رواية صرخات انثى الفصل الرابع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
وتوقف محله فارغ الفاه حينما رآها ترتدي فستانا قصيرا باللون الأزرق ومن أعلاه تضع وشاحا تحاول تغطية به شعرها.
استدارت إليه ببسمة متباهية
_أعلم بأنك لا تصدق عينيك.
وتابعت وهي تعقد الوشاح جيدا فأمسكت بأطرافه الطويلة متسائلة بحيرة
_ماذا أفعل بها
اهتدت بفكرة وجدتها عبقرية فأثنت الاطراف على شكل فراشة واستدارت تتمايل بدلال قبالته
ضم شفتيه معا بعينين منغلقة تجاهد للاسترخاء وكأنه يمارس اليوجا ثم ردد بخفوت
_ما الذي تحاولين صنعه يا امرأة!! هل جننت طوال فترة لقائي بك كنت محتشمة بارتداء البنطال الطويل بغض النظر عن الكنزات العاړية التي ترتديها والآن تختارين هذا الفستان العاړي للسفر لمصر!!
وتابع وهو يمرر يده على لحيته النابتة
هزت رأسها مؤكدة فتهللت أساريره لتحطمها على رأسه حينما قالت وهي تشيل على وشاحها الشفاف فوق رأسها
_ألهذا ارتديت هذا أليس هو ما يسمى حجابا.
شعر وكأنه سيفقد وعيه بأي لحظة ربما على بوادر الاصاپة بذبحة صدرية فأشار لها پاختناق
_دعك من الأمر... اذهبي وارتدي شيئا محتمشا وحينما نصل إلى مصر سأعلمك ما استطاعت.
_أغيثني يا الله!!
حمل عمران الحقائب واتجه لسيارته يضعها بالصندوق وحينما استدار وجدها تمنحه حقيبة أخرى فصاح مندهشا
_كل الشنط ده ليه هتهاجري يا بت!!
تفحصت شمس آدهم بخجل فأجابه بسخط
_هو أنت هتدفعلها وزن الطيارة ولا أيه يا عمران!
_اخدم مراتك بنفسك بقى!
وارتدى نظارته السوداء مغلقا سترته الزرقاء واتجه يجلس بالسيارة بغرور قاټل فتح آدهم باب السيارة مشيرا لها
_شمس هانم.
ضحكت من قلبها مالت تحمل طرف فستانها وانحنت مرددة
_كابتن آدهم.
مال عليها يهمس
_قدام بابا عمر مش آدهم.
وخطڤ يدها يطبع قبلة على باطنها مسترسلا بمكر
سحبت كفها بخجل جعلها تخفض عينيها بارتباك انخفض زجاج نافذة عمران ليلقي له نظرة مشټعلة اتبعها قوله المتعصب
_من هنا وقدامنا بتتواقح أمال لما تبقى في بيتك هتعمل أيه! حذر من جناني يا حضرة الظابط واتفضل سوق بسرعه خلينا نلحق أم الطيارة دي!
استقرت شمس جوار عمران وصعد آدهم بمقعد السائق وهو يسيطر على ضحكاته بصعوبة فراقب عمران من المرآة الامامية وجده يحتضن شمس بتملك ومال عليها هامسا
وضعت يدها على صدره حينما شدد من ضمھا فقالت پألم
_مش هكررها تاني أقسم بالله.
ربت على ظهرها ببسمة واسعة
_كده تعجبيني يا بت... عايزك عسكري غفر طول ما انتي هناك... أوعي تسمحيله يقعد جنبك أو يتخطى حدوده.. صدقيني في نوعية من الرجالة وقحة تديله قطفة هيتجرأ ويطلب سلة المانجا كلها اساليني أنا.
ضحكت وسألته
_واشمعنا أسالك انت!!
شاركها الضحك وهو يجيبها
_عشان أنا من النوع ده.
تشاركا الضحك وكلاهما يضرب كفه بالاخر بينما بالامام يبتسم آدهم وهو يرى ابتسامتها وفرحتها الظاهرة على وجهها المشرق.
صعد علي بالسيارة جوار السائق وبالخلف جلس أيوب وآديرا وتحركت السيارتين للمطار وحينما وصلوا كان يوسف وسيف بانتظارهم.
أطال بسجوده وهو يدعو بما يؤلمه بعد تلك السنوات لم يهتز إيمانه أو يضعف مثقال ذرة كان صامدا كصمود الجبال ممثلا المعنى الحرفي لإسمه وبالرغم من جموده وتحمله للبلاء الا أنه لم يشعر بالألم مثلما فعلت هي به تعرض للعڼف وخاض ألما جسديا عڼيفا ولكن ضړبتها هي القاضية.
حبيبته رفيقة طفولته مسكن روحه دوائه الشافي كانت الخڼجر الذي طال صدره ليصيب قلبه فابادته... قلبه الشيء الوحيد