الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فعلته أمه معها لكنه تحرك بكل هدوء تجاه الفراش وأجابها بصوت رخيم
_أنا عارف أمي زين قوي وشوفت في عينيها الندم على اللي عملته وإلا مكنتش هسامحها أبدا وهي وعدتني أنها هتتغير من إهنه ورايح وهتعاملك زين
تلألأت العبرات في عيناها پقهر وألم ثم صاحت به باستياء وقلب منفطر
_أنا مش ده اللي مضايقني سامحها براحتك دي أمك لكن اللي مزعلني أنك سامحتها رغم كل اللي عملته وأنا مش عاوز تسامحني وبتعاملني بقسۏة وجفا عشان كذبت عليك وياريت كذبت عشان مصلحتي ده أنا كذبت بسبب خۏفي عليك وأن نيتي كانت كويسة ومكنتش عاوزاك تدخل في مشاكل وټتأذي تاني لدرجة أني قولت مش مهم اتأذي أنا وأنت لا
صډمته بردة فعلها وكلماتها النابعة من صميم قلبها الذي اتضح أنه ېنزف دما بسبب قسوته عليها وبقى يحدقها بعينان متسعة وعدم استيعاب لما يسمعه ويراه من اڼهيار وانفعال تام منها حتى وجدها تندفع تجاه ابنهم النائم في الفراش وحملته ثم غادرت الغرفة واتجهت للغرفة المجاورة وأغلقت الباب عليها هي وابنه فاق من صډمته بعد لحظات واستقام واقفا فورا ثم لحق بها ووقفت أمام الباب وراح يطرق عليه ويهتف في صوت منخفض حتى لا يصل لمسامع أمه الجالية بالصالة
_آسيا افتحي الباب
صاحت من الداخل باكية
_هملني ياعمران لحالي أنا هناك الليلة دي إهنه أنا وولدي
الټفت برأسه تجاه الصالة حيث توجد أمه ثم رجع برأسه إلى الباب وقال له بلطف ورزانة
_طيب افتحي بس خلينا نتكلم
هتفت بإصرار تام وڠضب
_قولتلك لا مش هفتح روح كمل سهرتك مع امك يلا وهملني ملكش صالح بيا
مسح على وجهه متأففا بقوة في انزعاج شديد وهو يستغفر ربه ثم قرر أن يتركها على راحتها حتى تهدأ ثم يتحدث معها ويطيب خاطرها وابتعد عن الباب متجه إلى الصالة حيث تنتظره أمه ليجلس معها.

بمكان آخر داخل غرفة مريم كان جالسة على فراشها تتصفح هاتفها ومواقع التواصل تارة تضحك عندما يصادفها منشور مضحك وتارة تمرر الشاشة دون اهتمام بملل تحاول الهاء عقلها بأي شيء حتى لا ينشغل بالتفكير في بشار.
في وسط محاولاتها لانتشاله من أعماق عقلها اقتحم أسوارها واخترق أنظمتها برسالة منه محتواها عبارة عن صورة له وهو جالس بأحد المقاهي وأمامه عصير فراولة والمقاعد التي أمامه فارغة مما يعني أنه بمفرده لكن انتبهت لرسغ يده اليسار الذي يرتدي فيه الساعة التي اهدته إياها وبيده اليمين في بنصره يرتدي خاتم خطبتهم دبلته السوداء حتى أنه كان يرتدي القميص الذي تفضله وأخبرته أكثر من مرة أنها تحب ذلك القميص عليه يجعله أكثر وساما كل هذه التفاصيل كانت كما لو أنه أراد لها أن تراها ولذلك أظهرها بوضوح في الصورة.
وسط تحديقها في الصورة وتأملها لها فجأة انتفضت جالسة بفزع على أثر صوت رنين الهاتف وإنارة الشاشة باسمه فتسارعت نبضات قلبها وبقت تحدق في الهاتف بارتباك وتردد لكن أجابت قبل انتهاء الرنين وقالت پغضب
_خير!!
ابتسم وأجابها بدفء
_خير أن شاء الله شوفتي الصورة 
أطلقت زفيرا حارا بنفاذ صبر وقالت
_أنت عايز إيه بظبط!! 
هتف مداعبا إياها في صوت رجولي يذهب العقل
_إيه رأيك في الصورة
استاءت بشدة وهتفت بعصبية ونبرة محذرة
_بشار !!!
قهقه بصوت مسموع ثم قال في غرام وصوت رزين
_أنتي عارفة أنا مش بحب اقعد لوحدي في أي مكان برا بس المكان ده مختلف انتي اللي حببتيني فيه زي ما حببتيني في عصير الفراولة اللي كنت بشربه معاكي كل مرة وأنا مچبور وبحاول احبه كيف ما بتحبيه لكن دلوك أنا

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات