رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون والاخير بقلم ندي محمود
له بمكر متمتمة
_ماشي ياعريس تصبح على خير
ثم اتجهت إلى الباب لتنصرف وتتركه ينظر على أثرها شاردا في الحال التي وصلت إليه شقيقته بسبب خطأها وجهلها.
بصباح اليوم التالي داخل المستشفى تحديدا بغرفة عمران في تمام الساعة التاسعة صباحا...
فتحت آسيا عيناها ببطء وعندما شعرت بذلك الملمس المختلف عن ذراع زوجها الذي كانت تنام عليه طوال الليل فتحت عيناها دفعة واحدة بفزع وراحت تتلفت حولها بحثا عنه ثم صاحت منادية عليه بقلق
لم تسمع ردا منه لكن التقطت أذنيها صوت المياه في الحمام فضيقت عيناها بتعجب وانزعجت بشدة منه لأنه نهض من الفراش وذهب للحمام بمفرده دون أن يوقظها لتساعده رفعت يدها إلى وجهها ومسحت عليه بتأفف وقلة حيلة ثم التفتت بجوارها حيث يوجد هاتفها فوق المنضدة والتقطته ثم أجرت اتصال بأنها لتطمئن على ابنها الصغير وبعد مكالمة دامت لثلاث دقائق تقريبا كان محتواها الأساسي أن جليلة طمأنتها أن ابنها بخير.
_عمران محتاچ حاچة ادخل اساعدك
وصلها صوته الغليظ بالرفض
_لا
لاحظت نبرته القاسېة فلوت فمها بضيق واتجهت إلى مقعد بحوار الفراش وجلست عليه وهي تفكر في ذلك التوتر الذي حدث بينهم امبارح بسبب ما فعلته وعلى الرغم من أنه تظهر أمامه ندمها ليسامحها لكنها في الواقع ليست نادمة ولو بمقدار ذرة ولو عاد بها الزمن لفعلت مجددا لم تكن لتترك من الحق به الضرر وكاد أن ېقتله أن يهرب ويعيش حر طليق دون عقاپ.
خرج من الحمام بعد دقائق معدودة وكان يسير ببطء فاستقامت هي واقفة وهرولت إليه لتمسك بذراعه وتساعده في سيره إلى الفراش لتجده يرمقها بانزعاج لكنه لم يبدي اعتراض وسار معها إلى الفراش ثم ساعدته في التسطح عليه وقالت معاتبة إياه بحزم
رمقها بطرف عيناه في غيظ ولم يجيبها ثم قال بعد لحظات بلهجة صارمة
_جهزي نفسك ولمي أي حاچة ليا وليكي في الأوضة عشان بشار چاي هيخلص الإجراءات وهنروح البيت
راقبت تعببراته المنزعجة منها ونبرته في ابتسامة لئيمة ثم راحت تجلس بأريحية بجواره على الفراش ملتصقة به وتميل عليه تقول مشاكسة إياه
عمران بجفاء ليس حقيقي دون أن ينظر لوجهها
_زين أنك عارفة
مالت عليه أكثر بدلال ورفعت أناملها تعبث في خصلات شعره ولحيته هامسة
_وماله يامعلم هو أنا أطول برضوا وبنسبالي نروح بيتنا أفضل أصل أنا عاوزة اهتم بچوزي زين وادلعه واهشتكه
رفع حاجبه بابتسامة جانبية يثبت لها إدراكه لما تحاول فعله رغم إعجابه بأسلوبها الجديد في إرضائه إلا أنه يريد أن يطيل ذلك الخصام ليرى محاولاته المختلفة ودلالها عليه قال بخبث ونظرة شبه ساخرة
رفع حاجبه بابتسامة جانبية يثبت لها إدراكه لما تحاول فعله رغم إعجابه بأسلوبها الجديد في إرضائه إلا أنه يريد أن يطيل ذلك الخصام ليرى محاولاته المختلفة ودلالها عليه قال بخبث ونظرة شبه ساخرة
_وهتدلعيني كيف عاد!
حدقته بنظرة أنثوية مٹيرة وقالت غامزة له
_زي ما تحب يامعلم وسط همسها
_هو أنا ليا مين غيرك ياعمراني مقدرش على زعلك مني
اغلق عينيه محاولا التحكم في شهواته التي اشعلتها تلك الساحرة بقبلاتها وهمساتها وتغزلها به ثم أخذ نفسا عميقا وأطلق زفيرا ناريا ونظر لها بحدة مزيفة وقال
_طيب بعدي شوية لحد يدخل احنا مش في البيت
انحنت عليه مجددا غير مكترثة بتنبهاته وقبلته بعمق أكثر متمتمة في لؤم
_وأنت من امتى بيهمك حد ولا عشان لقيت نفسك ضعفت قصاد غزالتك
عمران بنظرة صارمة وصوت رجولي بعد قبلتها الثانية
_آسيا وبعدين
قهقهت عاليا على محاولاته الفاشلة في الصمود أمامها وإظهار ثبات مشاعره ورغباته بها فهزت رأسها بالموافقة وقالت وهي تغمز له بثقة
_حاضر لما نروح البيت هنشوف هتصمد قصاد الغزال قد إيه
ثم استقامت واقفة واتجهت إلى الحمام وهي تتمايل في سيرها أمامه عمدا وتهتز منحنيات جسدها مع تمايلها وقبل دخولها الحمام التفتت له وهي تبتسم بساحرية ثم توارت داخل الحمام وأغلقت الباب لتتركه هو يشتعل ويهمس متوعدا لها
_ماشي يا آسيا اصبري عليا لما نروح
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا كان بشار في منزل مريم بعد انتهائه من إجراءات خروج عمران ذهب لمنزل خطيبته ليتفق مع والدها على ميعاد زفافهم دامت جلسته مع والد مريم لساعة وهم يتحدثون عن تجهيزات الزفاف وميعاده وأحاديث إخرى مختلفة تخص العمل وغيره.
وبالداخل كانت مريم تجلس والقلق يستحوذها كليا فضولها سيقتلها لتعرف ماهي القرارات التي اتخذوها ومتى سيتم الزفاف رغم كل ما حدث بينهم ومروا به إلا أن حبها له يجعلها في قمة السعادة أنها ستصبح زوجته أخيرا وأنها نجحت في الحصول على قلبه وأصبح ملكا لها وحدها.
بعد نصف ساعة أخرى من الانتظار دخلت أمها وهي تخبرها بأن حديث والدها وبشار انتهي وهو ينتظرها ليتحدث معها قبل رحيله فتسارعت نبضات قلبها ولمعت عيناها بفرحة وراحت تسأل أمها بفضول
_متعرفيش طيب حددوا الفرح امتى ياماما
هزت رأسها بالنفي وقالت مبتسمة على لهفة ابنتها
_لا لسا ملحقتش اتكلم مع أبوكي هروح أكلمه دلوقتي وانتي اطلعي لخطيبك وهو هيقولك أكيد
اماءت بالموافقة واسرعت للخارج حيث يجلس في غرفة الضيوف فوجدته جالسا فوق الأريكة وبيده كأس الشاي يشرب بهدوء وقفت بجوار الباب وتمعنته بغرام لثواني دون أن يلاحظ وجودها انزل هو الكأس ووضعه بمكانه ثم الټفت بمحض الصدفة تجاه الباب فاندهش برؤيتها تقف تتأمله بشرود ابتسم بحب وغمز لها هاتفا
_أنا مش متعود على الحب ده كله!!
انتبهت لصوته وتنحنحت بخجل شديد وهي تطرق رأسها أرضا ثم اقتربت منه وجلست بجواره وكان أول سؤال تطرحه هو
_حددت الفرح امتى مع بابا
قهقه بهدوء عليه وقال في نظرة عاشقة
_والله صدقيني بعد اللي شفته دلوك ده وبعد لهفتك دي أنا مستعد اچيب المأذون حالا ونتچوز
اشاحت بوجهها بعيدا عنه في خجل وقالت متصنعة عدم المبالاة بثبات
_لهفة إيه أنا مش ملهوفة ده فضول بس مش اكتر
مال بوجهه عليها قليلا وهمس في عين تنضج بالحب
_هو أنا قولتلك قبل إكده أني بحبك
اجفلت نظرها عنه خجلا مبتسمة ثم هزت رأسها بالنفي ردا على سؤاله اطال هو التمعن في خجلها الجميل وهمس غامزا
_معقول!!.. ازاي مقولكيش أني بحبك وأنك اچمل هدية في حياتي واني بحمد ربنا كل ليلة أنه رزقني بيكي
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل واتسعت ابتسامتها حبا واستحياءا من تغزله بها لتسمعه يسألها بتعجب
_إيه مش هتقولي أي حاچة
همسات بصوت خاڤت بالكاد يسمع من فرط خجلها
_اقول إيه!
بشار مبتسما بمرح ومشاكسة
_يعني أي كلمة حلوة كدا منك
نظرت له وقالت بدلع مبتسمة في ثقة
_تؤتؤ الكلام ده بعد ما نتجوز أن شاء الله
ضحك عاليا ثم غمز لها وقال في خبث
_وماله الحلال احلى برضوا واحنا مش هنستنى كتير هي كلها اسبوع
فغرت شفتيها وعيناها پصدمة وراحت تسأله
_الفرح بعد اسبوع!
أجابها ضاحكا