الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السادس والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

يتكلم أو يعارضه.
وضع قدمه فوق الاخرى وسأله بعد تفكير 
_ايه اللي إنت شاكك فيه.
رد عليه بصوت شبه هامس 
_سند يبقى ابن خالة الشخص اللي إنت طلبت أعملك تحريات عنه.
طالعه بدهشة فأكد له مجددا 
_ابن خالة معتز البنا اللي هو حاليا يبقى جوز طليقة يونس.. يعني الحوار متسبك يا باشا سيادة المقدم خدم ابن خالته ولبس يونس التهمه ومكتفاش برميه في الحبس ده متوصي بيه هنا على الأخر.
قبض قبضته پغضب كاد بتفجير أوردته وقال وهو يهز رأسه ببسمة مخيفة 
_حظه الأسود حدفه في طريقي.
وتطلع إليه باهتمام 
_أمجد ممكن أشوفه.
هز رأسه وهو يتجه به لخارج مكتبه فاتبعه آدهم فأمر أمجد العسكري بفتح باب الزنزانة. 
سئم وهو ينتظرها بالأسفل مر بالطريق ذهابا وإيابا وعمه يتابعه ببسمة ساخرة فتنهد عمران مرددا بانزعاج 
_حتى الأمهات بتأخد وقت في اللبس!! 
ضحك أحمد وقلب صفحة الجريدة قائلا باستهزاء
_على أساس إنهم بيندرجوا تحت بند سلاحف النينجا.. مهي ست زي أغلب الستات يا دنجوان زمانك!
تأفف بضيق وإتجه للمقعد يرتشف قهوته بنفاذ صبر فانتبه لصوت حذاء انوثي يدق على درج القصر استدار إليها ليجدها تخطو إليه بعنجهية ترتدي بذلتها الزرقاء الأنيقة شامخة رأسها كخطوات عارضات الأزياء.
رددت فريدة وهي تعدل ساعتها
_أنا جاهزة يا عمران.. يلا عشان منتاخرش.
وقف محله يطالعها بنظرات محتقنة يبدو وكأنه يصارع عفريته ليصرفه دون ان يتفوه بحماقة ولكنه لم يتمكن فحك لحيته وهو يردد بهدوء زائف 
_الجيب ده مش قصير شوية يا فريدة هانم.
انحنت للأسفل تتأمل التنورة التي تصل لبعد ركبتها بقليل واستقامت تقابل نظرات ابنها پغضب 
_إنت من امته بتتدخل في لبسي! 
منع شيطانه الوقح من التطاول وردد باحترام
_العفو بس انا مش هتحمل نظرة أي راجل لحضرتك وأنا جنبك فمن فضلك تغيري الجيب ده .
استفزها تحكمه الغريب لمرته الاولى فصاحت بعصبية 
_انت ازاي تكلمني بالطريقة دي اټجننت يا ولد!
نهض أحمد عن مقعده مغلقا جريدته واتجه إليهما مقررا التدخل أخيرا فمرر ابهامه على طول ذراعها بحنان 
_عمران ميقصدش يقلل من احترامه ليك يا حبيبتي هو غيور عليك ومن حقه.. هو راجل وفاهم نظرات الراجل اللي زيه المفروض ده شيء ميزعلكيش وتسمعي لكلامه.
أخفضت بصرها للتنورة مجددا تعيد تقييمها فشعرت بأنه محقا طرأ لها مقارنة سريعة بينها وبين زوجات أبنائها المحتشمات حتى ابنتها المدللة لحقت بهن وباتت هي بمفردها تنحنحت بحرج لموقفها التي تخوضه لأول مرة فاستدارت عائدة لجناحها وعادت بعد قليل ترتدي تنورة طويلة تصل لاخر قدميها.
هبطت للأسفل تقف قبالته تتساءل مدعية عدم اهتمامها بسماع ما سيقول 
_ها كده أحسن ولا أيه 
ابتسم لها عمران وقال 
_طبعا أجمل وأشيك ألف مرة.
وربع ذراعيه بطريقة راقية 
_فريدة هانم.
انحنت بخفة وكأنها احدى أميرات دينزني وتغلقت بذراعيه واتبعته للخروج وهي تخطتف النظرات لزوجها الذي يرسل لها قبلة بالهواء جعلتها تشعر من فرط دلل ابنها وزوجها وكأنها مراهقة لا يتخطى عمرها السابعة عشر عاما!
فتح لها عمران باب السيارة وصعد لمقعده يتحرك لخارج بوابة القصر الخارجية قائلا
_هنعدي نشتري بوكيه ورد شيك لحسن والدة جمال بتحب الورد جدا وخصوصا لو مني.
ابتسمت وابعدت مقلتيها عن شاشة هاتفها الباهظ 
_أوه إنت مش عاتق حتى مامي جمال!
كبت ضحكاته وهمس بداخله 
_مامي جمال!! تخيلي مستقيل عن مشهد تجمع فريدة هانم الغرباوي مع الحاجة أشرقت! 
من بين الظلام اخترق طفيف من الضوء النافذ عتمته ومن خلفه صرير الباب الذي تحرر بعد اثنا عشر ساعة انتشر الذهول على معالمه لاعتياده
على مواعيد فتح باب زنزانته.
اعتدل بجلسته يتحسس الحائط حتى استقام بوقفته يتسلل لآذنيه صوت دعسات حذاء ثقيلة تشير على ثقة صاحبها لتنتهي قبالته

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات