الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

عسى أن يرتاح عقله قليلا.
حينما إستيقظ في الصباح التالي كان يشعر ببعض النشاط ولكنه لم يستطع تجاهل الشعور بثقل يجثم على أنفاسه فإستهل يومه بتدخين سېجارة علها تزيح ذلك الشعور.
كان يدرك بحكم دراسته أن الټدخين لن يفيده وإنما سيضره بشكل قاټل ورغم ذلك كان يلهي نفسه بالټدخين حتى أجهز على نصف العلبة قبل أن يغسل وجهه.
وعلى عكس ما كان يمني نفسه لم يزده الټدخين إلا ضيقا فوق ضيق فنهض يأخذ حماما منعشا قبل أن يتصل بالمستشفى ويطلب إجازة عارضة لهذا اليوم بعد مجهود عمليات اليومين الماضيين.
قضى يومه يقلب في قنوات التلفاز وبين الحين والآخر ينظر في شاشة هاتفه الجوال ليتأكد من تغطية الشبكة ثم يرفع سماعة الهاتف الأرضي ليتأكد من وجود حرارة...ورغم ذلك لم يأته أي إتصال.
حتى كانت السابعة مساء.
تزامنت دقات ساعة الحائط مع رنة جرس الباب حتى أنه لم ينتبه إليه في البداية
ثم مالبث أن إنتبه مع الرنة الثانية وقام ليفتح الباب...
ولدهشته فقد كانت سمر أمامه هي وأمها وزوجها وأبنائه...ووالده.
ألجمته الدهشة للحظات قبل أن يهمس لزوجته لماذا تدقين الباب ومعك مفتاح
لم تجبه وتهربت من نظراته فأشار إلى ضيوفه بالدخول وهو يقبل ظاهر كف والده بإحترام قائلا مرحبا بك يا والدي.
وحينما جلس الجميع في صالة الإستقبال الأنيقة توقع أن يكون الهدف من الزيارة إعادة زوجته إلى بيتها فقال لها بإبتسامة واسعة لقد فعلت الصواب بعودتك إلى بيتك وبيت زوجك يا سمر. هو أولى بك.
ولكن ما نطقه زوج والدتها في اللحظة التالية جعل الإبتسامة تتجمد على شفتيه و..
خرج من ذكرياته على صوت هالة الحنون وهي تسأله بإهتمام ماذا حدث يا طارق
منحها نظرة خاوية وتنهد قائلا بخفوت لقد أظهرت التحاليل والأشعات التي أجرتهاسمر أنها لا تستطيع الإنجاب بأي شكل من الأشكال ويبدو أنها كانت تعلم بذلك مسبقا أو أنها أجرت هذه التحاليل من قبل دون أن تخبرني لأنها وافقت مجبرة على إجرائها معي. وحين تأكدت من استحالة حملها طلبت الطلاق.
سألته بصوت مخټنق وعيناها لا تفارقان وجهه وماذا فعلت
هز كتفيه قائلا رفضت بالطبع. إنها زوجتي وأحبها فلماذا تطلب الانفصال
ازدردتهالة لعابها في صعوبة وهي تجيبه قائلة لأنها تحبك وحين أيقنت أنها عاجزة عن تحقيق حلمك في أن يكون لك ابنا من صلبك شعرت بأنها تظلمك بالبقاء معها.
هز رأسه نفيا وهو يقول بإصرار من تحب لا تفعل ما فعلتهسمر.
قالت بهدوء إحساسها بالنقص جعلها...
قاطعها قائلا بحنق جعلها ماذا جعلها تترك البيت وتجمع أهلها وأبي لإقناعي بتطليقها جعلها تحرجني أمام كل العاملين بالمستشفى بطلبها الطلاق علانية
اتسعت عيناها في دهشة وقالت باستنكار أفعلت كل هذا لماذا
هز كتفيه في حيرة قبل أن يقول لقد كنت مصرا على أن نواصل حياتنا سويا بشكل عادي وأن الطب يتقدم كل يوم وأنها قد تستيقظ في أحد الأيام لتجد نفسها حاملا وكنت أكثر إصرارا على أنني أستطيع الحياة معها دون أطفال على الإطلاق إلا أن اهانتنها لي وجرحها لكرامتي أفقدني اتزاني وجعلني أطلقها في غمرة انفعالي أمام الجميع.
شهقت باستنكار قائلة أتعني أن كل هذا حدث بالمستشفى
أومأ برأسه إيجابا في صمت ثم ما لبث أن قال فوجئت بها تأتي إلى شقتنا بصحبة أهلها ووالدي والذين اجتمعوا لإقناعي بتطليقها وفوجئت بأبي_ على غير توقع_ يطلب مني أن أطلقها ما دامت تريد ذلك. شعرت بأن شيئا عزيزا يؤخذ مني ڠصبا والمطلوب أن أعطيه عن طيب خاطر لذا رفضت وبشدة أن أترك زوجتي وأصريت على أنني مازلت

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات