السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ابتسامة جديدة ومميزة فبادلته بأخرى لطيفة وسألته باهتمام
_احنا رايحين وين 
أجابها ببساطة وهو ينطلق بالسيارة
_هنروح مكان حلو هيعجبك أنا بروح كل اسبوع هناك وحدي بس الاسبوع ده حبيت اخدك معايا
خلود بعبوس ويأس
_بس أنا مش عاوزة اطلع يامروان يعني حاسة أني مليش نفس لأي حاچة وكمان خاېفة سمير يشوفني 
الټفت لها ورمقها بنظرة دافئة وقال في صوت رخيم
_وأنا عشان كدا فكرت اخدك معايا عشان تغيري جو شوية وبعدين أنتي خاېفة من الحيوان ده ليه هو أنا مش معاكي حتى لو شافك مش هيقدر يعملك حاجة
رمقته بطرف عينيها في ابتسامة محبة ونظرة ممتنة ثم اشاحت بوجهها للجهة الأخرى تراقب الطريق من الزجاج وهي تبتسم معلنة عن استسلامها.
بعد مرور نصف ساعة تقريبا توقفت سيارته أمام ساحة كبيرة حولها اسوار مرتفعة وباب حديد نزلت من السيارة وسارت خلفه وهي لا تفهم أين هي فنادت عليه هاتفة
_مروان احنا فين 
الټفت لها وابتسم نفس الابتسامة التي رأتها بالسيارة ثم توقف وقال بصوت رجولي جميل
_ده اصطبل للخيل أنا في خيل مشتريه وسايبه هنا مؤقتا لغاية ما ادبرله مكان يعيش فيه معايا يعني لغاية ما اشتري ڤيلا وباجي كل اسبوع اطمن عليه واشوفه واقعد معاه ها حابة تدخلي ولا نرجع
هزت رأسها بالنفي وقالت مبتسمة بحماس
_لا تمام يلا ندخل أنا بحب الخيل قوي
سارت بجواره للداخل وهي تتلفت حولها تتفحص المكان بحماس طفولي حتى وصلوا لصاحب المكان الذي رحب بمروان ترحيب شديد ووجدت مروان يقدمها لذلك الرجل على أنها أحد أقاربه فابتسم لها الرجل ورحب بها ثم سأله مروان باهتمام وتلهف واضح
_أخبار أصيلة إيه 
رد عليه الرجل ضاحكا
_زي الفل تعباني معاها متغيبش عنها كتير يابشمهندس شكلك بتوحشها عشان كدا بتتعبنا
قهقه مروان ضاحكا بقوة بينما خلود فكانت تتابع حديثهم بعدم فهم وللحظة ظنت أن ذلك الاسم يعود لامرأة فعبس وجهها وانزعجت بعدما سمعت الرجل وهو يخبره أنها تشتاق لمروان وما زاد خنقها التفات مروان إليها وصوته وهو يقول
_تعالي اعرفك على أصيلة 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول الحفاظ على مظهرها الطبيعي وسارت خلفه باتجاه اسطبلات الخيول حتى توقفوا أمام واحد وكان بداخله خيل أبيض جميل ويوليهم ظهره فصاح مروان مناديا عليه
_أصيلة 
الټفت الخيل على أثر الصوت وفور رؤيته لصديقه العزيز اسرع نحوه وهو يطلق صهيله فرحا فأخذ مروان يمسح على رأسه وشعره وهو يضحك فهتفت خلود مندهشة
_هي دي أصيلة 
أجاب مروان مبتسما رافعا حاجبيه بمكر
_آه امال أنتي كنتي فكراها إيه
تنحنحت بإحراج وهتفت في صوت خاڤت ونظرات زائغة
_لا ولا حاچة
كان يفهم تماما الذي توقعته ولذلك كان يضحك عليها لكنه ودع خيله مؤقتا وابتعد عنه بعدما تمتم له ببعض الكلمات التي لم تسمعها ونظر لها هاتفا
_تعالي نقعد شوية لغاية ما عمي محمد يجهز أصيلة 
تحركت باتجاه أحد المقاعد وجلست على مقعد خشبي وهو على المقعد المجاور لها وبعد دقائق معدودة من الصمت قطعه صوت مروان وهو يسألها بجدية
_خلود إيه رأيك اخدك بكرا وتروحي تشوفي اهلك وتعرفيهم باللي حاصل معاكي 
تسارعت نبضات قلبها وارتجف جسدها ړعبا وقلقا فردت عليه بسرعة رافضة
_لا مش هقدر اروح
ضيق عينيه بحيرة ثم ثبت نظره عليها بعين ثاقبة كالصقر وسألها بترقب
_هو أنتي إيه اللي حصل بظبط بينك وبين اهلك يخليكي في ظرف زي ده تبقى خاېفة ما تروحيلهم وتلجأي ليهم
مالت بوجهها بعيدا عنه للجهة الأخرى ترفض الرد وعيناها امتلأت بعبرات القهر والندم حتى لو رغبت في إخباره بالحقيقة لن تستطيع.. تخشى خسارته هو أيضا أن عرف بذنبها الذي ارتكبته.
اخذ مروان نفسا عميقا عندما أدرك عدم رغبتها في الحديث وقال بتفهم ولين
_أنا مش هضغط عليكي ياخلود براحتك.. وقت ما تكوني حابة تتكلمي وتحكيلي أنا موجود ومټخافيش مهما كان إيه اللي هتقوليه أنا هفضل جمبك
قطع حديثهم صاحب المكان وهو ينده على مروان بعدما انتهى من تجهيز الخيل فاستقام واقفا واتجه له ليتركها غارقة في أحزانها وحسرتها وهي تراقبه بأسف وعينان عاجزة.

داخل منزل جلال تحديدا بغرفة نومهم خرج من الحمام بعدما أنهى استحمامه الصباحي فوجد فريال تقف أمام الخزانة وعلى الفراش حقيبة صغيرة جدا لا يمكنها احتواء أكثر من ثوبين قضيق عينيه بتعجب لكن تذكر حديثهم بالأمس وطلبه أن تذهب لمنزل والدها لمدة يومين حتى تستقر الأوضاع وتهدأ سألها بخفوت
_رايحة بيت أبوكي 
نظرت له پغضب ملحوظ وقالت في قوة
_أه رايحة بس مش هروح اخد يومين ولا أسبوع زي ما طلبت أنا رايحة اخد النهار بس وراچعة آخر اليوم
غضن حاجبيه باستغراب وعدم فهم ثم وجدها تندفع نحوه ثائرة وهي تقول بشراسة وانزعاج شديد
_صحيح أنا غلطت ومعترفة بغلطي واعتذرت منك وكان عندي استعداد اعمل أي حاچة عشان اخليك تسامحني بس مش ههمل بيتي ياچلال وعشان أنا محتاچة فعلا اهدى هروح النهاردة بس بيت أبوي وهرچع آخر النهار يعني أكون هديت شوية وريحتك من وشي اللي أنت مش عاوز تشوفه
جلال بدهشة وحدة وهو يشير بسبابته على صدره
_أنا قولت مش عاوز اشوف وشك يابت الناس!!!
صاحت به منفعلة
_وأنك تمشيني من البيت وتطردني ده مش معناه أنك مش عاوز تشوف وشي
جلال بنفاذ صبر وڠضب مماثل لها
_أنا ممشتكيش من البيت يافريال ده بيتك كل اللي قولته روحي اقعدي في بيت أبوكي كام يوم لغاية ما نهدى عشان المشكلة متكبرش بينا
كانت نظراتها مشټعلة وتنظر له بوعيد وسخط حقيقي وهي تقول
_وأنا مش همشي واسيب بيتي أنت عارف زين أني اللي عملته كان بسبب خۏفي عليك وصدقني لو سمحتلي الفرصة تاني أني أبلغ على عمك هبلغ عليه عشان احميك بس المرة دي عاد هخليك جاري طول اليوم عشان ميحلصش اللي حصل ده
ضحك رغما عنه على عباراتها الأخيرة وقال بصوت رجولي صارم
_وانتي مين فهمك أني واخد موقف منك وزعلان بسبب أني اتقبض عليا بسببك وخدتلي كام ساعة في الحجز أنا كل اللي معصبني أنك اتصرفتي من دماغك من غير ما ترجعيلي وبتغطرسيني وتكذبي عليا
فريال بعصبية وهي تستدير وتقوم خطواتها إلى الخزانة مجددا
_وأنا هريحك من وشي أهو كام ساعة واروح اقعد عند أمي 
لحق بها وقبض على ذراعها ليوقفها ويديرها إليه عنوة صائحا بغيظ
_أنتي كمان غلطانة وقوية
صړخت بحړقة وأسى حقيقي
_أنا اللي حارقني اللي أنت قلته امبارح وأنت بتمشيني من البيت رغم اني بحاول اصلح غلطتي واعتذر بس أنت منشف راسك وآخر المطاف تقولي هملي البيت وامشي سبق وقولتلك أن فريال القديمة معدتش موچودة أنت مش لما تقولي هملي بيتك وامشي أنا همشي طوالي لا أنا عارفة نفسي أني حتى لو غلطانة بس كنت بحاول احمي چوزي وعيالي
جذبت ذراعها من قبضته وحملت حقيبتها الصغيرة وصاحت منادية على أولادها
_معاذ.. عمار يلا بينا عشان نمشي 
سمعت صوته من خلفها وهو يقول برجولية
_استني هلبس واوصلكم
ردت عليه بجفاء وحنق
_لا شكرا روح أنت على شغلك أنا هروح وحدي معايا ولادي رچالة
لم يضغط عليها وتركها على راحتها ثم خرج خلفها وأشار لمعاذ الذي اقترب منه فورا وهو يقول
_نعم يابوي
همس له جلال بحزم
_خد بالك من أمك انت وأخوك ولو في أي حاچة اتصلوا بيا وبليل

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات