسانسير هنا أمان.
ضحك آيوب وجلس قبالته يتبادل معه الحديث ولم يشعر بالضجر أبدا من أسئلة مصطفى المتواصلة معه عما متعلق به وبأهله حتى دراساته وابن عمه كان يود استغلال كل دقيقة بالحديث

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات