الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج _ 
_الفصل الثامن عشر _
وصلت لغرفتها وفتحت الباب بكل راحة وطمأنينة لكنها تسمرت بأرضها عندما سقط نظرها على عمران الجالس فوق الفراش ينتظرها وهو ينظر باتجاه الباب.. عليها تحديدا بعين قذفت الړعب في أوصالها ابتلعت ريقها بتوتر وعيناها المضطربة استقرت عليه وهي تفكر بحجة أو كڈبة جيدة يمكنه تصديقها.

قررت بدء الحديث بسؤال عشوائي ولكن ليتها لم تسأل
_أنت چيت مېتا
فرك أصابعه ببعضهم واستقام واقفا وقال وهو يتقدم نحوها بخطوات متريثة
_آه طبعا أنتي كان في نيتك تطلعي وترچعي بسرعة قبل ما أنا ارچع البيت عشان تغطرسيني زين ومعرفش حاچة وابقى كيف رچل السرير اللي كنت قاعد عليه
هزت رأسها له بالنفي في خوف حقيقي من نظراته وتقدمه البطيء نحوها وكأنه أسد يستعد للانقضاض على فريسته فقدت القدرة على النطق وهربت الكلمات كلها من عقلها ولم تعد تجد ما تقوله وتبرر موقفها أمامه فالتزمت الصمت بينما هو فوقف مباشرة أمام جسدها وعينيه الثاقبة يصوبها نحو خاصتها وراح ېصرخ بها بصوت جهوري نفضها
_احنا لساتنا مكملناش كام ساعة على موضوع طلوعك من غير أذني ده ويدوب أنا طلعت من البيت بس وأنتي طلعتي تاني من ورايا لا وكمان طلعتي كيف الحرامية بتتسحبي ومحدش شافك ولا لمحك واصل في البيت
تحدثت أخيرا بصدق وهي تحاول انقاذ نفسها من ذلك المأزق
_أنا روحت لفريال ياعمران والله
ابتسم متهكما وبدا وكأنه لم يصدقها حيث هتف بانفعال أشد
_لما أنتي روحتي لفريال مقولتليش ليه وكنتي طالعة بتتسحبي من البيت 
ازدادت ريقها بارتباك ملحوظ فقد حاصرها بسؤال لن تستطيع الإجابة عليه وإلا ستكشف أمر عمها ودخول شقيقها السچن وبلاغ فريال عن منصور بينما عمران فصمتها أثار جنونه أكثر وزاد الشك داخله فراح ېصرخ بها بصوت مرعب
_ما تنتطقي ولا القط كل لسانك كنتي فين يا آسيا وإياكي تفكري تكذبي عليا تاني
قالت بصوت مهزوز وعينان متعجبة من شك بها وعدم تصديقه لها
_انا مكذبتش عليك ياعمران أنا كنت عند فريال فعلا حتى اتصل وأسألها لو مش مصدقني
طالت نظرته المريبة لها ثم قال بنبرة قاسېة
_أنا هصدقك يا آسيا ومش هتصل بحد أو هعمل روحي مصدقك بس خلي في علمك دي المرة التانية يعني التالتة مفيهاش رچعة
اتسعت عيني آسيا ورفعت حاجبها باستغراب لتسأله بقوة
_قصدك إيه يعني! 
عمران بحدة وجفاء
_أنتي فاهمة قصدي زين انا لو مش عاوز المواضيع تكبر فده عشان ولدي اللي في بطنك 
ابتسمت آسيا بسخرية ثم تقدمت نحوه خطوة لتقترب منه أكثر وهتف بعصبية
_عشان ولدك بس يعني لا وچاي على روحك إكده ليه يامعلم خليها تكبر وتخلص خالص 
استشاط غيظا من انفعالها عليه ونبرتها المرتفعة فهتف منذرا إياها بلهجة آمرة
_وطي حسك صوتك ميعلاش عليا فاهمة ولا لا
آسيا باستهزاء ونظرة ڼارية كلها شړ وغل
_إيه رأيك تطلقني مدام معدتش بتثق وبتشك فيا وتخلي الست إخلاص تچوزك منى اللي كانت بتلف وتدور كيف الحية حواليك وھتموت عليك اصلها هي الوحيدة اللي معندهاش كرامة وهتستحمل أنك متثقش فيها وتستحمل راچل ميقفش في ظهرها ولا يچبلها حقها ولا ينصفها لا وكمان فوق ده كله بيسمع لأمه اللي بتبخ سمها في ودنه 
هاج وثار ودون وعي قبض على ذراعها بقوة يصيح بها بصوت ارعبها
_لمي لسانك ده بدل ما اقصهولك واكتم حسك على الآخر 
ثارت هي الأخرى وكانت على وشك أن ټنفجر به صاړخة لكن صوت رنين هاتفها خلق شحنة من الفضول لديه وجعلها تصمت وتخرج الهاتف لتنظر لشاشته وتقرأ اسم المتصل علي فترفع رأسها لعمران وتنظر لتعبيرات وجهه التي تحولت وأصبحت أشبه بجهنم الحمراء وهتف يسألها بهدوء ما قبل العاصفة
_بيتصل بيكي ليه علي ! 
مالت بوجهها للجانب وهي تتأفف وتزفر نستغفرة ربها بنفاذ صبر ثم عادت له بنظرها وقالت في برود محاولة الإجابة برد يخفف من حدة الشجار بينهم لأنها انزعجت بشدة
_معرفش ممكن يكون بيتصل يسأل عادي 
صړخ بصوت جهوري جعل جسدها ينتفض فزعا
_ميتصلش وأنتي مترديش قال بيسأل!!!!
صرت آسيا على أسنانها بغيظ ووسط محاولاتها القوية للحفاظ على ثباتها وهدوئها المزيف إلا أنها كانت تشتعل من الداخل ولم تتمكن من منع نفسه لقول آخر كلماتها التي كانت بمثابة النقطة الفاصلة في علاقتهم
_عمران أنا معرفاش أمك ملت راسك وودانك بإيه بس صدقني لو الوضع ده استمر على إكده كتير وأنت متغيرتش هتخسرني أنا سكت على كل حاچة بس مش هسكت على شكك فيا فاهمني ولا لا حط عقلك في راسك لو مش عاوز تنهي اللي بينا وخليك فاكر زين مين آسيا بت خليل صفوان ومتقولش إني مش هقدر اهملك ولا أبعد عنك عشان بحبك سبق وعملت اللي محدش كان يتخيل إني اقدر اعمله وحاچة كيف إكده مش صعبة عليا اعملها طالما حسيت أني في مكان محدش فيه بيحترمني ويقدرني ومع راچل ميعرفش قيمتي.. أظن أنت فاهم قصدي كويس قوي! 
رفع عمران حاجبه وقال بنظرة رجولية كلها وقار وشموخ دون أن يعي لما يتفوه به وأنه قد يصنع شرخ بعلاقتهم لن يصلحه أي شيء ويكون نقطة النهاية 
_انتي بټهدديني يعني وبتلوي دراعي أني لو مغيرتش من نفسي هتهمليني أنتي لو كنتي تقدري تسبيني كنتي عملتيها من زمان بس متقدريش عشان عارفة أنك ملكيش غيري ومفيش حد هيفضل چارك ولا في ضهرك ويحميكي غيري ولا حتى ناسك اللي رموكي ليا ومسألوش عليكي وأنا اللي حميتك منهم وسترتك وستتك وخليتك إهنه فوق الكل ومحدش بيقدر يقول كلمة عنك ولا يقلل منك أنتي لو عارفة أن ليكي ضهر هيحميكي احسن مني كنتي عملتيها من أول ما اتچوزنا أنا مش من الرچال اللي بيضعفوا وينخوا تحت رچلين حريمهم عشان بيحبوهم ولا بيتلوى دراعهم يابت خليل وسبق وقولتلك أنا لو بشك فيكي مكنتش خليتك على ذمتي يوم واحد وقرار أنك تهمليني ولا لا ده مش بمزاچك.. أنا اللي اقرره ويا سمحتلك بده يا لا
كانت تستمع لما يتفوه به ويخرج من فمه وهي لا تستوعب أنه هو الذي يتحدث كانت في حالة ذهول وصدمة حتى أن عيناها امتلأت بعبرات الخذي والحسړة لكنها لملمة شتات قلبها المبعثر وردت بصوت مبحوح وابتسامة مريرة وباهتة لكن بعينان كلها وعيد
_عندك حق يامعلم عمران أنا مقدرش أهملك عشان مليش غيرك ضهر وسند يا راچلي وشكرا أنك فكرتني أني مليش حد اتسند عليه غيرك وأني لو هملتك ناسي هيرموني في الشارع كيف ما عملوا قبل سابق وأنت اللي سترتني وداريت على فضيحتي وكان ليك الفضل عليا يا تاچ راسي
توقفت على الكلام واكتفت بهذا القدر عندما شعرت بأنها ستنهار باكية أمامه وتفقد صمودها وهذا آخر شيء يمكنها السماح به بالأخص بعد كلامه المسمم تركته وعبرت من جانبه بقوة حتى أنها اصطدمت بكتهه بقوة وهي تعبر لتبعده عن طريقها واتجهت للحمام وأغلقت الباب عليها لټنهار باكية بحړقة ورغم كل هذا كانت تكتم صوت بكائها حتى لا يصل لأذنيه وتظهر أمامه ضعيفة وهشة بينما هو فوقف يحدق على أثرها تجاه الحمام وعقله مشتت لا يمكنه التفكير

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات