رواية ثري العشق والقسۏة الفصل التاسع بقلم اية العربي
عنها عبء صدرها ثم تحدثت وهي تقف
تعالى يالا
تحركتا تسحبان حقيباتيهما اللتان جهزاتها قبل ذهابهما إلى الزفاف الذي لم يكتمل
تغادران هذا المكان بلا عودة خرجتا للشارع حيث المارة واستقلتا السيارة بعد أن وضعتا حقيبتيهما في الخلف زفرت ڼارة تحفز حالها حقا لا تقوى على القيادة ولكنها مجبرة فيجب عليهما الذهاب لميلانو في أسرع وقت
تحركت تستقل مكانها وتقود بهدوء لتصلا إلى وجهتهما بينما هذا الذي يتابعهما ظل خلفهما بعد أن أخبر رئيسه بخط سيرهما وأمره أن يأمنهما إلى أن تصلا
بعد عدة ساعات في المشفى
تجلس ڼارة على يسار والدها ومايا على يمينه وهو ممتد على فراشه وحالته كما هي
تبكيان وهما يتمسكان بكلتا يديه وتتابعهما آسيا باكية أيضا بكائهن صامت ولكن الأفئدة تتألم على هيأته يتحدث إليهما بجهد كبير وهو يحاول أن يبتسم ليريحهن قائلا
كفاية عياط بقى فيه إيه كدة يا بنات أنا عايز أشوف القوة اللى أنا زرعتها فيكم
انحنت ناردين تقبل يده مردفة بنبرة يشوبها الحزن والحنين
القوة بنستمدها من حضرتك يا بابا إنت وماما إحنا من غيركوا زي ورق الشجر اللي وقع فروعه بس أنا متأكدة إن حضرتك هتبقى كويس
صح يا ماما قولي لبابا إن ال illness ده مبقاش زي الأول وإن علاجه بقى أسهل ومضمون
لم تكن تريد من آسيا إخبار شفيق بذلك بل كانت تريد سماع ما يطمئنها هي
تنهدت آسيا تطالعها بصمت منذ أن أتيتا وعلمتا حقيقة مرض والدهما وهما تبكيان خصوصا مايا التى تنتحب بشدة لدرجة أنها لا تستيطع التحدث خصوصا بعد ما مر بهما اليوم كل هذا كثير جدا عليها فهي مدللة أبيها كم كان يدللها ويلبي طلباتها مهما بلغت ويميزها عن الجميع لذلك فهي الأكثر صدمة وذهول
ربما ڼارة الآن تبدو قوية تبدو أكثر تقبلا للأمور ولكن ما خفي كان أعظم تماما هى هشة كثيرا وتحتاج إليه تحتاج إلى تلك العائلة تعلم وتتذكر جيدا هذا اليوم منذ الصغر عندما تبناها من تلك الدار بعد أن تخليا عنها والديها أو ربما فقدتهما لا تعلم ولكن منذ تلك اللحظة وإلى الآن وهما يغمرانها بالحنان والعاطفة التى بها استطاعت أن تصل إلى ما هي عليه فراق أحد ضلعيها سيسبب شرخا كبيرا داخلها لا تعلم كيف ستتجاوزه مستقبلا هما عائلتها الحقيقية التى لها كل الفضل والإمتنان عليها
تحدث شفيق بأنفاس مثقلة معبئة بالألم
كلمي الدكتور يا آسيا أنا عايز أروح معاكم البيت حالا شوفي اللازم إيه وهنعمله هناك بس روحوني
أومأت آسيا لتريحه وتنفذ مبتغاه وتحركت للخارج لتبلغ الطبيب وظلت ڼارة تنظر إليه مستنكرة فقدانه ومايا تقابلها صامتة تماما فقط تبكي وتطالعه بعيون ناطقة تتمنى أن لا يتركها
استطاعت الشرطة الإيطالية