رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الحادي عشر بقلم اية العربي
ذو لون مائل للأبيض مع بعض الخطوط المشبحة باللون الوردي .
يلائم ج سدها وينزل من بداية الخ صر باتساع إلى ق دميها أكمامه طويلة وياقته تخفي معالم رقب تها كاملة .
بينما خصلاتها شبكتها بقابض شعر على شكل فراشة وانسدلوا البقية على كامل ظهرها بشكل رائع .
وعن وج هها فلم تضع به سوى نوع من كريم الترطيب الذي أظهر نضارتها فبدت جميلة ناعمة طبيعية .
إرتدت حذاءا كريستاليا ذو رباط حول كاحلها وخطت للخارج ومنه للأسفل .
تنزل درجات السلم ويستمع هو إلى خطواتها التى تشبه نبضات قلبه مع اختلاف السرعة .
لم ينظر تجاهها بل يستمع فقط إلى خطواتها التى اقتربت منه يظهر ثباته الذي كاد يتبخر حينما وقفت أمامه ورآها تردف بثقة وابتسامة هادئة دون مد ي دها قائلة بلهجة مصرية
ترك فنجان قهوته على الطاولة الجانبية له ووقف يقابلها وانكبت عينه عليها وصمت لثوانى حتى أنه لم يجد ما يقوله بعدما تخلت عنه فصاحته المعهودة .
فقط ثواني مرت عليه كساعات يبحث عن الرد ولأول مرة يراوده التلعثم لذلك أخفض نظره قليلا حتى يعود إليه تركيزه وآخيرا وجد نفسه يتحدث مثلها قائلا بعمق وعيون بهما بريق ملامحها
المكان منور بيك إنت .
ابتسمت قليلا بتوتر وتساءلت برتابة وهدوء
ممكن نقعد برا في الجنينة
عاد إليه تركيزه قائلا وهو يطالعها بثبات كان بعيدا عنه من لحظات
أومأت ونظرت لوالدتها قائلة
بعد إذنك يا ماما .
ابتسمت لها آسيا وأومأت بينما تحركت هي للخارج تصطحبه حتى وصلت إلى الحديقة الخلفية .
أشارت له ليجلس على مقاعد خشبية محيطة بطاولة مستطيلة من نفس النوع قائلة
إتفضل هنا .
جلس وجلست هي مقابلة له ثم نظرت للزهور من حولها تستجمع طاقتها حتى يتسنى لها بدأ الحديث والأسئلة .
نظر لها بعمق أثناء تأملها الزهور رآها عدة مرات من مسافات متفرقة ولكن ملامحها عن قرب مختلفة أجمل وأنقى وأكثر صفاءا وهدوءا وما يجملها هو رتابتها وثقتها في نفسها نعم وهذا ما جذبه إليها فقد رآى جميلات يشبهن النعيم ولكن حالتها الشاذة والمختلفة عن كل هؤلاء هي من سحبته إليها كنداهة في بحيرة ملعۏنة .
ممكن أول حاجة أعرف منك ليه حطيت على شباكي في إيطاليا وردة ورسالة واختفيت بعدها
تنهد يرجع ظ هره للخلف ثم تحدث بهدوء مماثل وثبات بعدما رتب حديثه مسبقا لعلمه أنها ستسأله هذا السؤال قائلا بلهجة مصرية تبدو ثقيلة قليلا على لس انه
لأني عرفت إنك بتحبي الورود والقراءة والرسايل الورقية والقهوة فحبيت أوصلك بأقرب طريقة ليك .
كيف علم عنها كل هذا هذا ما تردد على عقلها ولكن إجابة السؤال هذه تكمن في شخصيته لذلك دققت جيدا في ردوده وهي تسأله مجددا
هز منكبيه يجيب بثبات وهو ينظر لع ينيها
أختفيت إزاي وأنا قدامك دلوقتي ! كل ما في الأمر إنى كنت بحاول أضبط أموري أكيد عرفتي إنى صاحب شركة ومسئول عن أعمال كتير علشان كدة كان لازم أحدد أهدافي قبل ما أخد خطوة جد لأنى كنت متأكد إنك مش من النوع اللى بيحب التلاعب .
حسنا جوابه جيدا جدا حتى أنه حصل على علامة إمتياز داخل عقلها ولكن لم لا تستطيع تفسير حركاته وملامحه كأنه يفهم جيدا ما تحاول التركيز عليه فيبدو أكثر ثقة وخفاءا لشخصيته فهو يرتدي قناعا خفيا يحجب معالم الحقيقة عنها وهي التى دوما عرفت بتحليل شخصية من يجلس أمامها .
أبعدت نظرها بعدما توترت هي بدلا عنه ثم أومأت تقول بترقب
طيب ممكن تكلمني عنك وطبعا أحب أعرف إنت شوفتني فين أول مرة ! .
سحب نفسا هز منكبيه واعتدل يتحدث بطريقة دبلوماسية كرجل قانون مخضرم قائلا
شوفتك في ملهى ليلي في إيطاليا ملك إبن خالي كنت متواجد معاه هناك لما روحتي تجيبي أختك الصغيرة وطبعا أنا واثق في ذكائك في معرفة الباقي .
شردت قليلا تتذكر هذا اليوم وأحداثه نعم فهمت ذلك ولكن شعرت بالضيق من تلك الصدفة كانت تتمنى أن يكون رآها في أي مكان غير هذا ولكن تأتى الرياح دوما بما لا تشتهي السفن .
شعرت بالإحباط وظهر ذلك له فتحدث بعدما علم أفكارها قائلا بدهاء وبلغة إيطالية يجيد التحايل بها
جمعنا لقاء عمل مشترك مع عملاء أمريكيين هناك ولحسن الحظ أنى ذهبت فبرغم أن اللقاء لم يثمر شراكة عملية إلا أنه أثمر بما هو أثمن من ذلك بكثير .
أيضا ملامحه وثباته يجعلها لا تستنتج تفسيرا لأقواله فهي دوما تعتمد على علم النفس لتعلم الكاذب من الصادق ولكنه غامض وهذا يثير إعجابها بالإضافة إلى إقتناعها بإجابته .
أما هو كان متباهيا بأدائه الرائع من وجهة نظره يعلم أنها أعجبت به لذلك تابع متسائلا بنبرة مؤثرة
هل لديك مانع في إرتباطنا بشكل رسمي .
نظرت له بتمعن وتعجب من سرعة طلبه ثم تحدث بهدوء
بس أنا لسة مكلمتكش عني مش عايز تعرف أكتر عن الإنسانة اللى عايز ترتبط بيها
تحدث بثبات وثقة
أعتقد أنني علمت عنك ما يكفي لطلبي الزواج منك في الحال وليس فقط الإرتباط وما لم أعلمه عنك يمكنني معرفته أثناء ارتباطنا .
ولكني لا أعلم عنك شيئا بعد .
قالتها بضيق من نبرته التى تشوبها الأنانية ليعود لخبثه ويردف باستعطاف ماكر
لقد جئت اليوم لأخبرك عني حقا أود ذلك كثيرا .
تنفس بعمق ليبدأ في سرد القليل قائلا
أنا والدي مصري مسلم ووالدتي إيطالية مسيحية قضيت جزءا من طفولتي هنا في مصر ثم سافرنا إلى إيطاليا لزيارة عائلة والدتي ولكن توفى والدي هناك واضطررنا أنا ووالدتي أن نبقى هناك مع عائلتها لقد كبرت بينهم إلى أن توفت والدتى أيضا ثم بدأت أأسس شركتي الخاصة بي وها أنا أمامك الآن .
لأول مرة منذ أن جلست معه تلاحظ عليه رد فعل غير الثبات والغموض حديثه السريع وعيونه الزائغة وحركة يداه تدل على هروبه من الماضي جريه في الحديث يدل على جريه من ذكريات مؤلمة يخشى مواجهتها وهذا آثار انتباهها وأنشأ داخ لها تساؤلات ولكن حاولت إلهاؤه عن حالته
تلك التى على ما يبدو آلمته لذا قالت
أنا مثلك تماما قضيت جزءا من طفولتي هنا في مصر وبعدها سافرنا إلى إيطاليا شقيقتي ولدت هناك وأكملت حياتي هناك ولكن دائما كان يراودني حنين العودة لمصر هناك شيئا ما يربطني بها ولا أعلم ما هو ربما دفء شوارعها وربما إحساس الأمان حقا لا أعلم .
تمعن فيها قليلا تتحدث بعفوية وصدق وراحة لا تخاف ولا تخشى شئ شفافة تماما وهو ممتلئا بالشوائب .
يمكنه أن يكون هو مصرها حيث يعطيها الدفء والأمان حتى أنه شعر بالتملك والغيرة من هذه المصر التى تتحدث عنها بكل هذا الحب زفر وتحدث قائلا بترقب يخفي شعور التملك الذي راوده
جيد هناك أمورا كتيرة مشتركة بيننا وهذا يجعلني متفائلا لچوابك .
تنهدت وتحدثت بصدق قائلة
هذا القرار الوحيد الذى يجب أن نفكر فيه جيدا قبل إتخاذه لذا أترك لي متسعا من الوقت من فضلك