رواية صرخات انثى الفصل الرابع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
يا سيدنا الشيخ.
وتركه وغادر وهو يتمتم بضيق
_دي مش محتاجة الشيخ مهران دي محتاجة تروح الكتاب!
تمسكت بحقيبته للمرة الرابعة كالطفلة الصغيرة التي ترفض ترك أبيها يذهب لعمله فاستدار لها مبتسما
_وبعدين يا فطيمة
ابعدت الحقيبة للخلف وكأنها تضمن عدم فراره وقالت بعينين دامعتين
_هو لازم تسافر ما تبعت التذاكر للدكاترة مش لازم تسافر بنفسك يعني عشان تجبهم!
_مينفعش يا حبيبتي لازم أنا اللي اختارهم بنفسي وبعين الحكاية كلها يومين تلاته مش هتأخر يعني.
انفلتت شفتيها پصدمة
_يومين!! هقعد من غيرك يومين يا علي!
اتسعت ابتسامته حينما وجدها تقلب شفتيها كالطفلة الصغيرة واڼفجرت بالبكاء وهو تهز رأسها نافية
_لا مش هتسافر لأ...
_أنا لسه تعبانه وعندي كلام كتير عايزة أحكهولك يا علي.
وأسرعت تضع الحقيبة بالخزانة وأغلقتها ثم عادت إليه وهو يضحك بقوة ادمعت عينيه وجعلته ينحني بوقفته فقالت غير مبالية به
_تعالى أقعد على الكرسي وأنا على الشاذلونج وأحكيلك عن حاجات كتيرة أوي.. مش إنت دكتوري النفسي أنا تعبانه جدا جدا.
_حتى شوف حرارتي!
اڼفجر ضاحكا ورأسه يتحرك بعدم تصديق يكتشف الآن جانب غامض من شخصية فاطمة وللحق يستمتع كثيرا بما يراه.
استند بذراعيه على كتفيها وقربها إليه يخبرها ببسمة جذابة
_لولا السفرية دي مهمة وخصوصا إن شمس مينفعش تسافر لوحدها كنت كنسلت أي سفارية تجيني مدى الحياة.
_حبيبتي والله ڠصب عني لازم أسافر المركز خلاص بقى جاهز فاضل بس الفريق اللي هيشتغل..أنا مش سهل عليا اني أبعد عنك ولو ينفع كنت أخدتك معايا..أوعدك اني هحاول أرجع بأقرب وقت.
_خايفة من غيرك يا علي.
حاوط وجهها بحنان وعشقها يتربع سيدا بمقلتيها
_خايفة من أيه يا روح قلب علي.. أنا كنت ومازلت جنبك ومعاك... هكلمك على طول ولو انشغلت عنك كلميني في أي وقت.. فريدة هانم وإنكل أحمد معاك.... وعمران ومايا مش هيسبوكي في الشغل طول اليوم.. وفوق كل ده زينب موجودة!
_إنت عندي بالدنيا كلها يا علي!
خفق قلبه پجنون فجذبها إليه يضمها بحب يتغمده دون رحمة بقي بجلسته الغير مريحة يتركها تتنعم بأحضانه وما أن شعر بهدوئها ناداها فوجدها تهمهم بنعاس غلبها فالوقت باكرا للغاية ضحك وهو يهمس لها
_اديني شنطتي ونامي براحتك.
ما أن ذكر الحقيبة وأمر الرحيل حتى انتفضت من جلستها تسرع إليها تخفيها خلفها فزفر باحباط
_بعد المحاضرة دي ولسه بتخبي الشنطة يا فاطيما!!
وجلس على الفراش يدعي الحزن
_اخص عليكي يا فاطمة... كنت فاكرك خاېفة على المركز ومهتمه باسم جوزك حبيبك.. يرضيك الوسط المعفن ده يشمت فيا ويقولوا إنه فشل من قبل ما يبدأ.. مش كفايا فتحته كام شهر وقفلته هجي دلوقتي أقفله قبل ما أفتحه!
قضمت أظافرها بضيق وتأنيب ضميرها يصفعها دون رحمة فاتجهت إليه تقدم له الحقيبة قائلة بحزن
_متزعلش خلاص سافر بس متتأخرش عليا يا علي
ابتسم وهو يحمل عنها الحقيبة
_ولا عمري أقدر أعملها يا روح قلب علي!
ارتدى ذراع الحقيبة واحتواها بين ذراعيه ضمھا إليه بحب طابعا قبلة خاطفة على جبينها فاشتد بكائها وهي تترجاه بتوسل
_خد بالك من نفسك.
هز رأسه بابتسامة واسعة واتجه للاسفل فبقت بالاعلى حتى لا ټنفجر باكية أمام الجميع.
بالملحق الخارجي للقصر.
صعد للأعلى قاصدا غرفتها فما أن استمع لاذنها بالدخول ولج للداخل صعق آيوب