السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وقال بعطف وحب ليبث الطمأنينة في صدرها
_هتضميها وتشبعي منها لغاية ما تزهقي منها كمان بس أنتي خلي عندك ثقة في ربنا وان شاء الله هو هيشفيها
رفعت يديها للسماء وهو تدعي ربها بقلب أم صادق وحب نقي ودموعها تنهمر فوق وجنتيها غزيرة بينما جلال فهمس لها بجدية بسيطة
_يلا عاد عشان أمك مستنيانا برا وكمان العيال مستنينك في البيت هما كمان اشتاقولك
ابتسمت عندما ذكر بأولادها وحبيبيها الصغيرين ثم هزت رأسها له بالموافقة والقت نظرة على ابنتها وهي تسأله باهتمام
_أنا هاچي بكرا تاني عشان اطمن عليها واشوفها
رد جلال بالرفض في لطف وهو يمسح عن وجنتيها دموعها
_لا ياحبيبتي أنتي متچيش لساتك مينفعش لساتك تعبانة أنا ما يوم هاچي اطمن عليها واشوفها وكمان اشوف لو محتاچين أي حاچة في الحضانة لبن أو حفاضات أو غيره وهچيبه وهطمنك كل يوم 
بدت على فريال علامات الرفض وهي تهز رأسها له بالنفي وعادت تبكي من جديد فتنهد جلال الصعداء بقلة حيلة وقال بحزم بسيط
_فريال!!.. مينفعش تطلعي كل يوم هتتعبي وغلط عليكي وعلى صحتك وانتي لساتك نفسة وانتي عارفة ده كويس متصعبهاش عليا عاد أبوس يدك ياحبيبتي أنا خاېف عليكي وعايزك بخير وتفضلي چاري وچار ولادك
ظهر اليأس على ملامحها وتطرقت رأسها باستساام دون أن ترد بأي عبارة تظهر رفضها بينما هو فابتسم وانحنى على رأسها يقبلها بغرام ويهمس في صوت مبحوح
_ربنا يحفظكم ليا يارب ويشفي حبيبتنا وترچع لحضننا
رددت خلفه أمين من صميم قلبها ثم اتكأت على ذراعه تستند عليه وسارت معه باتجاه الخارج قبل أن تلقي نظرة أخيرة على طفلتها تودعها.

داخل منزل خليل صفوان كان علي يجلس مع حمزة جده في غرفة الجلوس الكبيرة يتحدثون عن العمل ومشاكل متعددة قطع حديثهم طرق الباب الرقيق ثم دخول غزل وهي تحمل بين يديها صينية فوقها كأس شاي وترتدي فستان طويل لآخر قدميها وبأكمام طويلة وتترك الحرية لشعرها الناعم يستدل على ظهرها وكتفيها بانسابية كان علي أول مرة يراها ترتدي ملابس محتشمة وجميلة هكذا جعلتها كالأميرة المتوجة فعلقت نظراته عليها وهو يبتسم لا إراديا لغندورته متأملا جمالها الملفت حتى وصلت لهم وانحنت أمام جدها تضع كأس الشاي على المنضدة الصغيرة أمامه متمتمة في رقة وابتسامة ناعمة
_الشاي اللي طلبته باجدو اتفضل
ابتسم لها حمزة بحنو وقال متغزلا في حبه لحفيدته
_تسلم يدك ياحبيبة چدو 
كان علي يتابع الحديث الجاري بينهم وهو مازال محتفظ بابتسامته وعينيه لا تحيد عنها حتى قرر أن يعبث معها قليلا وكأن شجارتهم المستمرة مع بعض أصبحت كالدم تجري في عروقه بل ويستمتع بها ولا تزعجه فقال لها بلؤم وهو يرفع حاجبيه
_هو چدو بس اللي ليه نفس يشرب الشاي يعني!! 
لوت فمها مغلوبة منه بعدما فهمت مقصده ومحاولاته لإشعال فتيل النيران بينهم ككل مرة لكنها ردت عليه بكل برود لتثبت له أن هذه المرة لن تستطيع ازعاجي أيها المزعج 
_أنا مكنتش اعرف أنك موجود وأنت مطلبتش مني
فهم ما تحاول إثباته له فضحك بخفة وقال بوقار وشموخ
_مش لازم اطلب منك ده من الزوق والأدب إهنه أن الشاي يتعمل لكل اللي قاعدين في مجلس الرچال مش اللي يطلب بس
شعر حمزة بأن بشائر شجار وجدال بين تحفه سينشب كعادتهم مع بعض فقال ل علي بنظرة حادة وصوت رجولي مهيب
_علي مش وقته الكلام ده دلوك ورانا كلام أهم چرا إيه!!
أجابت غزل على جدها ببرود رغم أن نظراتها ل علي كانت ڼارية تظهر عيدها الحقيقي الذي تحاول إخفائها حتى لا تخسر أمام ذلك الشيطان
_عادي ياجدو أنا متعودة عليه هو دايما كدا بيحب يضايقني في كل فرصة يلاقيها قصاده
وكأنه دلو من الثلج مسكوب على علي لا يجعله يشعر بأي ڠصب أو احتراق من الداخل بل يضحك بكل استفزاز ومتعة في عينيه وهو يجيبها في النهاية بالعبارة التي وضعت نقطة النهاية لحربهم الباردة
_لا مسمهاش بحب اضايقك اسمها بحب اناكفك وانكشك
التفتت غزل لجدها الذي كان ينظر ل علي ويرفع حاجبه مبتسما بدهشة من رده عندما الټفت تجاه غزل ورآها تتطلع فيه باستفهام تريده أن يشرح لها مقصده فضحك حمزة ومسح على يده بلطف متمتما
_روحي يابتي روحي ملكيش صالح بيه ربنا يصلح حاله روحي شوفي مصالحك يلا 
أطلقت عزل تأففا قوي غيظا من علي والقت عليه نظر متوعدة وشرسة فقابلته بأخرى متلذذة وباردة منه بتشتغل نيرانها أكثر وتندفع لخارج الغرفة مسرعة فتتركه يضحك عليها مستمتعا بينما حمزة فظل يراقب حفيده بنظرة ماكرة رافعا حاجبه ثم التقط كأس الشاي وقربه من فمه يرتشف منه وعندما أبعده عن فمه سأله برجولية ونظرة ثاقبة
_بصلي إهنه ياولد منصور أنت إيه حكايتك بالظبط مع بت عمتك!!
الټفت علي برأسه تجاه جده وتنحنح بإحراج وتأدب ليجيبه مبتسما ببلاهة
_حكايتي كيف يعني!!.. مفيش حاچة ياچدي 
رفع حمزة عصاه وضربه بها في ذراعه برفق هاتفا وهو يضحك بدهاء يليق به
_هو أنت شايفني أعمى قصادك ولا عبيط يا واد مش فاهم حركاتك ولا نظراتك
تنحنح علي ثانية بإحراج أشد بعدما أدرك أنه انكشف أمره أمام جده وهذه المرة التزم الصمت ولم يجد ما يناسب من الرد ليجيب على كلام جده الذي تابع وهو يغمز لها مازحا إياه وبحب
_لو عچباك قولي.. قول لچدك.. ياچدي أنا عچباني بت عمتي وعاوزها.. وأنا اخطبهالك طوالي.. لكن شغل النظرات والابتسامات والكلام ده ميصحش.. الرچالة صح تقف وتقول طوالي من غير لف ودوران أنا رايد فلانة
اتسعت عيني علي پصدمة من تصريح جده الحقيقي له وهو يعطيه الإنذار الأخضر للانطلاق إذا أراد خطبتها بالفعل فردد خلف جده كلمته مجددا ليتأكد من صدق كلامه
_تخطبهالي!!!
حمزة بتأكيد وجدية تامة
_أيوة بس أنت عاوزها ولا لا الأول ولا كل اللي بتعمله ده ت.....
قاطعه علي فور بنبرة رجولية بعدما فهم ما سيقوله جده وقال بغلظة وصلابة
_لا طبعا أنت عارف ياچدي أنا مش إكده واصل بس استغربت لما لقيتك بتقول أنك موافق ومستعد تخطبهالي لو رايدها
طال حمزة النظر في حفيده بصمت بين علي فسرح للحظة وهو يتخيل أنها أصبحت زوجته حقا فظهر شبح ابتسامته الصغيرة على ثغره وسرعان ما اختفت عندما تذكر شيء وفورا قاله لجده وهو يسأله بضيق
_تفتكر هي هتوافق أصلا!!.. دي مش بطيقني ياچدي
انحنى عليه حمزة ورتب على كتفه بحنان أبوي وقال مبتسما بلهجة حازمة
_ملكش صالح بالباقي أنت عليك تشاور وأنا هظبط الباقي بت عمتك ملهاش حد كيف المقطوعة من شجرة من وقت مۏت أمها وأنا كنت خاېف عليها لما ترچع لأبوها تتچوز واحد ميصونهاش ولا يراعيها دي هي الأمانة الوحيدة اللي فاضلة ليا من بتي وأنا متأكد دلوك أن مفيش حد هيصون الأمانة كيفك أنا مربيك على يدي وعارف زين أنك هتحافظ عليها ياولدي
ابتسم علي بعذوبة وتمتم في صوت رجولي قوي
_أن شاء الله ياچدي متقلقش المهم بس هي توافق أصلا 
هز حمزة رأسه بثقة وقال مبتسما بخبث
_هتوافق

بمنزل ابراهيم الصاوي.......
وصل عمران بسيارته أمام منزل والده بعدما اوصل زوجته لمنزلها اليوم يدخل منزل والده اول مرة منذ غياب يومين عنه بعد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات