السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

أنتي جاية ب pages دي كلها وحدك 
اكتفت بهز رأسها لها بالإيجاب ثم وصل الجميع بما فيهم علي ولم تلبث جليلة لتفرح برؤية ابنتها حتى تسببت بأرضها متعجبة عندما رأت الحقائب معها فهتفت
_إيه الشنط دي يا آسيا! 
نقلت نظرها بين الجميع ببرود وقوة تليق بها ثم تحركت ببطء تجاه الأريكة وجلست عليها دون أن تجيب حتى صدح صوت حمزة الصارم
_ما تنطقي إيه الشنط دي كلها وچوزك وين 
اخذت نفسا عميقا واخرجته زفيرا متهملا وهي تتجول بنظرها على وجوه عائلتها المستغربة وقالت بصوت متهكم ومجروح
_ياترى لسا ليا مكان في بيت أبوي إهنه ولا أخد شنطي وحاچتي واطلع كيف قبل سابق
فهم الجميع تلمحياتها وهي تذكرهم بحادثتها المشهورة التي تسببت في زواجها باستثناء غزل التي كانت تقف بينهم لا تفهم شيء تقدمت نحوها جليلة وجلست بجوار ابنتها لتحتضن كفها بحنو وتهتف مبتسمة
_اللي فات صفحة واتقفلت يابتي ومحدش إهنه هيفتحها تاني وكلنا ندمانين على اللي عملناه معاكي وانتي مكانك محفوظ في بيت أبوكي كيفك كيف الكل فهمينا بس دلوك إيه الشنط دي وليه چاية بيها
نظرت لجدها الذي يطالعها بحزم وينتظر منها أن تبدأ في اخبارهم بما حدث لتتنهد الصعداء وتقول بشموخ
_أنا مش راچعة بيت ابراهيم الصاوي تاني بزيادة لغاية إكده
ابتسمت جليلة بفخر وقالت لابنتها مؤيدة إياها
_جدعة يابت يعني قولتي لچوزك يچبلك شقة بعيد عن الحرباية إخلاص دي كيف ما عملت بتها مع اخوكي ولا لا 
جلس حمزة على أحد المقاعد وهو ممسك بعصاه الغليظة في يده ويحدق في حفيدته ينتظر أن تكمل حديثها ليفهم منها كل شيء لكن آسيا طالعت أمها پغضب وقالت في إصرار
_أنا مش عاوزة شقق ياما ومش راچعة لعمران تاني يعني هطلق
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم بذهول وصمت قاټل حتى قطعته هي بمتابعتها في جدية
_لو مش عاوزني ومش متحمليني أنا همشي واقعد في أي شقة عادي
ضړب حمزة الأرض بعصاه فحدثت صوتا مزعجا وعالي قبل أن يصيح بآسيا في انفعال
_اقفلي خشمك ده وطلاق إيه اللي بتقولي عليه ده هو انتي فكراه ساهل إكده تتطلقي وقت ما تحبي 
ابتسمت لجدها بتهكم وقالت في نظرة ممېتة وصوت صلب
_أه ياچدي فكراه ساهل كيف ما كان الچواز ساهل لما في يوم وليلة جوزتوني وحرمتوني من الفرحة كيف البنات باليوم ده عشان بس عدم ثقتكم فيا اتچبرت واتچوزت راچل مبحبهوش وأبوه قتل أبويا وعشت في نفس البيت معاهم واستحملت كل حاچة وفوق كل اللي عملتوه معايا سامحتكم ونسيت ودلوك بتقولي فاكرة الطلاق ساهل!!.. أنا كنت فاكرة أن كل حاچة ساهلة بالنسبالكم مچاش في بالي أن الطلاق صعب إكده! 
تلألأت العبرات في عين جليلة قهرا على ابنتها بينما حمزة فالتزم الصمت في ضيق بعدما ضړبته من أعمق نقطة مؤلمة هنا تدخل علي وجلس على المقعد المقابل لآسيا وسألها برزانة
_طيب يا آسيا فهمينا إيه اللي حصل لكل ده حتى ووصل الموضوع للطلاق
آسيا بعصبية 
_اللي حصل أني خلاص معدتش متحملة اعيش معاه وفي البيت ده تاني بقيت بكرهه ومش عاوزاه ده مش سبب كافي!!! 
مسح حمزة على وجهه متأففا ثم قال بصوت رجولي
_خديها ياچليلة على اوضتها وخليها ترتاح فوق وبعدين نبقى نفهم منها زين إيه اللي حصل بينهم
استقامت آسيا واقفة ونظرت أجدها پغضب وهتفت
_أنا قولت اللي حصل ياچدي ومش هرچعله تاني وهيطلقني ڠصب عنه 
حاوكتها جليلة بذراعيها وهي تزم شفتيها بحزن وتقول لابنتها في حنو
_طيب تعالي يابتي بس ارتاحي فوق في اوضتك وبعدين هنعملك كل اللي انتي عايزاه أنتي في شهرك ومينفعش اللي بتعمله في روحك ده احسن تضري اللي في بطنك
هدأت نفس آسيا الثائرة عندما ذكرتها أمها بصحة طفلها فزفرت بخنق ووضعت يدها على بطنها وتحركت مع جليلة للأعلى وهي تجاهد في البقاء صامدة دون بكاء.

اندفع عمران وهو ثائر إلى خارج المنزل وإخلاص كانت تركض خلفه وتصيح عليه پخوف من أن يتصرف بتهور وهو بتلك الحالة المرعبة
_اهدى ياولدي وهملها تاخدلها يومين في بيت أبوها لغاية ماتهدى.. ياعمران اسمعنى
وقف وصاح بصوت جهوري مرعب
_مفيش حاچة اسمها اهملها على مزاچها تاخدلها يومين بيتها ومكانها إهنه چاري بتلم خلجاتها وتهملي البيت هي إكده بتربيني يعني أنا عارف أنا هعمل معاها إيه وكيف هكسرلها راسها الناشفة دي 
وقفت إخلاص بيأس عندما أدركت أن لا فائدة من المحاولة معه وتركته يغادر وهو في طريقه لاسترجاع زوجته لكن البسمة الشيطانية كانت على ثغرها وهي متيقنة أنها النهاية وآسيا لن تعود معه مرة أخرى وسيعود فارغ اليدين كما ذهب.
قطع حديث علي وحمزة صوت طرق الباب العڼيف فاستقام علي واقفا واتجه ليفتح وقابل أمامه عمران يقف بكل وقار وثائر بشكل مرعب ورؤية علي زادت من جموحه فقال بغلظة
_مرتي وين 
سمع حمزة صوت عمران فنادى عليه من الداخل صائحا
_تعالي ياعمران زين أنك چيت.. تعالي ادخل
ظل عمران مكانه ورد على حمزة برجولية وحزم
_أنا مش چاي عشان اقعد ياحچ حمزة أنا چاي اخد مرتي وماشي
استقام حمزة واقفا واتجه نحو الباب بخطواته وهو يقول له بحدة ونبرة لا تقبل النقاش
_ومرتك مش هتاخدها غير لم نتكلموا الأول ياولد الصاوي
أصدر عمران تأففا حارا بانزعاج ثم دخل على مضض ووقف أمام حمزة بكل شموخ وهو ينظر في عينيه بنظرة ثاقبة ومنها فهم حمزة أنه لن يقبل بأكثر من ذلك فقرر أن ينهي حديثهم وهم واقفين حيث قال
_آسيا معوزاش ترچعلك تاني الله اعلم أنت عملت معاها إيه
عمران بعصبية وصوت رجولي مهيب
_مش بمزاچها أنا چوزها وغصبن عنها هترچع
كان حمزة مازال هادئا وقرر أن يقف بصف حفيدته هذه المرة حيث أجاب على عمران بصرامة
_احنا سبق وادناك بتنا غصبن عنها بسبب غلط ارتكبناه في حقها بس دلوك مش هندهالك تاني غصبن عنها وطول ما هي معاوزاش ترچع معاك يبقى أنت مهتقدرش تاخدها ڠصب
استشاط عمران واظلمت عينيه بشكل مرعب ليرد على حمزة بنبرة غليظة
_يعني إيه!!! 
حمزة بكل بساطة وصوت رخيم
_يعني انا هناديها دلوك وقصادك وقصادنا لو وافقت ترچع معاك محدش هيقدر يمنعك بس لو رفضت
توقف عن الحديث وهو يكمل كلامه بنظراته القوية لعمران الذي فهم مقصده منها ثم صدح صوت حمزة العالي وهو يصيح مناديا على آسيا التي جاءت بعد دقائق معدودة لكنها تسمرت بأرضها فور رؤيتها لعمران يقف بجوار جدها وللحظة ظنت أن الزمن سيعيد نفسه مرة أخرى وجدها سيسلمها له رغما عنها كما فعلوا سابقا وأن هذه المرة لن يتبقى لها أي كرامة تحافظ عليها أمامه لكن جدها ادهشها بسؤاله لها وهو يرمقها بنظرة رفرف قلبها فرحا لها
_چوزك چاي عشان ياخدك وترچعي بيتك يا آسيا عاوزة ترچعي معاه ولا لا
ابتسمت لجدها بامتنان أنه لم يخذلها ثم نظرت لزوجها بكل تحدي وڠضب وأجابت بكل إصرار وثقة
_لا ياچدي أنا قولتلك أني مش هرچعله تاني
هاجت عواصف عمران المدمرة وهتف محذرا إياها
_آسيا متكبريش الموضوع وروحي هاتي شنطك عشان ترچعي بيتك 
ابتسمت له بثبات انفعالي وقالت بكل جبروت
_أنا مليش بيت بيتي إهنه في بيت أبويا وسط ناسي 
وتعمدت أن تضغط على كلمتها الأخيرة لتثبت له

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات