رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندي محمود
شجاره الأخير مع أمه خرج من سيارته وقاد خطواته تجاه ثم فتح بمفتاحه الخاص ودخل.
احسن الحظ أنه لم يجد أحد بالصالة في هذا الوقت فتحرك فورا تجاه الدرج يقصد غرفته بالاعلى ليأخذ ملابسه ويغادر قبل أن تلمحه أمه هو من فرط غضبه منها لا يريد رؤيتها حتى وصل لغرفته وفتح الباب ودخل لكن إخلاص قد رأته وهو يدخل فهي أيضا عادت من المستشفى قبل قليل بعدما أصرت فريال أن تذهب لمنزل زوجها وتبقى بجوار أولادها وزوجها.
_بتلم هدومك ورايح وين ياعمران.. أنت مش هتهملني
_چرا إيه ياما هو أنا عيل صغير ولا إيه.. بعدي عني ملكيش صالح بيا
هم بأن يكمل جمع ملابسها فاوقفته ثانية تمنعه من إكمال عمله وهي تحتضن ذراعه وتتوسله باكية
_ياولدي حرام عليك اللي بتعمله فيا ده أنا مليش غيرك بعد أبوك هتهملني لمين سامحني أبوس يدك واوعدك هشيل مرتك فوق راسي والله بس تفضل چاري
_مرتي وولدي هيقعدوا في بيتهم وأنا هكون معاهم من إهنه ورايح راحتهم اهم حاچة عندي وراحة آسيا مستحيل تكون في بيت أبوي إهنه كفاية أني بحاول دلوك اصلح علاقتنا وانقذ چوازنا وبيتي اللي أنتي كنت السبب في خرابه ياما
اڼهارت إخلاص باكية وراحت تبرر له أفعالها بندم متمتمة
عمران بلهجة ساخرة واستياء مرعب
_وولدي كنتي شايفة أنه لما ېموت أنا هبقى مبسوط برضوا!!!
أطرقت رأسها أرضا بأسف لا تعرف بماذا تجيب أو تبرر فعلتها المعترفة بذنبها فيها اجهشت في البكاء ورفعت نظرها له تقول برجاء وأسف
_حقك عليا ياولدي غلطت وندمانة والله سامحني ومتعاقبنيش بفراقك عني
_بعدي ياما عني خليني اخلص واروح اشوف شغلي سبق وقولتلك اللي عملتيه ملوش غفران عندي
قالها وهو يعلم جيدا أنه حتما سيسامحها حتى لو بعد عشر سنوات لكنه يقولها فقط ليشعرها بفداحة ذنبها أكثر علها تتغير للأفضل والله يصلح حالها ويهديها بينما هي فاڼهارت باكية وجلست على فراشه وأخذت تراقبه بعيناها الدامعة حتى انتهى واغلق حقيبته وانزلها على الأرض ليحملها فاستقام هي واقفة وهرولت إليه وعانقته بحرارة أمومية لتروى عطش روحها لابنها الحبيب لم يبعدها عنه ولم يضمها حتى لا يوهمها أنه لان لها تركها تحتضنه وتعانقه وهي تقبل رأسه ورقبته وتردد بصدق
ابتعدت عن أحضانه ونظرت لوجهه وهي تحتضنه بين بها وتهز رأسها له تحيه على الرد عليها وتأكيده أنه سيأتي لها ويطمئن على أحوالها ابعد هو يديها عن وجهه وانزلها ثم أجاب بقوة دون أن يعطيها الجواب الذي تريده
_سلام ياما
تركها تتعذب مقهورة على خسارتها لابنها وانصرف قابل بلال أثناء مغادرته للمنزل عندما رأى بلال الحقيبة في يد أخيه ابتسم بحب ورتب على كتفه مهنئا إياه
_مبرووك يا أبو سليم على البيت الچديد
ضمھ عمران إليه بحب أخوي وهو يضحك ثم همس عمران في أذن بلال بجدية واهتمام
_بلال مش هوصيك على أمي خد بالك منها ولو حصل أي حاچة اتصل بيا وبلغني
هز بلال رأسه بالموافقة وتمتم في صوت رجولي ساحر كلها دفء
_متقلقش عليها دي كيف أمي المشكلة الوحيدة أن أنت هتهملني وحدي بينهم هما الاتنين وأنا مش حملهم
ضحك عمران وقال غامزا له بمرح
_ما أنت خلاص كلها اسبوع وتدخل عش الزوچية وتهملهم كمان
هز رأسه بلال ضاحكا مؤيدا كلامه بينما عمران فحمل حقيبته وودع أخيه ثم غادر المنزل ليستقل بسيارته وينطلق بها متجها لمنزله أولا ومن ثم سيذهب لاستئناف عمله....
بتمام الساعة الحادية عشر مساءا من ذلك اليوم.....
كان عمران يجلس بغرفته في منزله الجديد متسطح على فراشه يحاول النوم منذ أكثر من نصف ساعة لكن وحشته كانت أشد وأصعب عليه كان يستوحش زوجته وابنه ولا يطيق البقاء بمفرده ومن المفترض أن يكون هذا منزلهم الجديد الذي ستشاركه فيه زوجته وتؤنسه في وحدته لكن تلك العنيد ترفض الاستسلام.
ظل يتكامل في فراشه يمينا ويسارا يحاول بكل الطرق لينام ولكن هيهات فقد عزمت الليلة على ألا تفارق عقله ولا تدعه يذق للنوم طعم ألا يكفيها عقابها له بهجره والآن تريد حرمانه من النوم والراحة في الليل كالبشر.
كلما يغلق عينيه في الفراش يتخيلها أمامه وكلما يفتحها ويسقط نظره على جانب الفراش الفراغ يراها متسطحة به بجانبه تلك الساحرة هل أقامت طقوس سحرها عليه وجعلته يهلوس بها وهو مستيقظ أم هذا فقط من فرط شوقه وعشقه لها رفع يده يضعها على شعره ثم نزل من شعره لآخر وجهه ماسحا وهو يستغفر ربه ويتأفف بنفاذ صبر وإذا به يثب جالسا في فراشه وهو يفكر ونظراته مشټعلة من الغيظ والوعيد قد لاحت بشائر في نظراته الرجولية وقد عزم النية على أن الليلة ستكون تلك العنيد في فراشه حتى وأن كان رغما عنها يكفيه عڈاب.. إلى متى ستظل تمارس عليه هذه القسۏة.. هو يتحرق شوقا لها ولا يطيق فراقها وهي رأسها كرأس الماعز العنيد لا تتهاون.
تحدث بينه وبين نفسه في عقله مغتاظا ومتوعدا لها الليلة ستكونين بمنزل زوجك أيتها الماعز العنيد شئت أم ابيتي مد يده والتقط هاتفه ليجري اتصال بها فأجابته هي بعد وقت قصير لتسمع صوته الغليظ يدخل في جوف الموضوع فورا
_أنا چاي أخدك ناوية ترچعي معايا برضاكي ولا ڠصب عنك يابت خليل!!
ضيقت آسيا عيناها لعدم فهم ودهشة من كلماته ثم قالت بشراسة معتادة عليها
_كيف يعني چاي تاخدني أنا مقولتش أني هرچعلك وبعدين إيه ڠصب عني وبت خليل دي من مېتا بتقولي بت خليل طب مش راچعة ياعمران ووريني عاد هتعمل إيه
عمران بصوت محتقن من فرط الغيظ ونبرة رجولية مخيفة كلها وعيد
_طبب جهزي روحك عاد عشان اوريكي هعمل إيه!
ولم يمهلها الفرصة لتجيبه حيث انهي الاتصال وتركها تحدق في شاشة الهاتف بذهول لا تصدقه ولا تستوعب ما حدث للتو وقاله تسارعت نبضات قلبها خوفا من وعيده لها وهي تعلم أنه أذا وعد لابد إن يفي به ويبدو أنها حقا ستعود معه رغما عن أنفها فقد أصدر مرسومه الذي لا رجعة فيه.
بمكان آخر داخل منزل بلال وحور بينما كانت تقف حور بجواره يتفقون على بعض الأشياء في منزلهم ويتشاورون فقالت وهي تشير على غرفة حوائط غرفة بعد دخولها المطلية بلون أبيض اوف