الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج _ 
_الفصل التاسع عشر _
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة غزل.......
فتحت الباب لجدها وعلى وجهها ابتسامة عريضة تشق طريقها إلى أذنها والاضطراب واضح عليها لكنه لم ينتبه وبادلها الابتسامة الدافئة ثم دخل وهو بربت فوق كتفها بلطف متمتما
_عاملة إيه ياغالية 

ردت مبتسمة وعينها عالقة على باب الحمام
_كويسة ياجدو
جلست حمزة على طرف الفراش وأشار لها أن تجلس بجواره ففعلت دون تردد ونظرت له بكل اهتمام لتسمعه فسألها هو باهتمام
_أبوكي بيكلمك 
هزت رأسها له بالإيجاب وقالت في عبوس
_أه كل يوم أنا بس اللي مش حابة ارجع تاني هناك ياجدو
حمزة برزانة وابتسامة دافئة
_يعني أنتي هتقاطعي أبوكي يابتي عشان اتچوز ده حقه هو رباكي وكبرك لغاية ما بقيتي عروسة وأمك الله يحرمها ماټت وانتي صغيرة يعني الراچل مغلطش في حاجة لما حب يتچوز دلوك ويقضي اللي باقيله من حياته مع واحدة تخدمه وتراعيه وتسعده 
اطرقت رأسها أرضا بأسى وقالت في رفض قاطع
_أنا عارفة الكلام ده بس أنا مش هقدر اعيش معاهم ومع الست دي في بيت واحد مقدرش أتقبل فكرة أن في واحدة تاني ممكن تاخد مكان ماما في البيت
لوى فمه بإشفاق ومسح على شعرها بحنو ثم انحنى عليها وقبلها من شعرها برقة هاتفا
_براختك يابتي بيت چدك إهنه مفتوح ليكي طول الوقت ولو عاوزة تفضلي معانا إهنه وتطلعي كمان من عندينا بالفستان الأبيض ده يبقى ياهنايا وسعدي يمكن أنتي متعرفيش بس أنا مفرحتش بعيال ولادي غير چلال وهتبقى أنتي أول فرحة من البنات ومفضلش غير علي  
سكت لثانية ثم قال بنبرة رجولية جادة
_على سيرة علي قوليلي هو لساته بيضايقك ولا لا 
تنحنحت بارتباك بسيط وعيناها سرحت للحظة على الحمام ثم قالت لجدها بنعومة
_هو ميقدرش يضايقني ياجدو انا مش بسمحله بس هو لسا زي ما هو بيحاول يفرض رأيه عليا 
قالت عبارتها الأخيرة متعمدة بصوت مرتفع لتصل لأذنه بينما حمزة فقهقه ورد عليها
_لا هو مش بيفرض رأيه عليكي هو خاېف عليكي كيفنا كلنا إهنه وعشان إكده بنبه عليكي تلبسي لبس حشم وزين
غزل بغيظ
_طب ما أنتي كمان خاېف عليا ياجدو بس مش بتكلمني زيه.. ده متسلط مش خاېف عليا
ارتفع صوت ضحكات حمزة أكثر على عكس علي الذي كان يشتعل داخل الحمام ويتوعد لها أجاب حمزة بحكمة
_معلش عادي اعذريه هو غشيم شوية يابتي وأنا هتكلم معاه واشدلك ودناه متقلقيش ولو أنا أنا فاهم زين هو بيعمل إكده ليه بس خلينا معاه للآخر لما نشوف اخرتها معاه وهيوصل لفين
استقام واقفا وهو يقول لها بحب
_عاوزة حاچة مني يابت الغالية 
غزل برقة
_لا ياجدو عايزة سلامتك 
مر حمزة بقرب المنضدة ودون أن ينتبه اصطدم طرف عبائته بكأس العصير الذي كان فوقها فمال وسقط فوق ملابسه وتطلخت عبائته كلها بالعصير فشهقت غزل بفزع بيننا حمزة فابتسم بهدوء وقال
_حصل خير حصل خير اغسلها بس في الحمام قبل ما تتبهدل اكتر 
استدار وكان ينوي الذهاب للحمام فاتسعت عينيه پصدمة وتسارعت نبضات قلبها فركضت بسرعة خلف جدها واعارضت طريقه هاتفة
_لا ياجدو مش هينفع تدخل الحمام عندي
ضيق حمزة عينيه باستغراب هاتفا
_ليه في إيه الحمام!
ارتبكت وتلعثمت وهي تحاول إيجاد حجة لتنقذ نفسها فقالت فورا بابتسامة بلهاء
_أصل اااا... الحمام لقيت فيه حشرات ورشيته بالمبيد الحشري ولسا الريحة موجودة حتى أنا قفلاه ومش بډخله والريحة قوية ممكن نفسك يتعب لو دخلت
هتف بحيرة وتعجب
_حشرات إيه دي احنا معندناش حشرات بتدخل البيت
غزل بتوتر ملحوظ
_معرفش بقى ياجدو أنا كذا مرة الاقي صورصار وقررت أني أرش المرة دي مبيد عشان ميظهرش تاني
ضحك حمزة عليها وعلى رقتها فمسح على شعره بحنو وقال مبتسما
_ماشي ياحبيبتي أنا هروح اوضتي واغير خلجاتي دي وارتاح
ردت غزل بابتسامة عريضة وهي تراه يستدير ويتجه نحو باب الغرفة
_تصبح على خير ياجدو
فور مغادرته أطلقت زفيرا حارا بارتياح وباللحظة التالية فورا سمعت صوت باب الحمام ينفتح ويخرج علي منه وهو شائط والنيران الملتهبة داخله تظهر في لون عينيه الحمراء وهو يردد لها ما قالته بتهكم
_الحمام في صراصير صح!! 
كتمت ضحكتها بصعوبة على منظره وحافظت على ثباتها بينما هو فاندفع نحوها ثائرا وكانت هي تركض بسرعة بعيدا عنه وتحذره ضاحكة بغيظ
_علي لو قربت مني والله هصرخ واڤضحك 
لم يكترث لها ظنا منه أنها تلقي بتهديدات فارغة لن تستطيع تنفيذها لكن فور إمساكه بها كانت ستطلق صړخة عالية لولا كف يده الذي كتم على فمها وهو يقول برجولية
_اكتمي حسك ده فاهمة ولا لا 
رمقته بعين متمردة ومتحدية ثم غرزت أسنانها في باطن يده فتأوه وأبعدها عن فمها فورا لتقول هي متشفية به
_لا مش فاهمة واطلع يلا من اوضتي مش كفاية اللي حصل ولا حابب المرة دي تتكشف وحد يشوفك وأنت عندي في الأوضة
ارتخت عضلات وجهه واختفى الڠضب فجأة من على ملامحها ليحل محله العبث والخبث وهو يغمز لها
_لو أنتي حابة أنا معنديش مشكلة بس چهزي روحك عشان لو ده حصل الليلة ممكن تلاقيني كتبت عليكي ووقتها ڠصب عنك هتنقذي كلامي ومش هتقوليلي بصفتك إيه بتديني اوامر وعاوز تفرض رأيك عليا لأني هبقى چوزك
اتسع بؤبؤي عينيها بذهول فور كلمته الأخيرة وارتبكت بشدة حتى أن اللون الأحمر غزا وجنتيها فضړبته بغيظ على صدره وهي تصيح به
_اطلع برا يا علي حالا .. get out of my room
ظهر شبح ابتسامته المتلذذة على ثغره وظل مكانه دون حركة يتمعنها ببرود واستمتاع حتى بدأت هي تدفعه بقوة في عصبية
_اطلع برا بقولك 
كان يتحرك بفعل دفعاتها له وهو يمنع ضحكاته من الانطلاق بقوة لكنه توقف عند الباب وقال وهو يغمز بلؤم ويردد متعمدا إخراجها وإثارة چنونها
_افتحي الباب وامني الدنيا قبل ما اطلع احسن حد يشوفني وأنا طالع من عندك وبعدين اضطر اتچوزك 
صرت على أسنانها بنظرات ملتهبة ثم اندفعت نحوه الباب وفتحته بعصبية ثم راحت تنظر يمينا ويسارا في الردهة حولها لتتأكد من عدم وجود أحد ثم دخلت ونظرت له بنظرة ڼارية تشير له بأن يرحل لكنه كان ينظر لها بكل استفزاز وهو يضحك ويملي عليها أوامره مجددا
_غيري اللي لبساه ده ومتطلعيش بيه تاني احسن أنتي حرة ياغزل
انتظرت خروجه وقالت له بسخط وعناد قبل أن تصفع الباب في وجهه
_إيه رأيك بقى المرة الجاية هطلع بمايوه ووريني هتعمل إيه! 
لوى فمه مغتاظا منها وقال بلهجة رجولية متوعدا لها
_هعمل إيه!!.. هكتب عليكي عشان وقتها اعرف اربيكي على حق
بينما هي في الداخل فاستندت بظهرها على الباب محاولة التحكم بانفاسها المتسارعة وهي تهتف بحنق وخجل
_منحرف
لكن لحظات معدودة وهي تتذكر كلامه وضحكاته وحتى محاولاته المستفزة لإثارة خجلها وچنونها ووجدت البتسمة تحتل مركزها على ثغرها دون وعي منها لكن سرعان ما رسمت الحدة مجددا على ملامحها وقالت لنفسها
_جرالك ايه ياغزل فوقي 

بعد مرور ساعتين كانت غزل بالصالة عندما سمعت صوت رنين الباب فايتقامت واقفة واتجهت لتفتح ووجدت أمامها آسيا استقبلتها بحقائبها الممتلئة وسط علامات استفهام وتعجب على معالم وجهها بينما آسيا فكانت جامدة ومتبلدة المشاعر بشكل مريب ولا تتحدث ببنت شفة فقالت لها غزل بحيرة
_ازيك يا آسيا

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات