الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وجسده كله يرتجف من فرط الڠضب ثم راح يجوب يمينا ويسارا مرددا بصوت مقهور امتزج بسخطه
_بعد كل اللي عملته معاكي وعشانك تعملي معايا كدا وتخدعيني طب كنتي احكيلي الحقيقة وسبيني انا أقرر يمكن على الأقل مكنتش حبيتك
تأفف پألم ثم جلس على الأريكة مجددا وډفن رأسه بين راحتي يديه يفكر كيف سيتصرف وماذا سيفعل الآن أيواجهها أم ينهي كل شيء قبل أن يبدأ دون أي لقاء آخر بينهم.
بعد مرور تقريبا ساعات من التفكير العميق والعقلاني حسم قراره النهائي ثم مد يده على الطاولة التي أمامه وأجرى اتصال بأحدهم.
اجابه الطرف الآخر بعد ثواني بمرح
_عاش من سمع صوتك ياعم فينك كدا من وقت ما نزلت مصر وأنت ناسينا
هتف مروان بصوت هاديء ومهموم
_معلش ياصاحبي ڠصب عني مشاغل الدنيا وأنت عارف بس قولي أنت لسا شغال في المطار
ضيق صديقه حاجبيه باستغراب وأجاب
_آه لسا هو في حاجة ولا إيه!
تجاهل مروان سؤاله وطرح سؤال مختلف تماما في جدية
_طيب إيه اقرب طيارة طالعة إيطاليا الليلة دي
اتسعت عيني صديقه بدهشة ثم هتف يسأله بتعجب
_هو أنت لحقت تقعد في مصر عشان ترجع تاني يابني! 
مروان بخنق
_في شغل معايا هناك ولازم اروح اكمله والقعدة هناك أفضل ليا صدقني
زم صديقه شفتيه بقلة حيلة ثم نظر في جهاز الحاسوب الذي أمامه يتفقد مواعيد طائرات الليلة المتجهة لإيطاليا وبعد لحظات اجابه
_تمام ياصاحبي براحتك عموما هو في طيارة طالعة كمان ساعتين ومن حظك أن في مكان كرسي فاضي فيها يعني يدوب تلحق
اجابه مروان بالموافقة وشكره ثم انهي معه الاتصال واستقام واقفا ثم اتجه إلى غرفته ليبدأ في جمع ملابسه وأشيائه في الحقائب بسرعة لكي يستطيع اللحاق بالطائرة وأثناء ذلك سمع صوت رنين هاتفه فنظر لشاشته ورأى اسمها يضيء الشاشة اطال النظر إلى الهاتف بشرود وۏجع ثم تجاهل اتصالها وأكمل ما يفعله غير مكترثا بذلك الهاتف الذي يلح عليه ليجيب.

بمدينة مرسى مطروح تحديدا بالغرفة الخاصة بجلال وفريال في الفندق......
كانت فريال ممدة جسدها على الفراش ومستندة على ظهر الفراش وتحدث في زوجها الذي يتحدث في الهاتف في الشرفة ويبدو أنه يتحدث عن أمور جدية تخص العمل في الواقع كانت عيناها فقط العالقة عليه لكن ذهنها كان بمكان آخر تفكر في كل شيء حدث معهم والذي انتهى بحاډث صباح اليوم الذي كاد يتسبب في أزمة قلبية لها ودون تردد قررت النهوض والذهاب لغرفة أولادها لتطمئن عليهم وعلى عمار بالأخص.
فتحت باب الغرفة ببطء شديد ظنا منها أنهم نائمين لكنها وجدت عمار مستيقظ وجالسا على الفراش ساكنا يحدق في الفراغ بنظرات غريبة وفور انتباهه لدخولها انتصب في جلسته وحدق بأمه مبتسما ليظهر لها ثباته وكأن كل شيء على ما يرام لكن فريال بادلته الابتسامة بنظرة ماكرة ثم اقترب منه حتى جلست بجواره على الفراش وفردت ذراعيها ثم لفته حول كتفيه وضمته لصدرها وراحت توزع قبلاتها الحانية على شعره ورأسه ثم همست له
_احكيلي وقولي إيه اللي مصحيك لغاية دلوك
سكن بين ذراعين أمه للحظات طويلة ثم ابتعد عنها وزم شفتيه للأمام بضيق وراح يسألها
_هو أنا إكده مش هتعلم السباحة تاني ياما صح!
غضنت حاجبيها بتعجب من سؤاله وسألته
_ليه هو أنت بعد اللي حصل ده لساتك عاوز تتعلم وتنزل تاني البحر!!
سكت لثواني يتذكر ما حدث بالصباح معه وبنفس اللحظة يفكر في سؤال أمه ثم أجابها بعد تفكير عميق بشجاعة لكنها امتزجت ببعض الخۏف الطفولي الطبيعي
_لا أنا خۏفت قوي من البحر ومش عاوز انزله تاني

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات