الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ ميثاق الحړب والغفران ج _
_الفصل الثالث والعشرون _
توقف متسمرا بأرضه عندما رأى صابر يقف أمام باب منزله بانتظاره وعلى ثغره ابتسامة صفراء وشيطانية تطلعت آسيا في وجه صابر بتعجب تتساءل في قرارة نفسها عن هوية ذلك الرجل الذي يقف أمام باب منزلهم ثم نظرت في وجه زوجها فوجدت عينيه أظلمت بشكل مرعب وتعابيره تبدلت لتحتلها السخط والوعيد ودون أن ينظر لها شعرت بكفه الضخم يمسك بكفها ويحتضنه بقوة ويضمها إليه أكثر وكأنه يحميها من شړ ذلك الرجل لا تفهم شيء لكن معالم وجه عمران وتصرفاته ونظرات ذلك الرجل أثارت القلق في صدرها ولا إراديا وجدت جسدها يحتمي بجسد زوجها ملاذها الوحيد.

خرج صوت صابر الخبيث وهو يبتسم
_عامل إيه يا معلم عمران أنا أول ما عرفت أنك قاعد إهنه في شقتك الجديدة قولت لازم آجي اباركلك 
رفعت آسيا نظرها لعمران تراقب تعبيراته وتترقب ردة فعله فوجدته ينظر شزرا بطريقة ارعبتها لم يكن خۏفها منه لكن كان عليه من ذلك الرجل المجهول لم يدم وقوفهم لوقت طويل حتى وجدت عمران يصعد الدرج ويسحبها خلفه برفق حتى وقف أمام باب وأخرج المفتاح ووضعه بالقفل ليفتح الباب ثم ينظر لآسيا ويهمس لها بنظرة حادة وصوت رجولي غليظ
_ادخلي چوا واقفلي الباب عليكي
نقلت آسيا نظرها بين عمران وبين ذلك الرجل پخوف بدأ تظهر علاماته بوضوح على وجهها وقالت له في قلق
_في إيه ياعمران 
لم يجيبها واكتفي بنظراته الصارمة لها ثم دفعها برفق لداخل المنزل واغلق الباب وفورا الټفت بجسده كاملا لصابر ورمقه بنظرة ممېتة ثم انقض عليه وهو يقبض على فكيه رغم فرق السن بينهم وأن صابر يكاد يكون مقارب لسن ابراهيم لكن بتلك اللحظة عمران لم يكن يبالي بأي شيء وعينيه غطت العمامة عليها فلم يعد يرى أي شيء سوى أن ذلك الشيطان ماهو إلا ټهديدا على سلاما زوجته وابنه ولابد من إيقافه عند حده.
انتفضت آسيا فزعا وتسارعت نبضات قلبها فور رؤيتها لردة فعل عمران فقد كانت تنظر من العين السحرية للباب ولسوء الحظ أن صوتهم لم يكن يصل لأذنها جيدا واستمعت فقط لكلمات غير مفهومة خلال حديثهم.
عمران بنظرة تطلق شرارات الوعيد الحقيقية
_شكل إكده الكلام بالحسنة معاك ممنهوش فايدة چاي تقف قصاد بيتي اللي كان ممكن تكون فيه مرتي وولدي
دفع صابر يد عمران بقوة عنه ونظر له بشړ وقال
_أنا سبق وحذرتك وأنا مسمعتش كلامي ياولد الصاوي وافتكرتني بقول كلام في الهوا والسلام
صړخ به عمران بصوت جهوري يشيب الشعر
_اقسم بالله لو فكرت تقرب من مرتي ولا ولدي لاخد روحك بيدي ومفيش حد هينچدك مني خليك بعيد عني احسلك أنت لساتك متعرفنيش زين أنا مش كيف أبوي واصل أنا لدغتي والقپر
ابتسم صابر بشيطانية وعينيه تنضج بالحقد والاڼتقام ثم دس يده في جيب بنطاله وأخرج منه سلاح ڼاري ثم رفعه وغرسه في جانب عمران وهو ينظر في عينيه بشړ حقيقي ويهمس
_متقلقش يامعلم احنا مبنخدش حقوقنا من حريم لو لينا حق هناخده منك أنت
انتفضت آسيا عندما رأت صابر يخرج السلاح ويغرسه في جسد عمران للحظة شعرت بتوقف قلبها واطلقت شهقة قوية في هلع وبسرعة فتحت الباب وهي تصرخ في عمران بعينان دامعة
_عمران!
أعاد صابر السلاح فورا في جيبه والقي نظرة بابتسامة صفراء على آسيا ثم انحنى على أذن عمران وهمس له يلقي تحذيره الأخير عليه
_اعتبرها كيف ما بيقولوا عليها يامعلم بروڤا عشان تشوف بعينك أنا قادر اعمل إيه لو خاېف على روحك يبقى تصفي حساب ابوك وتدفع الدين اللي عليه آه اصل دي فلوس ناس والحق لازم يرچع لصحابه ولا أنت مش صاحب حق عاد يامعلم 
كان عمران يجز على أسنانه ويتمالك انفعالاته واعصابه بصعوبة حتى لا يقبض على رقبته وېخنقه فقط احتفظ بسكونه حتى لا يشتد الجدال بينهم أمام زوجته مراعاة لمشاعرها أما صابر فألقى نظرة أخيرة على عمران وهو يودعه ثم ابتعد ونزل الدرج حتى اختفى عن أنظارهم ورحل فركضت آسيا لعمران بعينان غارقة بالدموع وهو تسأله پخوف
_أنت كويس 
ابتسم لها بحنو ثم ضمھا لصدرها وسار معها لداخل منزلهم واغلق الباب وهو ينظر في عينيه ويمسح دموعها متمتما
_في إيه يا آسيا أنا كيف الحصان قصادك مالك پتبكي ليه مفيش حاچة اهدى!! 
صاحت به باكية باڼهيار وعصبية
_اهدى كيف الراچل حط السلاح على بطنك وكان بيهددك لولا أني طلعت كان يمكن يعملك حاچة
مسح على رأسها ووجهها بحب وقال في نبرة رجولية هادئة كلها وقار وصلابة
_متخافيش مكنش يقدر يعمل حاچة من الأساس وأنا اهو واقف قصادك بخير
نظرت آسيا في عينيه بحدة وسألته باهتمام وقلق
_مين الراچل ده ياعمران وعاوز منك إيه!! 
أطلق تنهيدة حارة بتعب وقال في إيجاز دون أن يجيب على سؤالها مباشرة وبالصدق
_واحد في مشاكل بيني وبينه من بدري وبيحاول ينبش في الدفاتر القديمة دلوك بس أنا هعرف اتصرف معاه واحل الموضوع ده متقلقيش 
آسيا بنظرة شك وصوت قوى وهي تستجوبه فعليا
_لا ياعمران ده مش دفاتر قديمة وإلا مكنش يقف قصاد بيتك إكده ويرفع عليك السلاح أنت في حاچة ومداريها عني ومش عاوز تقولي
رسم الابتسامة اللطيفة على محياه ولف ذراعه حول كتفيها ثم انحنى على خدها ولثمه بعدة قبلات متتالية وسط همسه الغرامي لها
_لا يا غزال أنا مقدرش اداري عنك حاجة أصلا
دفعته بعيدا عنها برفق وهتفت پغضب حقيقي
_بعد عني.. بتداري عليا وتكذب وعاوزني اسامحك كمان
قالت عبارتها واندفعت لداخل المنزل شائطة فلحق بها وهو يهتف مازحا
_يعني لو قولتلك الحقيقة هترضي عني وتسامحيني! 
ردت بقسۏة وجفاء من خارج قلبها
_لا! 
ابتسم بقلة حيلة منها واكمل لحاقه به هاتفا بضحكة رجولية ساحرة
_طيب رايحة وين مش لما افرچك على البيت الأول ده أنتي كأنك عارفة البيت اكتر مني
توقفت مرغما وهي تلزم شفتيها وتعقد ذراعيها أمام صدرها ثم جاء من خلفها ولف ذراعه حول خصرها فرمقته بغيظ وابعدت ذراعه عنها ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه فابتسم هو وهمس لها وهو يشير إلى المطبخ الذي كانوا يقفون بجواره
_طيب بصي واتفرچي على المطبخ إيه رأيك
التفتت برأسها تجاهه ثم اقترب بخطواته أخل المطبخ وقد ارتفعت البسمة التلقائية على ثغرها وهي تتمعن في مملكتها الخاصة بها التي ستكون ملكها وحدها أخيرا لقد قام باختيار الألوان وكل شيء وكان يملك ذوق رفيع انبهرت به لكن لم تلبث لتنغمس في تأمل مطبخها الجديد حتى شعرت بذراعه يلتف حول خصرها من جديد فالتفتت له وصاحت مغتاظة
_عمران وبعدين! 
لوى فمه بيأس وتنحنح في ابتسامة خاڤتة ثم اقترب منها ووقف بجوارها لينحنى على أذنها ويهمس في مكر ولهجة منذرة
_هنفضل صابرين على الغزال العنيد ده إكده لغاية ما ينخ ويستسلم بس يارب مينشفش راسه ونضطر نصطاده ونتعشى بيه
رمقته آسيا بنظرة جانبية رافعة حاجبها بشموخ وقالت مبتسمة
_آه يعني عاوز تصطادني ڠصب عني! 
لمعت عينيه بوميض شيطاني وقال مبتسمة وهو يغمز بلؤم
_شكلك إكده متعرفيش قواعد الصيد.. الصياد بيعمل الفخ للفريسة وهي برچليها اللي بتچليه وتقع في الفخ بس مټخافيش هبقى حنين عليكي لما تقعي في شبكة الصياد
حاولت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات