رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود
أن لديها أهل تستطيع الاحتماء بهم واللجوء إليهم بينما هو فكان سينفجر كالبركان من فرط غضبه أنها ترفض العودة معه أمام الكل وتخبره بكل وضوح أنها لا تريده فصاح بها منفعلا وهو يهم بالاندفاع نحوها ليجذبها معه عنوة
_أنا قولتلك روحي هاتي شنطك عشان نمشي سمعتيني ولا لا
اعترض علي طريقه وقال له بصلابة وڠضب
_قالتلك مش عاوزة ترچع ياعمران خلاص عاد مش بالڠصب هو
_هو أنت هتقولي اعمل إيه ومعملش إيه مع مرتي ولا هاخد الأذن منك
كانت ستتدخل آسيا فورا خوفا من أن ينشب شجار عڼيف بينهم بالأخص وهي تعرف طباع زوجها جيدا في مثل هذه المواقف لكن انقذ الموقف وصول جلال فقد اتصلت به جليلة فور وصول آسيا وطلبت منه المجيء وعندما رأى عمران و علي متأهبين للشجار اندفع نحوهم بسرعة وباعد بينهم پغضب وهو يوجه حديثه لعمران
ابتسمت من رد أخيها عليه واقتربت من عمران ثم وقفت بجواره وهمست له بعيدا عن آذان الجميع
_شوفت أنا مليش ضهر ولا سند غيرك كيف وعشان إكده مش هقدر ابعد عنك
فهم أن كلماته السامة تؤلمها بشدة وكل ما تفعله بسبب ڠضبها منه ورغبتها في إيلامه مثلما فعل بها فنقل نظره بين رجال عائلتها الثلاثة ورأى الثبات على ملامحهم ورفضهم القاطع لإعادة ابنتهم له ما دامت ترفض العودة فأدرك أن لا فائدة من العناد واستخدام العڼف والقوة وأنه لن يكون في صالحه وقرر التأني والتريث حتى تهدأ الامواج الهائجة وتعود الأمور على حالها.
_ماشي يا آسيا هسيبك إهنه يومين لغاية ما تهدي وبعد إكده ارچع اخدك ونتكلم براحتنا
نظرت في عينيه الثاقبة پغضب وقالت بقوة تليق بأنثى متجبرة مثلها
_أنا عاوزة أطلق ياعمران
اتسعت عينيه بدهشة ورمقها بنظرة مرعبة لكنه فضل الصمت وعدم الرد عليها حتى لا يفقد أعصابه وتجاهل عبارتها تماما حيث نظر لجلال وقال له باستياء
سار جلال خلفه ووقفوا خارج المنزل كله بعدما غادر عمران الذي وقف أمام جلال وقال بعصبية شديدة وهو يحاول البقاء هادئا
_اللي بتقوله ده مش هيحصل ياچلال إلا على چثتي وفهمها أني هسيبها يومين بس لغاية ما تعقل وتهدي وهرچع اخدها ووقتها محدش هيقدر يمنعني
ولم يمهل جلال الفرصة ليجيب عليه حيث استدار واندفع مبتعدا عنه بخطواته الثائرة ليظل جلال مكانه يراقبه بنظراته وهو يزفر بحنق لولا معرفته أنهم يعشقون بعض لكان أنهى ذلك الزواج منذ وقت طويل.
وقف جلال أمام غرفة شقيقته ورفع يده يطرق عدة طرقات خفيفة حتى سمع صوتها من الداخل تسمح للطارق بالدخول ففتح الباب ببطء ودخل ثم اغلق الباب خلفه واقترب نحوها بخطواته الواثقة ليجلس بجوارها على الفراش ويحدق في وجهها بتدقيق وحزم بسيط وكانت هي تتفادى النظر إليه وتميل بوجهها للجهة الأخرى فسألها باهتمام
_إيه اللي حصل يا آسيا
_محصلش حاچة يا چلال عمران طبعه صعب وأنا معدتش متحملة اعيش معاه تاني ولا اعيش في البيت ده مع أمه
جلال بعدم اقتناع
_محصلش حاچة كيف يعني!!.. هو طبعه الصعب ده سبب أنك تطلبي الطلاق!!
آماءت رأسها بإيجاب بينما جلال فمسح على وجهه متأففا وقال في جدية وقلق
_آسيا هو بيرفع يده عليكي ولا بيأذيكي
هزت رأسها بالنفي فورا وقالت بسرعة مدافعة عنه بعدما اندهشت من سؤال أخيها المفاجئ وغير المتوقع
_إيه اللي بتقوله ده ياچلال لا طبعا عمره ما عملها
زفر بنفاذ صبر وقال في حدة
_طب امال عاد في إيه يابت أبوي!!
أبت الأجابة وفضلت الصمت بينما جلال فتنهد الصعداء بقلة حيلة وقال في صوت رخيم
_اسمعي يابت أبوي أنا عارف أن الچوازة دي أنتي اتچبرتي عليها واحنا غلطنا وظلمناكي ورغم كرهي لعيلة الصاوي كلها بس مقدرش أنكر أن فيهم صالحين ومن ضمنهم عمران حتى لو في مشاكل بينا وأنا وهو مش بنطيق بعض وسيبك ده من كله وركزي على الأهم هو أني متأكد أنك بتحبيه وهو بيحبك وانتي شوفتي بنفسك اللي وصلنا ليه أنا وفريال بسبب عنادنا وأننا ندمنا بعد إكده
اخذ نفس عميق ثم تابع بجدية ونظرة ثاقبة
_يعني اللي عاوز اقولهولك متتسرعيش في قرارك وفكري زين الأول عشان متندميش بعد إكده متخليش البداية تبقى غلطة ندمانة عليها والنهاية كمان
تشربت كلامه في عقلها جيدا وأخذت تفكر فيه بحكمة لكن مازال الجانب الآخر في عقلها يرفض العفو والغفران ويصر على قراره حتى لو كانت نهايته ندم لكن على الأقل ستحفظ ما تبقى من كرامتها.
استقام جلال واقفا بعدما أنهى كلامه وانحنى عليها بقلم شعرها بقبلة أخوية دافئة ويهمس
_تصبحي على خير ياغالية وفكري في كلامي زين
هزت رأسها له بالإيجاب مبتسمة بحب وامتنان وتمتمت
_وأنت من أهله ياحبيبي
استدار وسار باتجاه باب الغرفة ليفتحه ويرحل لتبقى هي وحيدة في الغرفة مجددا وحبيسة أفكارها ومشاعرها
المتضاربة.
بصباح اليوم التالي........
داخل منزل مروان تحديدا بغرفة خلود كانت تجلس على الأرض فوق سجادة الصلاة بعدما انتهت من صلاتها وترفع يدها للسماء تدعو ربها أن يغفر لها ذنوبها ويسامحها ودموعها تملأ وجهها وسط دعائها ومناجتها لربها لم يقطع خلوتها مع ربها سوى صوت رنين هاتفها تجاهلته في المرة الأولى والثانية ولكن الثالثة قررت الرد بعدما تأكدت أن المتصل مروان ولا تريد أن تقلقه.
فور إجابتها على الهاتف ب الو سمعت صوته الحازم وهو يعاتبها
_إيه ياخلود ليه مش بتردي كل ده!
ابتسمت برقة وتمتمت معتذرة منه
_معلش يامروان كنت بصلي
كلما يسمع اسمه من بين شفتيها يرفرف قلبه كالطير الحر في السماء ويلوح شبح ابتسامة غريبة على ثغره وصوت في أعماقه يود لو أن يخبرها بأن تعيد اسمه على مسامعه مرة أخرى بصوتها كل تلك المشاعر كانت كالضيف الدخيل على قلبه لا يعرف متى ولا كيف زارته لكن يبدو أن الضيف بدأ يتخذ مسكنه بداخله!!.
رد مروان مبتسما بحنو
_ربنا يتقبل لو خلصتي صلاة البسي هدومك وانزلي انا مستنيكي تحت قدام العمارة بالعربية
ضيقت عيناها باستغراب وسألته في قلق
_ليه في حاچة حصلت ولا إيه!!
ضحك بخفة وقال بالنفي
_لا مفيش اطمني البسي بس وانزليلي يلا
لم تعترض وتسأل الكثير من الأسئلة واكتفت بإجابة مطيعة تمتثل لطلبه وبدأت فورا في ارتداء ملابسها وحجابها وغادرت المنزل وعندما وصلت عند مدخل البناية رأت سيارته بالفعل أمام البناية بالضبط فابتسمت بفرحة طفل يرى والده في نهاية اليوم بعد عودته من العمل لكن سرعان ما حاولت التحكم بتلك المشاعر وډفنها مبررة أنها مازالت متزوجة ولا يجوز أن يميل قلبها لرجل غريب لا تفكر بالعادات والتقاليد ولكنها تفكر بالحلال والحرام وعقاپ الله.
تحركت باتجاه سيارته وفتحت الباب ثم دخلت واستقلت بالمقعد المجاور له وعندما سقط نظرها على عينه رأت