رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن عشر بقلم ندي محمود
هي أنك تفوقي وترچعلينا وترچع ضحكتك وصوتك يملوا المكان
قطع حديثه الدافيء معها صوت رنين هاتفه فأخرجه وأچاب بعدما قرأ اسم المتصل وسمعه يهتف برقة في الهاتف
_بشار
رد بلطف وهدوء تام
_نعم يارحاب!
تمتمت بنعومة وحب
_اخبارك إيه
تنهد بإرهاق وقال في جدية
_بخير الحمدلله يارحاب
بتلك اللحظة دخلت الممرضة الغرفة وعندما رأت بشار بجوار فراش مريم ويتحدث في الهاتف ابتسمت له بصفاء فراقبها وهي تقوم بالفحص الروتيني على مريم ثم سألها باهتمام
هزت الممرضة رأسها بالنفي في أسف لكنها ردت عليه بمشاعر صادقة وهي معجبة بحبه وإخلاصه لها
_للأسف لسا بس أن شاء الله في أقرب وقت تفوق وهي محظوظة أن ربنا كارمها بواحد زيك قاعد جمبها طول اليوم في حالات مرضى كتير نفس الوضع وأهلهم وأولادهم مش بيسألوا عليهم بالأيام لولا إدارة المستشفى ما تتصل بيهم وتبلغهم لو في أي چديد يخص حالة مريضهم ربنا يخليكم لبعض ويقومها بالسلامة ويشفيها
_بشار أنت لسا قاعد في المستشفى مع مريم دي!
رفع حاجبه باستغراب وردد خلفها بلهجة جادة
_دي!!.. أه قاعد معاها
رحاب بعصبية وغيرة حاړقة
_أنت مش ملاحظ أنك مهتم زيادة عن اللزوم بواحدة قبل الحاډثة كنت ناوي تفسخ خطوبتكم ومش بتحبها
_مش معنى أني مش بحبها يبقى مهتمش لأمرها يارحاب مهما كان دي واحدة كان في بيني وبينها عشرة وخطيبتي أنا مش ندل للدرچة اللي تخليني اسيبها وهي في الحالة دي
هتفت باستياء شديد تصحح له عبارته لتؤكد له فكرة انفصالهم وتذكره بوعده لها
_كانت خطيبتك يابشار أنت في نيتك أن كل حاچة انتهت بينكم وخلاص مش محتاچ تستنى لما تفوق عشان تنهيه.. هو بالفعل منتهي من ناحيتك وكل ما في الأمر أنها لما تفوق هتبلغها عشان نتچوز احنا
_يامسهل يارحاب أنا هقفل عشان تعبان وهروح البيت ارتاح وأنام
لم يمهلها الفرصة لتتحدث حيث أنهى الاتصال فورا وتركها ثائرة وتتوعد له متمتمة بخبث
_متفتكرش أني ممكن اسيبك تضيع من يدي تاني حتى لو كان ڠصب عنك أنا سبق وغلطت لما اتخطبت للي ما يتسمى ده وسبتك بس دلوك مش هتخلى عنك تاني حتى لو كان إيه
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة الجلوس الخاصة بعمران بالطابق الثالث كان جالسا بها بعد الشجار العڼيف بينه هو وزوجته ويحاول الاسترخاء والهدوء فإذا ترك نفسه الثائرة تطيح بكل شيء لن يتبقى سوى بقايا مهشمة وسيكون أصدر حكم الإعدام وجد الباب ينفتح وللحظة ظن آسيا حتى لو كان احتمال مستحيل لكنه أراد في نفسه أن تكون هي.
_طبعا كذبت عليك ومقالتش الحقيقة
هتف عمران پغضب يرفض الحديث
_أما أنا شايط لوحدي ومش متحمل اسمع ولا كلمة
لوت إخلاص فمها بحنق وقالت بازدراء وهي تهمس بصوت خاڤت
_ليك حق يا ولدي هي بت خليل دي تطفش بلد
مسح على وجهه وهو يزفر بنفاذ صبر وانزعاج بينما إخلاص فتابعت بنبرة بدت مهتمة لأمره لكن العكس فهي لا ترى شيء سوى كرهها لآسيا
_أنا قولتلك يا عمران مصدقتش كلامي قولتلك متنفعلكش يا ولدي وهتتعبك وأنها بت مش ساهلة ولا شبهنا أنا مكنتش موافقة على الچوازة من البداية وقولتلك أنت وأبوك الله يرحمه شوفوا أي حل تاني بس أنتوا اللي صممتوا على رأيكم ونفذتوا اللي في دماغكم وأهو ناسها قتلوا أبوك وهي مش بعيد كمان تكون عارفة مكان عمها ومخبية عليك عشان مش عاوزاك تاخد حق أبوك وعمها يتسجن يعني بتداري عليه وبتحميه هي بس اتحسبت عليك چوازة وحتى ما فرحنا بيك كيف الخلق ولا عملنالك فرح وليلة يشهد بيها الكل ولما قولتلك طلقها وأچوزك ست ستها كنت بتهب فيا كيف البابور
طفح كيله من إصرار أمه على ذلك الكلام المستفز الذي يثير الأعصاب أكثر فصاح منفعلا
_وبعدين عاد ياما ما بزياداكي الحديت اللي يفور الډم ده همليني واطلعي أنتي عاوزة مني إيه
طالعته بعين دافئة مفعهة بحنان الأم وهي تقول بحزن
_معوزاش حاچة ياولدي أنا عوزاك تكون مبسوط بس ومرتاح وأنا شايفة حالك لا يسر عدو ولا حبيب والله اعلم مرتك دي كمان بتعمل إيه من وراك وبتكذب عليك ما يمكن تكون اتعرفتلها على حد وبتطلع تقابله مهو مش بعيد عليها قادرة وتعملها
فارت الډماء في عروقه وعيناه أظلمت بشكل مرعب تشجنت عضلات وجهه وصاح بأمه في صوت رجولي مهيب
_احسبي كلامك ياما قبل ما تقوليه في وشي انتي إكده مش بتعيبي فيها هي أنتي بتعيبي في رچولتي وشرفي أنا عارف مرتي زين وواثق فيها وأنتي حذاري اسمعك بتقولي الكلام ده تاني وإلا هيبقى في زعل كبير قوي بينا
كانت ستهم بالرد عليه وتعتذر منه وتكمل ما بدأته فوجدته يهب واقفا ويندفع باتجاه الباب فسألته بتعجب
_رايح وين ياعمران
لم يجيبها سوى بصوت صفع الباب الذي اهتزت له أركان الغرفة وانتفضت هي مڤزوعة لكن سرعان ما ارتسمت البسمة الشيطانية على ثغرها وهي تهمس بوعيد
_إما طلعتك من بيتي وخليت ولدي يطلقك مبقاش أنا إخلاص الصاوي يابت چليلة أنا سبق وقولتلك مش هسبلك ولدي ولا عاوزة أنتي وناسك تقتلوهولي كيف ما قتلتوا أبوه
ألقت بنظرها من النافذة على الشارع فرأت ابنها يستقل بسيارته وينطلق بها مسرعا فهي القت عود الكبريت فوق الغاز وتنتظر اشتعاله.
بصباح اليوم التالي داخل منزل جلال.......
كان يجلس على الأريكة بالصالة عيناه عالقة على التلفاز المغلق وعقله بمكان آخر خرجت فريال من الغرفة بعدما استيقظت ولم تجده بالغرفة ليلة أمس لم يشاركها النوم بنفس الغرفة إلا بعد صلاة الفجر ونام على الأريكة بعيدا عنها.
وجدته جالسا بالصالة وشارد الذهن وجهه عابس فتنهدت بحزن وتقدمت نحوه بخطوات بطيئة حتى جلست بجواره وراحت تتمعنه بعينان منطفئة وهو لا ينظر لوجهها حتى ازدردت مرارة ريقها ومدت يدها تضعها فوق كفها تمسكه بحنو وتهمس
_چلال
اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يزفر بحنق ثم جذب يده ببطء من قبضتها دون أن يتفوه بحرف واحد فأمتلأت عيناها بالعبرات وتمتمت بۏجع يظهر في صوتها بوضوح
_للدرچة دي مش طايق صوتي ولا لمستي
أثر الصمت للمرة الثانية ولم يجيب فهتفت بأسى
_چلال رد عليا
الټفت لها أخيرا ورمقها بقسۏة ثم صاح بعصبية
_عاوزاني أرد اقولك إيه يافريال معدش في كلام يقال بعد اللي عملتيه
حاولت الثبات أمامه وقالت بأسف ورجاء
_أنت ليك حق في كل حاجة تقولها والله وانا عارفة أني غلطانة اني اتصرفت من دماغي من غير ما أقولك بس أنت اللي وصلتني للمرحلة دي وأنا كنت خاېفة عليك
قال مزمجرا وصوت رجولي قوي
_لو خۏفك عليا بالمنظر ده متخفيش عليا يافريال ومتفكريش فيا واصل حتى أنا في دماغي مليون مصېبة كانت ممكن تحصل بسبب عملتك دي وبحمد ربنا أنه سترها ومكنتش هتأذيني أنا بس دي كانت حتى