رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون والاخير بقلم ندي محمود
يحاول تهدئة روعها
_في إيه مالك مڤزوعة إكده ليه كل ما في الموضوع إني هخطفك بس لمدة شهر إكده ننعزل عن الناس واصل ونقضي شهر العسل في المكان اللي تحبيه الموضوع مش مخيف للدرچة يعني
ابتسمت مغلوبة منه وقالت في عتاب بسيط
_أنت بتهزر.. اسبوع قريبة أوي يابشار مش هلحق اجهز نفسي وبابا ازاي وافقك على الكلام ده
بشار بتصنع البراءة والحزن
_يعني هو رأف بحالك أنت ومرأفش بحال بنته!!
قهقه بخفة ثم قال في مكر وعينان تلمع بوميض العشق
_مالها بته ده أنا هدلعها آخر دلع هي بس تبقى على ذمتي وتدخل بيتي وهخليها تعيش ملكة
ضحكت بخجل من مغازلته المستمرة لها وقالت في قلة حيلة
ارتخى جسده على الأريكة بإريحية أكثر وقال بثقة تامة وهو يحدقها بطرف عينه في خبث
_كلها اسبوع وتشوفي بعينك إذا كنت بكاش ولا لا
راقبته بابتسامة مغرمة وهو يجلس أمامها بعنجهية وثقة جميلة وفي داخلها ألف شعور واقواهم كان الهوى والفرحة باقتراب زواجها من حبيبها.
داخل منزل جلال صفوان....
فتح جلال الباب ودخل وهو يحمل بيديه أكياس ممتلئة بألعاب مختلفة لأولاده وملابس ومستلزمات أخرى تحتاجها فريال اتجه نحو الأريكة في الصالة وجلس فوقها ثم وضع الأكياس في الأرض وصاح مناديا على أولاده وزوجته
ركض الأولاد من غرفتهم وخرجوا لوالدهم ركضا فوجدوه يشير لهم بعيناه غامزا على الأكياس فلمعت عيناها بوميض الفضول والفرحة واسرعوا إليه لينقضوا على الأكياس ويكتشفوا محتواها لكنه اوقفهم بعباراته الحازمة
_استنوا كل واحد ليه كيسه وحاجته ولعبه عشان ميحصلش خناق
التقط أحد الاكياس الكبيرة واعطاها لمعاذ وثم التقط كيس مماثل في الحجم وأعطاه لعمار لينقضوا على اكياسهم ويفرغوا محتوياتها وهم يضحكون بفرحة غامرة والاندهاش يستحوذ على وجوههم من كثر الألعاب وجمالها بتلك اللحظات كانت تقف فريال بجوارهم وتراقب تعبيرات وجه اولادها وفرحتهم وهي تضحك لتجد جلال يلتقط أحد الأكياس مختلفة الشكل وجميلة يبدو أنها من أحد المحلات الغالية وأعطاها إياه فاتسعت عيناها بدهشة وقالت في فرحة طفولية
جلال في حنو
_برضوا يافريالي هو أنا أقدر انساكي ياحبيبتي ده أنتي الكل في الكل إهنه وقبل العيال دول ذات نفسهم
كان معاذ وعمار منشغلين بالعابهم غير منتخبين للحوار الدائر بين والديهم وكل منهم يتفقد العاب الآخر ليرى ما الألعاب الذي اشتراها لهم والدهم أما فريال فهمت بفتح ذلك الكيس المميز لتكتشف محتواه فوجدته يمنعها وهو يبتسم بخبث ويقول
ضيقت عيناها باستغراب ثم خمنت من نظراته اللعوب أن هناك أشياء حميمية وخاصة بالداخل فرمقته بقلة حيلة ضاحكة وهمست
_مش مطمنالك
جلال بحماس وعينان تشتعل بالرغبة
_هنسيب العيال الليلة دي في بيت أبوي بعد كتب كتاب علي واحنا نقضي الليلة وحدنا يا فريالي
قهقهت فريال بقوة وقالت في إشفاق
جلال بعدم اكتراث وهو يضحك
_واحنا مالنا بعدين خليه يشرب شوية انتي مش فاكرة كان بيعمل فينا إيه واحنا مخطوبين ده أنا هوصي العيال عليه وصاية
انطلقت ضحكتها المرتفعة ثم قالت
_انت لسا فاكر ده من عشر سنين ياچلال الكلام ده
أجابها بكل بساطة وابتسامة شيطانية
_الحچات دي انتوا تنسوها الستات عادي لكن احنا الرچالة مننسهاش لأن اللحظات دي بتبقى مميزة بنسبالنا وبنستناها بفارغ الصبر وأنا چه الوقت دلوك اخد حقي
ضحكت هزت كتفيها بقلة حيلة منه تتركه يفعل ما يريد مع ابن عمه ثم عادت تنظر لأولادها المنشغلين في اللعب وجلست بجوار زوجها الذيضمها لصدره وقال مغتاظا بضحك
_شايفة ولاد ولا حتى قالوا شكرا لأبوهم
ضحكت فريال عليه بين ذراعيه وقالت مدافعة عن أولادها
_عچباهم اللعب خليهم يفوقوا من الصدمة والفرحة الأول حتى ياچلال
مال على رأسها
_ربنا ما يحرمني منكم أبدا ياحبيبتي
داخل منزل بلال الصاوي بتمام الساعة الثامنة مساءا....
كان جالسا بالصالة يشاهد التلفاز إلى حين انتهاء زوجته من تجهيز نفسها لكن طال انتظاره حتى ضجر فهب واقفا واتجه إلى غرفتهم وهو منزعج فوجدها تقف إمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة في حجابها وهي ترتدي ثوب
_إيه الچمال ده ياحوريتي
نظرت له في انعكاس المرآة وابتسمت بحب ثم بدلع
_يعني الفستان حلو فيا بجد أنا كنت خاېفة يبقى شكله وحش
بلال مبتسما وهو يتغزل بها
_انتي أي حاچة بتلبسيها بتحليها ياحبيبتي مش هي اللي بتحليكي
ضحكت بخجل وقالت وهي تميل برأسها للجانب في دلال لطيف
_الله بقى يابلال متكسفنيش اكتر من كدا
قهقه عليه بخفة ثم رمقها بعين مجددا ويهمس لها
_إيه رأيك نكنسل الطلعة دي وافسحك انا احلى فسحة إهنه بين الأربع حطيان في مملكتنا الصغيرة
لوت فمها بضيق وقوست حاجبيها مغتاظة كدليل على اعتراضها التام على ذلك الاقتراح فاڼفجر ضاحكا وقال باستسلام تام
_في إيه أنا كنت بهزر بس هنطلع مټخافيش بس علي اتفاقنا كيف ما أنا هدلعك برا وافسحك انتي كمان تدلعيني في البيت لما نرچع
عادت البسمة الواسعة تشق ثغرها مجددا كالطفل الصغير وقالت بدلع
_اوكي هو أنا ليا مين غيرك ادلعه يابلبلتي
لوى فمه بقرف من ذلك الدلع السمج الذي تستمر في قوله وابتعد عنها وقال بهدوء مزيف وهو يتجه لخارج الغرفة
_أنا مستنيكي برا يلا خلصي بسرعة
فهمت سبب ذلك التحول فكتمت ضحكتها وردت عليه بابتسامة عريضة متعمدة إثارة غيظه أكثر
_حاضر يابلبلتي
توقف والټفت لها يرمقها بڼارية فاڼفجرت ضاحكة بقوة ورفعت كفها تشير له أنها الأخيرة دون أن تتوقف عن الضحك الهستيري فيهز هو رأسه بنفاذ صبر ويكمل طريقه للخارج مبتسما على طفوليتها التي يعشقها.
داخل منزل خليل صفوان.....
كانت العائلة بأكملها مجتمعة في الصالة الكبيرة بالمنزل بالطابق الأرضي وبانتظار وصول المأذون كان علي تجهيز نفسها.
بعد مرور نصف ساعة تقريبا وصل المأذون أخيرا وصعدت إنصاف لغرفة غزل لتطلب منها النزول كانت ترتدي ثوب بسيط وفضفاض باللون الأبيض أيضا مثله بأكمام طويلة وعريضة وتركت العنان لشعرها الحريري ينسدل على ظهرها وكتفيها بعدما جهزته بإحدى التسريحات المفضلة لديها وفي قدمها حذاء عالي من نفس اللون تنزل به الدرج فيصدر صوتا ناعما مثلها جعل الجميع يلتفت لها وينبهر بجمالها الساحر تعالت الزغاريد من النساء فور رؤية العروس وهي كانت تسير بخطوات رقيقة مبتسمة في خجل وهي مجفلة نظرها أرضا حتى وصلت لتلك الطاولة التي يجلس حولها كل من المأذون وأبيها وجدها وجلال و علي وكان مكانها بجواره هو وفور جلوسها انحنى عليها وهمس في أذنها بصوت أصاب فؤادها
_كلها دقايق وتبقى مرتى ياغندورة
لم تنظر له وظلت مطرقة رأسها أرضا والإبتسامة الخجلة لا تفارق ثغرها حتى وجدت المأذون يبدأ في اجراءات الزواج ووضع علي يده في يده والدها وبدأ كل منهم يردد خلف المأذون ما يقوله وبعد مرور دقائق طويلة نسبيا بعد انتهاء كافة الإجراءات هتف المأذون بابتسامة صافية وهو يهئنهم
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.. مبروك
تلك العبارة سقطت عليها كقطع الثلج التي أصبحت جسدها