رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندي محمود
كبح ابتسامتها على تلمحياته الماكرة لها والعاشقة في نفس الوقت ثم قالت بنظرة كلها ثقة وغنج
_طب متنساش أن الفريسة دي ليها أنياب ومخالب يامعلم
قهقه بقوة في ضحكة رجولية ملكت قلبها لكنها كالعادة تصرفت ببرود وكأنها لا تبالي ثم ابتعدت عنه وقادت خطواتها لأول غرفة وجدتها أمامها لتكمل استكشافها لمنزلها.
قضي مروان الليل كله بمنزله بالأمس متأملا أن تعود ثانية يجلس على الأريكة بالصالة موضع جلوسها الدائم ويفكر ويحلل ويراجع نفسه هل فعل لها سوء فامتعضت منه ورحلت عنه.. هل خرج من شفتيه كلام دون قصد فجرحها به وأخذت على خاطرها.. هل صدر عنه تصرف اهوج أشعرها أنها حمل ثقيل يحمله على كتفيه أم ماذا.. ألف سؤال وسؤال يطرحه على عقله من ليلة أمس الذي لم يذق فيها طعم النوم.
فتحت الاتصال ولم تتحدث بل بالوصف الأدق هو لم يترك لها الفرصة لتتحدث حيث صاح متلهفا بمجرد إجابتها على اتصاله
سكتت تستجمع عباراتها التي ستنهي الحكاية بينما هو فتابع بقلق شديد واهتمام صادق
_خلود ردي عليا أنتي كويسة!
خرج صوتها ضعيفا ويغلبه البكاء تحاول الثبات حتى لا ټنهار وهي تحذره
_اسمع يامروان أنا وثقت فيك واديتك الآمان في وقت أنا كنت واخدة عهد على روحي مثقش في صنف الرچال ده تاني واصل بس قولت يمكن أنت تكون مختلف لكن بردك خذلتني وخليتني اندم على الثقة دي بس رغم كل ده تشكر يابشمهندش دخلتني بيتك بدل ما كنت هبقى في الشوراع حتى لو كانت نوياك مش زينة بس على الأقل مأذتنيش أو يمكن كنت لسا وكنت هتعمل إكده أن شاء الله قريب هبعتلك كل مليم وقرش صرفته عليا و....
_إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده فلوس إيه وعبط إيه بعدين أنا عملت إيه يخليكي ټندمي على ثقتك فيا أنا من امبارح عيني مغفلتش لحظة من القلق عليكي والتفكير روحتي فين وإيه اللي خلاكي تمشي وانتي تقوليلي فلوس إيه اللي حصل لده كله!!!
خلود بعصبية وقد ارتفعت نبرة صوتها مثلها
_راچع روحك وأنت هتعرف حصل إيه وعملت إيه يامروان!
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وحاول امتصاص غضبه قدر الإمكان وقال لها بحكمة
_طيب ياخلود قوليلي أنتي فين وأنا هجيلك ونتكلم ونحل المشكلة أي كانت هي إيه وأنا عندي استعداد اعملك كل اللي أنتي عايزاه حتى لو مكنش الغلط مني
ردت بقوة ورفض قاطع
_مروان كل واحد يروح لحاله وبعد عني واصل أنا مش حمل مشاكل تاني بزيادة اللي أنا فيه هملوني في حالي عاد أنتوا عايزين مني إيه تاني!
ضيق عينيه باستغراب من عباراتها الأخيرة وهو يتساءل من تقصد بصيغة الجمع وجمعته مع من!!.. لكنه حافظ على هدوئه أيضا وحاول تهدأتها وهو ينصجها بلطف وحب
_خلود بلاش عند أبوس ايدك أنتي عارفة أن ده خطړ عليكي ولو الحيوان جوزك ده شافك ممكن يأذيكي قوليلي مكانك فين واوعدك أني لو فعلا عملت حاجة غلط وضايقتك سعتها هبعد عنك زي ما أنتي عايزة متفقين!
ابتسمت ساخرة عندما ذكر زوجها ووصفه بالحيوان وكأنه ليس صديقه وعلى اتفاق معه وهم الأثنين خدعوها فقالت له بثبات وصلابة حقيقية
_متقلقش ربنا معايا ومش هيضيعني أن شاء الله وابقى روح قول لچوزي ده أنه لو عمل إيه مش هيقدر يلاقيني ولا يأذيني
أنهت كلماتها الأخيرة وأغلقت الاتصال في وجهه دون أن تمهله اللحظة ليجيبها حتى فاتسعت عينيه بدهشة وانزل الهاتف من فوق أذنه يحدق في شاشته بذهول والڠضب يحتل ملامحه ويهتف بكيظ
_انا هروح أقوله!!.. لا أنتي شكلك اټجننتي رسمي
ثم وثب واقفا وهو ثائر ويهتف متوعدا لها بنبرة رجولية
_ماشي ياخلود لو هو مش هيقدر يوصلك فهتشوفي أنا هعرف اجيبك ازاي والنهاردة كمان
التقط مفاتيحه سيارته والمنزل وحافظة نقوده وانطلق لخارج المنزل مسرعا متجها إلى وجهة معينة ستساعده في معرفة مكانها فورا بكل سهولة.
داخل أسوار المستشفى خرجت فريال من غرفتها بعدما سمح لها الطبيب بالمغادرة والعودة لمنزلها كانت تسير متكئة على جلال الذي يسندها ويحتويها بذراعيه أصرت على الذهاب بحضانة الأطفال لترى ابنتها قبل رحيلها فلن تغادر المستشفى دون أن تراها بعينها وتطمئن عليها هي منذ أن ولدتها لم تراها سوى مرة واحدة وهذه ستكون الثانية قد حرمت من ضمھا لصدرها وشم رائحتها وقلبها ېنزف دما حزنا وخوفا عليها.
وافق جلال ولم يرد طلبها وساروا باتجاه الحضانة ليطمئنوا على طفلتهم توقفوا أمام الزجاج الذي يظهر الأطفال في افرشتهم الصغيرة من الداخل راحت عينها تجوب بين الاطفال بحثا عن صغيرتها حتى أشار لها جلال بعين دامعة على فراش صغيرتهم التي لا تظهر منه بوضوح وقال لها مبتسما
_أهي حبيبتنا!
أدمعت عين فريال فور رؤيتها لها وسماعها لجلال وهو يناديها بحبيبتهم تغزلا بها بعدما اتفقوا على تسميتها حبيبة وضعت ها على الزجاج الذي يفصل بينها وبين ابنتها ويمنعها من لمسها وضمھا لصدرها واجشهت بالبكاء الشديد فلف جلال ذراعيه حول كتفيها وضمھا لحضنه وهو يمسح على ذراعها وظهرها بحنو ويهمس لها في ثبات يليق بصوته الرجولي
_هتبقى زينة بإذن الله وهتطلع وتاخديها في حضنك لغاية ما تشبعي منها يافريال
هتفت بصوت يرتجف من فرط البكاء
_خايفة عليها قوي ياچلال ومتوحشاها نفسي اضمها واشبع منها أنا مشوفتهاش غير مرة واحدة قلبي بيتقطع عليها
ابتسم لها