الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون والاخير بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

قلبها
وتوالت المواقف
وتزايد الرصيد
تزايد حتى أصبحت لا تطيق تنفس هواء لم يمر على رئتيه أولا
تزايد حبه في قلبها حتى أعمتها الغيرة وتناست أنه كان لغيرها قبل أن يكون لها
وأن هذه الأخرى لها في قلبه مكانة خاصة شاءت أم أبت
وبسبب هذه الغيرة ابتعدت عن قلبه الحنون وتفننت في عقابه اڼتقاما لكرامتها الجريحة
ولكن هل انتقمت
هل انتقمت منه أم من نفسها
فإذا كان هو يتألم في غيابها درجة...فكيف بها وهي التي اعتادت على وجوده كطفل لا يفارق أباه
كيف بها وهي التي أصبحت تتلمس رائحته في صوان ملابسه وزجاجة عطره ووسادته المجاورة لها
عادت إلى الحاضر وهي تتأمل حبيبها
ودون أن تدري انسابت الدموع من عينيها وهي تراه عاجزا هكذا أمامها
يا الله... من أين أتتها هذه القسۏة
كيف تحملت غيابه عنها كل هذه الفترة
وكيف وصل به الحال إلى ذلك
ألهذا الحد فقد رغبته في الحياة حتى نحل جسده وذبلت نضارته
ألهذا الحد يحبها
كلا إنه يحب طفله القادم وېخاف عليه حتى المۏت وليس عليك. أنت بالنسبة إليه حاوية فقط
هتف شطر قلبها المعارض بهذه العبارة لها وكاد ينجح في تحويل موقفها لولا أن هتف شطر قلبها الثاني قائلا المهم أنني أنا أحبه ولا يهمني سوى سلامته. إنني لن أتبعك ثانية حتى أفقد زوجا آخر.
وفي رد فعل سريع اتجهت إلىطارق تتأمله في صمت ومدت يدها تتناول كفه اليسرى لتضغطها في رفق وهمست قائلة طارق هل تسمعني
لم يصلها رد يوحي بأنه في وعيه بأي حال فالتقطت نفسا عميقا قبل أن تقول بصوت مخټنق وعيناها لا تفارقان وجهه هل من عادتكم أن ترحلوا دون وداع لقد تركنيحازم فجأة وظللت لفترة لا أصدق أنني لن أراه ثانية أمامي وها أنت ذا تكرر فعلته! تتركني فجأة حتى لو فعلتها فلن أصدق أبدا. ستظل أمامي وفي قلبي. ستظل لأنني أحبك. قد لا أسامحك لكنني سأظل أحبك. لن أسامحك لأنك تركتني ولن أسامحك لأنك أهملت في صحتك حتى أصبحت هكذا. لو كان أبنائي بحاجة إلي قيراطا فهم بحاجة إليك أربعة وعشرون قيراطا. ماذا أقول للقادم حازم ترك أولاده رغما عنه لكنك أنت تفعل هذا بنفسك أنت لا تريد أن ترى ابنك الذي انتظرته طويلا أنت تريد أن تهزمك السچائر والضغوط رغم انك أقوى منها. نعم أقوى منها وستنتصر عليها من أجلي وأجل أطفالنا من أجل ابنك القادم.
وهنا غلبتها دموعها واندفعت تسيل على وجهها في غزارة وشعرت بالأرض تميد تحت قدميها فاستندت بحركة عفوية إلى منضدة مجاورة للفراش. ويبدو أن حركتها كانت عڼيفة حتى أنها صدمت المنضدة بالحائط وسقط من فوقها شيء معدني تدحرج حتى توقف أمام قدمهالة.
وفي سرعة مسحتهالة وجهها وعينيها كي ترى جيدا ما هو موضوع على المنضدة فقد كانت ساعة يدطارق وهاتفه الخلوي وحينها خفضت عيناها أرضا لترى ما وقع كانت دبلته الفضية. لا بد وأن الممرضة خلعتها من يده مع الساعة حينما كان في غرفة العمليات.
وانحنت لتحضر الدبلة وتعيدها إلى المنضدة ثانية.
شيء ما جعلها تنظر في داخل الدبلة قبل أن تضعها في مكانها القديم
ربما الفضول وربما غيرتها الأنثوية.
المهم أنها نظرت ثم أعادت النظر ثم دققت النظر جيدا وفي كل مرة كانت ترى ما يزيد دهشتها.
فحصت الدبلة من الخارج وأعادت الفحص 
إنها هي نفس الدبلة التي يرتديهاطارق حول إصبعه منذ زواجه منسمر لا يمكن أن تخطئها عيناها لأن شكلها غير تقليدي ولا يوجد الكثير منها.
أما مصدر دهشتها فقد كان الاسم المحفور بداخلها
فعلى عكس توقعها لم يكن اسمسمر
بل اسمهالة.
تأملت الدبلة

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات