السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

معه حتى وإن ظل يتحدث دهرا كاملا.
دقائق قليلة وهبط علي للأسفل برفقة آدهم فابتسم فور رؤيته آيوب وصافحه قائلا بمحبة 
_ازيك يا بشمهندس آيوب.
أجابه آيوب بود 
_أنا بخير الحمد لله يا دكتور.
أشار مصطفى لعلي 
_واقف ليه يا ابني اقعد ده عمر وآيوب اللي عاملين الفطار بنفسهم واللي يطمنك ويطمني إن أغلبه أكل معلب فحاول تتفادى أي طبق مصنوع بالأيد لإني عارف إن عمر ابني معندوش نفس في الأكل لكن آيوب الله اعلم.
ضحكوا جميعاواعتلوا مقاعدهم فهتف آدهم بسخرية
_مش عارف هتفضل تنتقدني لحد أمته أنا ابنك على فكرة!
_متخضنيش وأنا بحاول استوعب! 
نطقها مصطفى مازحا فعادت الضحكات تسيطر عليهم فتناولوا طعامهم بصمت وما ان انتهوا حتى خرج علي بآيوب لمدخل المنزل لشعوره بأن الأمر الذي يحتاجه به يوتره بالحديث أمام آدهم ووالده.
نزع علي نظارة النظر التي تناسى نزعها فور انتهائه من القراءة وقال 
_ما تتكلم يا آيوب أنا خرجت بيك بره عشان تأخد راحتك في الكلام بس من ساعتها وإنت مرتبك وساكت! 
تنهد والحزن يتوغل إليه كالنيران حينما تشتعل بكومة من القش 
_أنا عايز من حضرتك مساعدة يا دكتور علي الموضوع متعلق بابن عمي هو اتظلم كتير واتحبس في معتقل لمدة خمس سنين خارج مكسور والحياة انطفت في عينه وانا واقف عاجز ومش عارف أساعده ازاي بس كل اللي جيه في دماغي إنه ممكن يكون محتاج لدكتور نفساني وأنا معرفش أفضل من حضرتك.
ابتسم علي بتفهم وبعقلانية قال 
_أي شخص عنده مشاعر نبيلة زيك هيفكر نفس التفكير يا آيوب أنا راجع لندن بكره بإذن الله بس قبل ما أسافر هعدي عليك بكره وهقعد معاه ومتقلقش خالص هقنعه يتابع معايا وهكونله صديق مش دكتور..
غادر الحزن وجهه واحتله سعادة عارمة مرددا بفرحة 
_بجد يا دكتور
ربت على كتفه بحنان 
_سيبها على ربنا ثم عليا.
تلاشت ابتسامته وقال بارتباك 
_بس يونس حساس لو عرف انك دكتور نفسي هيآآ...
قاطعه بتفهم شديد لا يخرج الا من شخص راقي مثله 
_اطمن أنا فاهمك... هتعرفني عليه على إني صديقك او هتقوله الحقيقة إني أخو عمران صاحبك وبعد كده سيب الباقي عليا وخليك واثق فيا.
اندفع إليه آيوب يحتضنه بامتنان 
_شكرا يا دكتور علي.
مسد على ظهره مردفا 
_العفو يا آيوب.. أشوفك بكره بإذن الله.
وتركه وغادر للسيارة التي كانت بانتظاره لتقله لأخر مشفى سيزوره قبل سفره بالغد.
أما آيوب فولج للداخل ظل برفقة آدهم وأبيه إلى أن أشرفت الساعة على الثانية ظهرا فاڼصدم من انسياقه بالحديث المحب معهما ونهض يهتف بعدم تصديق
_ أنا نسيت نفسي لحد دلوقتي ازاي!
وعاتبهما بضيق مصطنع 
_الحق عليك يا آدهم من ساعة ما عرفتني على والدك السكر ده وأنا مش عايز أسيبه بس كده الشيخ مهران هيتضايق مني!
ترك آدهم فنجان قهوته ونهض يخبره ببسمة هادئة 
_قوله كنت مع آدهم مش هيقولك ولا كلمة.
طوفه بنظرة ماكرة ملأها الخبث ففهمها آدهم وردد بسخرية 
_بتفكر في أيه يا بشمهندس! نظراتك كلها شړ أيه هتقتلني!
لف ذراعه حول كتفه ودفعه للخارج 
_لا هأخدك معايا للشيخ مهران منه ترد وعدك بأنك هتتغدى معانا ومنه تشيل عني غضبه المخيف.
دفعه ليقف وهو يصيح بدهشة 
_هتأخدني فين!! سبني يا آيوب أنا هوصلك وهرجع.
ضحك مصطفى وقال 
_روح معاه واعمل اللي عايزه منك يا عمر..
وبنبرة عميقة مؤلمة استأنف 
_شكله بيحب والده وبيحترمه جدا فروح معاه وقوله إنه كان هنا معاك.
هز آدهم رأسه وسحب جاكيته الأسود يرتديه على تيشرته الأبيض وصرح 
_إنت صديق متعب أنا عارف.
غمز له بمشاكسة واتجه لمقعد مصطفى يناوله يده ليودعه 
_مع السلامة يا عمي اتشرفت بمعرفة حضرتك وقضيت وقت ممتع بالكلام معاك!
راقب يده الممدودة وتجاهلها ليفاجئه حينما سحبه داخل أحضانه بقوة أجزم آيوب بأن انتفاضة جسد مصطفى بأنه يبكي فشعر بۏجع يعتري صدره وحيرة من أمر ذلك الرجل الغامض فمسد على ظهره بحنان ولم يتخلى عن حضنه الا حينما ابتعد مصطفى أولا وقبل أن يستقيم آيوب بوقفته أمسك مصطفى يديه بين كفوفه المرتعشة وقال وعينيه تتعمق بفيروزته 
_أبقى تعالى زورني من وقت للتاني يابني عمر أغلب وقته بيكون في شغله وأنا هنا لوحدي صدقني هفرح بزيارتك أوي.
نمى الدمع بأعين آيوب بشكل تعجب هو ذاته له ووجد نفسه ينحني رغما عن ارادته يقبل كف يده ويرتفع ليضع قبلة على رأسه تماما مثلما يفعل آدهم وقال باحتقان يحجب صوته القوي ويضعفه
_أوعدك إني هجي أزورك باستمرارلإني حبيتك أوي.
هز مصطفى رأسه بابتسامة واسعة وودعه وهو يجاهد الا يسقط باكيا فسبقه آدهم وهو يستدير عنهما يزيح دموعه قلبه البائس لم يعد يتحمل ما أصعب أن يرى أبيه يتألم وهو عاجزا عن اتخاذ خطوة ليست منطقية بالوقت الحالي.
خرج آدهم وآيوب لسيارته وقادها لحارة الشيخ مهران .
_سيف! 
انتفض عن مكتب غرفته فازعا حينما تسلل له صړاخ أخيه المتعصب لدرجة جعلت جمال يترك غرفته ويركض صوب الصوت هو الأخر والذي لم يكن يأتي الا من المطبخ.
ولجوا معا فوجدوه يضع الطعام وأغراض البراد الذي أحضره أرضا وما أن رأى أخيه حتى سحبه من ياقة التيشرت الأسود الذي يرتديه هادرا پعنف 
_ده منظر مطبخ!! دي منظر شقة بني آدم طبيعي زينا عايش فيها!!!
ابتلع ريقه بصعوبة لرؤيته حالة أخيه المخيفة كان يرى الشقة متسخة أكثر من ذلك ولم يفعل ما يفعله الآن فردد بصعوبة بالحديث 
_اهدى يا جو مش كده!
صړخ بشراسة غاضبة 
_ما تقوليش اتزفت!! أنا مش الخدامة الفلبنية اللي اتولدت عشان تخدمك إنت والهانم اللي في بيتي دي!! أنا دكتور محترم ولازم تحترموني ڠصب عنكم انتوا الاتنين!
حاول التملص من بين يديه ولكنه لم يترك له فرصة المناص فتدخل جمال بملل ودفعه للخلف 
_سيبه يا يوسف ما انت بقالك سنين بتخدمه وعمره ما عمل لنفسه حتى كوباية قهوة أيه اللي جد دلوقتي!
بعصبية لم تحتسب قال
_لازم يبقى مسؤول يا جمال على الأقل يراعي الظروف اللي بمر بيها.
وبجدية تامة قال 
_أنا بقيت بنضف أطباق وحلل قبل ما بنزل الشغل يا جمال تخيل!
كبت ضحكة ساخرة كادت أن تتحرر عنه بينما سحب يوسف مقعد خاص بالرخامة العالية وجلس بانهاك 
_كان نفسي في الحمل بس مش بالطريقة دي أنا حرفيا متمرمط!! 
لم يستطيع السيطرة على ذاته أكثر من ذلك فضحك مرددا باستهزاء 
_وماله لازم تكون راجل متحضر وتستحمل هرومونات الحمل الطبيعة عند أي ست مش ده كلامك يا دكتور!!
احتدت نظراته پغضب دفنه خلف نبرة ثابتة 
_وإنت فكرني سلمت ولا أيه أبسلوتلي!!
انتبه يوسف لكف يمسد على كتفه وبشفقة قال 
_معلش يا يوسف إن شاء الله دكتورة ليلى تعقل وترفع عنك المسح والغسيل.
توارى هدوئه وجذب كف سيف يحطمه بين عقدته 
_إنت تخرص خالص وحالا القى المطبخ والشقة بيلمعوا والا أقسم بالله يا سيف لأكسر المقشة دي عليك!
اړتعب سيف وركض للاطباق يجليها باتقان بينما ضحك جمال وقال 
_شكل أعصابك تعبانه أتصلك بدكتور علي!
استقرت مقلتيه المشټعلة عليه وأشار له بالخروج 
_لا تيجي وتفضفضلي أنا يا بشمهندس اتفضل معايا! 
وضع الشيخ مهران أطباق الطعام الممتلئة بأنواع عديدة من الأسماك على الطاولة المستديرة هاتفا بترحاب وابتسامة بشوشة أضاءت وجهه 
_يادي النور يا حضرة الظابط نورت البيت كله والله.
نهض آدهم عن الأريكة البعيدة عن السفرة يلتقط منه الأطباق ورصها بذاته على

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات