رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الحادي عشر بقلم اية العربي
ولنعتبر لقاءنا هذا تعارفا بيننا وبالنسبة لي فقد تشرفت بمعرفتك حقا .
حسنا كان يعتقد أنها ستوافق أو ربما وثق في قدراته زيادة عن اللزوم ولكن لا بأس سيتحلى بالصبر إلى أن تقرر لذلك وقف يغلق زر بدلته ويردف وهو على وشك المغادرة
ليس لدي مانع في انتظارك فكري جيدا بتمهل وسأنتظر منك اتصالا ولكن فضلا لا تضعي حاجزا بيني وبينك أو ستارا أقصد على شرفتك .
ابتسم بمكر وتركها والټفت يغادر بينما هي وقفت حائرة لا تعلم كيف استشف ذلك فهذا بالفعل ما فكرت به وهو وضع حائط زجاجي حول شرفتها ولكن لم يعد له أهمية الآن عليها أن تفكر في عرضه جيدا .
توجهت زينب إلى فراشها بعد أن نامت صغيرتها وصعدت تجاور سامح الذي يستند على ظهر الفراش شاردا لتتنفس بعمق وتنظر له متسائلة بهدوء وراحة بعدما استقرت حالة والدتها الصحية
مالك يا حبيبي بتفكر في إيه
استكانت في عناقه المفاجئ وربتت بي ديها على ظ هره تردف مبتسمة بحب
طب ممكن أعرف إيه مناسبة الحضن الحلو ده
تنفس رائحتها وهو يكمل عناقه ليردف بحب عند أذ نها
إمبارح مرضتش أطلع أنام هنا من غيرك نمت تحت عند أمي أنا وريما ربنا ما يحرمني منك يا زينب إنت جيتي خليتي لحياتي طعم ولون ربنا يبارك لي فيك .
وانت كمان يا سامح أنت حبيبي وجوزي وأبو بنتي وسبب فرحتي وأقولك على حاجة !
تمهل يبتعد عنها قليلا ثم نظر لوج هها بحب وابتسم يردف
قولي يا زينب .
ابتسمت وجففت بكفها عينيها من غيومها السعيدة لتردف بصدق
أنا كمان معرفتش أنام أمبارح في بيتنا وفضلت سهرانة جنب ماما لحد ما النهار طلع معرفتش أبدأ أغفل برا حض نك .
طالعها بحب وتمعن هي التى أتت فانتزعت ذلك الجزء الأسود من حياته السابقة ولونته كانت خير رفيقة لأيامه الفائتة تحملت والدته وآلامه واستمعت لتراكماته التى تسعى لتنتزعها ويعلم ذلك جيدا ولكن يأتي عند هذا الأمر الخاص بوالده وشقيقه ويجد أن التسامح ثقيلا جدا عليه .
قولي عملت إيه في البضاعة اللي اشتريتها
ابتسم بعدما انتبه على سؤالها
سيبك من البضاعة دلوقتي وتعالي قوليلي القميص الحلو ده جبتيه إمتى
ابتسمت على جملته وهي تنظر لقميصها الذي ابتاعته هي وشقيقتها منذ يومين بينما وجدت ي ده مبتغاها وانحنى يقبلها بحب لينعما معا بأوقات ممتعة كانت هي المرهم لآلام اليوم وكل يوم .
في اليوم التالي
نزلت مايا متجهة للخارج تحمل حقيبتها تنوي المغادرة بعدما قضت ليلتها في البكاء والعزلة برغم محاولات آسيا وڼارة لإخراجها من غرفتها ولكن باءت جميعها بالفشل تقدمت حتى وقفت أمام عمر الذي خرج للتو من الملحق الخاص به تحدثت وهي تطالعه پغضب غير مبرر
طالعها بتعجب من حدتها فهي قد قررت الذهاب لشراء أدوات رسم جديدة علها تخرج من حالتها تلك .
تعمق في عينيها اللامعة فعلم أنها كانت تبكي وتعجب من هذا لوهلة شعر بالرأفة تجاهها ولكنه تجاهل شعوره متسائلا بنبرة عادية
آسيا هانم عندها خبر
أردفت معارضة بصياح
وأنت مااالك إنت ليك توصلني وبس .
نظر لها لبرهة ثم تجاهلها ضاغطا على أعصابه حتى لا يوبخها مجددا رفع هاتفه يهاتف آسيا ليسألها وبالفعل سمحت له باصطحابها إلى المكان الذي تريده .
استقل مكان القيادة وصعدت هي جواره تغلق الباب وتتطلع للأمام بصمت بينما هو نظر لها متسائلا
عايزة تروحي فين
لم تلتفت له بل تحدثت قائلة وهي تشبك ذرا عيها عند ص درها
أطلع على أي public library مكتبة عامة .
زفر وتحدث بهدوء
اتكلمي عربي لو سمحت فين بالضبط
نظرت له بقوة قائلة بحنق
مكتبة عامة .
تجاهلها وبدأ يتحرك مغادرا الفيلا ليوصلها إلى المكتبة .
لم تتحدث بل ظلت صامتة طوال الطريق ربما انتظرت حديثه أو تمنت ذلك ولكنه لم يفعل أيقنت أنه مجبر على رفقتها فمؤكد لو ود ذلك لتحدث معها ولكن هي تريد التحدث الآن لذا وقبل أن يتوقف أمام المكتبة تحدثت بتفاجؤ
إيه رأيك نروح نشرب كوفي في أي مكان قريب
توقف أمام المكتبة وقال متجاهلا حديثها
المكتبة انزلي اشتري حاجتك وتعالي هستناكي هنا .
نظرت للمكان من النافذة تبدو مكتبة كبيرة ومزدحمة وهي تخشي الزحام أو ربما تعانى من فوبيا منه لذا عادت بنظرها إليه تردف بتوتر
طيب تعالى معايا الدنيا زحمة أوي .
زفر ونظر لها بترقب ثم أومأ وترجل معها يوصد السيارة بعد أن صفها أمام رصيف المكتبة وتحركا للداخل سويا .
كانت مكتبة عامة مقسمة لعدة أجزاء جزءا خاصا ببيع الكتب وجزءا خاصا ببيع اللوحات وعرضها وجزءا خاصا ببيع أدوات الرسم وهذا ما اتجهت إليه مايا ويجاورها عمر .
وقفت تنتقي أداوتها بحيرة وتردد تلتقط نوعا ثم تتركته وتبحث عن بديل وعمر يتابعها بنفاذ صبر .
كانت تتعمد إثارة حنقه وتدعي البراءة ظلت هكذا لعدة دقائق لذا تحدث بضيق
ياريت تنجزي شوية يا أنسة مايا بقالك نص ساعة بتختاري أقلام وترجعيها .
تعجبت وتركت ما في ي دها تلتفت له متسائلة عن مصطلح إحدى الكلمات التى لم تفهمها قائلة
أنجز يعني إيه أنجز
زفر ثم تحدث يوضح
يعني خلصي بسرعة شوية ركزي كويس وحددي إنت عايزة إيه واختاري اللى هيفيدك وده مش للألوان بس ده لحياتك كلها .
وقفت تطالعه بصمت لثواني وتفكر في جملته لربما اقتنعت بها ولكن الجزء العنيد داخ لها عاد يطفو للسطح عندما تحدثت
ياريت تخليك في حياتك أنت وملكش دعوة بحياة غيرك .
تبادلا صراع النظرات لتلفت وتعود لتنتقي ألوانها بينما هو قرر
تجاهلها والټفت ينظر حوله على المكان رآى على مرمى نظره بعض اللوحات التاريخية عن شخصيات إسلامية فأخذته قدم يه إلى مكانها .
تحرك وتركها وهي لم تراه حيث انشغلت بالأدوات كان المكان مزدحما فهو دوما يمتلئ بالزوار سواء من داخل مصر أو خارجها كمقصد سياحي لرؤية اللوحات وشراء الكتب وأدوات الرسم .
وقف عمر أمام لوحة تعود للقرن التاسع عشر حيث رسم فيها حي من الأحياء الشعبية لمدينة القاهرة حيث المحلات التجارية التى تبيع المشغولات اليدوية سواءا كانت من النحاس أو الفخار أو غيرهما وهناك ثلاثة رجال يقفون عند إحدى المحلات يحمل أحدهم سجادة شغلت يدويا ويبدو من ملامحه أنه يفاصل في سعرها مع التاجر .
ظل يتأمل تلك اللوحة وتفاصيلها التى أبدع فيها الرسام ليبدأ في تتبع لوحة أخرى وق دميه تأخذه إلى غيرها وهكذا حتى غاب عن أنظار مايا .
انتهت بعد دقائق قليلة من إختيار ما تريده وابتاعته ثم التفتت لتنظر له فلم تجده وقفت تبحث عنه عند مرمى عينياها فلم تجده أيضا .
بدأ التوتر يتوغلها خصوصا مع هذا الكم من البشر وتحركت تبحث بعينيها
في كل مكان .
تناولت هاتفها لتحاول الوصول إليه بعد أن سجلت رقمه أمس من والدتها ولكنه لم يجيب على اتصالها .
بدأت تشعر بالذعر والرهبة لتقرر الخروج من هذا المبنى قبل أن تأتيها