رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
مني بقيت بعامل مرتك كيف ما أنت عاوز وقصادك أهو شوفت بعينك اعمل إيه تاني عشان تصفالي وترچعلي
حصلت على رده الصامت للمرة الثانية فانزعجت وقالت منفعلة
_هتفضل ساكت إكده ما ترد عليا ياعمران
أجابها أخيرا پغضب
_أرد عليكي اقولك إيه ياما أنا لو على اللي عملتيه في آسيا بس كنت ممكن اسامحك عليه لكن اللي قاهرني أنك انتي اللي تحاولي ټموتي ولدي وهو في بطن أمه بسبب حقدك وغيرتك منها ومفكرتيش في ولدك وأن العيل ده حفيدك قبل ما يبقى ولدها وولدي
_أنا غلطت عارفة بس الشيطان لعب في دماغي وغلبني ياولدي والله ودلوك ندمانة على غلطي
حدق في أمه مطولا يتمعن دموعها وملامحه الذابلة وحتى صوتها المقهور فخر قلبه مستسلما لها يعلن عن بداية جديدة فهي مهما فعلت ستظل أمه الغالية.
فرد ذراعه ولفه حول كتفيها ثم ضمھا إلى صدره وقبل رأسها بحنو هامسا
تهللت اسارير إخلاص من الفرص بعدما ضمھا وابتعدت عنه بسرعة تقول بأعين لامعة بالأمل
_يعني خلاص سامحتني مش إكده
هز رأسه بالإيجاب مبتسما وسرعان ما اختفت بسمته وهو يلقي عليها تنبهاته الحازمة
_آه بس توعديني تعاملي مرتي زين وكفاية مشاكل وشغل الحموات وكيد النسا ده مفيش منه تاني
ضحكت بخفة وهتفت بانصياع وطاعة تامة له
ضحك باتساع حتى برزت أسنانه ومال عليها يمسك برأسها ويقبل جبهتها متمتما برزانة
_لا مش عاوزك تشيليها فوق راسك عاوزك تعامليها بما يرضي الله ومتنسيش أن كرامتها من كرامتي
إخلاص بدفء
_حاصر من عيوني ياولدي
عاد يقبلها ثانية وهو مندهش ومعجب من التحول الذي طرأ فجأة على شخصية أمه ثم قال لها بلطف
ثم ابتعد عنها ورفع أنامله يمسح دموعها من فوق وجنتيها فهتفت وهي تهب بالوقوف
_انا هروح اشوف سليم واقعد معاه شوية عاد قبل ما امشي
انجلينا ثانية بحزم بسيط هاتفا
_اقعدي خليها تنومه شوية وانتي خليكي معانا الليلة دي وبكرا ابقى ارچعك البيت
ردت إخلاص معترضة
_لا اخليني إيه ياعمران أنا هرچع بيتي ياولدي
_وبعدين ياما متعارضنيش في كل حاچة إكده الليلة دي هتباتي معانا خلاص
تنهدت إخلاص الصعداء بنفاذ صبر من عناد أبنها ومحاولاته بطريقته المعتادة ليفرض عليها ما يريده فعقدت كفيها فوق بعضهم أمام صدرها كدليل على قلة حيلتها واستسلامها.
داخل منزل مروان.....
جالسا على الأريكة في الصالة وهو يسند ساعديه على قدميه التي تهتز پعنف من فرط التفكير والڠضب يعيد شريط طويل من مواقفها الكثيرة معها ليتذكر ردودها ويتأكد بنفسه من صحة كلام سمير واتهماته الخطېرة التي وجهها لها.
استقام ثائرا وراح يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يطلق زفيرا ناريا