رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
إلى الفراش وجلست ثم التقطت ملابسه التي كانت جلبابه الصعيدي وأخذت تتأمله بشرود وهي تتذكر اعترافه الأسطوري لها أنا حبيتك رغم كل مشاكلنا مع بعض بس حبيتك وعندما فاقت من شرودها كان ثغرها يبتسم بخجل وفرحة لكن فورا لحقت بسمتها والقت ملابسه هاتفة بحدة محاولة الثبات على موقفها
_لا مش هتضعفي ياغزل أنا قولتله مستحيل اتجوزك
_وأنا كلمتي متنزلش الأرض أبدا I dont like him غزل أنتي مش بتحبيه ومش هتضعفي بسبب كلامه ليكي
في تمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل عمران الصاوي.....
كانت آسيا تجلس على الأريكة في الصالة بجوار عمران الذي يشاهد التلفاز وتحمل ابنها في حضنها وتهزه بلطف ليخلد للنوم وتختلس النظرات إلى عمران الذي اطال الخصام والزعل هذا المرة بينهم ولا يعاملها كما اعتادت منه كانت تحاول الهاء نفسها مع طفلها وعدم التفكير في وضعهم حتى لا تكتئب أكثر وفجأة ارتفع صوت رنين الباب فوجدتها فرصة لتبتعد عنه قليلا واستقامت واقفة قبله بعدما أشارت له بعيناها أنها ستفتح هي راقبها بنظراته وهي تبتعد عنه تجاه الباب حتى اختفت من أمام عينيه.
_كيفك يا آسيا
ردت آسيا بصوت انخفض من أثر دهشتها
_زينة الحمدلله
انزلت إخلاص نظرها واستقر على حفيدها الصغير بين يدين أمه فدخلت للمنزل بخطواتها وفردت ذراعيها وجذبت الصغير من أحضان آسيا وهي تضحك له وتلاعبه بشوق أما عمران فصاح عليها من الداخل يسألها باهتمام عندما وجدها تأخرت على الباب
نظرت لإخلاص ورسمت ابتسامة خاڤتة على ثغرها وهي تشجعها على الدخول
_ادخلي ليه چوا ياحماتي
تنهدت إخلاص الصعداء بقلق من ردة فعل ابنها الذي ربما سينزعج من قدومها أو رؤيتها أما آسيا فقد أغلقت الباب بهدوء وردت على عمران بصوت عالي مبتسمة
_ضيف چاي يشوفك
ثم سارت خلف إخلاص التي تسير بأقدام مرتبكة ثم وقفت عند بداية الصالة عندما رأت ابنها يهب واقفا ينوي الخروج إلى الباب ليرى ذلك الضيف الذي جاء من أجله فتسمر بأرضه عندما رآها تقف بوجهه كانت آسيا تقف بالخلف تشاهد الموقف بترقب منتظرة ردة فعل زوجها ولكنها لم ترى على وجهه سوى العبوس والضيق من أمه وعندما نظرت لإخلاص رأت في عيناها عبارات الندم والأسف وكأنها تتوسله أن يسمح لها بالحديث معه حتى فأطلقت آسيا زفيرا حارا مغلوبة ثم قالت لإخلاص وهي تهم بحمل ابنها منها
نظرت لها إخلاص واعطتها إياه وهي ترجو منها مبتسمة
_ماشي بس متخلهوش ينام أنا اتوحشته وعاوزة اقعد معاه شوية
هزت آسيا رأسها بالموافقة لها ثم أخذت ابنها ودخلت به لغرفتها بعدما القت نظرة ذات معنى على زوجها أما إخلاص فقد اقتربت من عمران الذي عاد وجلس على الأريكة مجددا دون أن يتفوه بكلمة واحدة حتى جلست إخلاص بجواره ورفعت كفها تمسح على شعره بحنو أمومي هاتفة له
رد عليها بامعتاض وصوت مكتوم دون أن ينظر لوجهها
_زين الحمدلله
استصعبت عدم رغبته في النظر لوجهها فقالت له بعينان دامعة
_ليه ياولدي تحرمني منك إكده هو أنا ليا مين سند غيرك حرام عليك ياعمران بزيادة ياولدي خصام وزعل لغاية إكده
مسح على وجهه متنهدا بوجه مهموم دون أن يجيب بينما هي فتابعت بعدما تساقطت دموعها
_أنا ندمت ياولدي على اللي عملته وعشان خاطرك وعشان ارضيك ومزعلكش