رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن عشر بقلم ندي محمود
بشكل سليم لكن غضبه ازاد الضعف واندفع لخارج الغرفة ثائرا
فور دخوله سمع صوت فريال التي هرولت من الداخل راكضة عندما سمعت صوت الباب ينفتح وتأكدت أن زوجها عاد
_چلال أنت رچعت
وجدها تقف على مسافة بعيدة منه بعدما وصلت وهي تحدقه بعينان مشتاقة وممتلئة بالدموع ثم أسرعت نحوه والقت بجسدها عليه تعانقه بحميمية وحرارة وهي تردد بصوت يغلبه البكاء
كان ساكنا وجامدا كالصنم لا يتحرك ولم يلف ذراعيه حولها حتى فابتعدت هي عنه ببطء بعدما اختفت ابتسامة ورمقته باضطراب بسيط وهي تسأله بتعجب
_مالك ياچلال
خرج صوته غليظ يسألها
_العيال فين
بدأ التوتر يتمكن منها أكثر وأصبحت شبه متأكدة أنه اتكشف أنها هي من قدمت البلاغ للشرطة أجابته بخفوت
لم يجيب عليها وقبض على ذراعها فجأة ثم جذبها معه عنوة باتجاه أقرب غرفة من باب المنزل بحيث يكونوا بعاد عن أذن اولادهم وأغلق الباب خلفهم ثم الټفت لها ونظر في عينيها المرتعدة پغضب مرعب ليقول مبتسما بتهكم
_بلغتي عني يافريال عشان حق أبوكي!!!
هزت رأسها بالنفي مسرعة وقالت بصدق تحاول تبرير موقفها له
صړخ بصوت جهوري مرعب جعلها تتقهقهر للخلف لا إراديا خوفا منه
_متكذبيش انتي اللي بلغتي الحكومة على المكان وكذبتي عليا يومها إنك رايحة تشتري طلبات من عند الحچ حامد وأنتي طلعتي ورايا تراقبيني عشان تعرفي المكان
ظلت تهز رأسها بالنفي وقد انهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وراحت تهمس بصوت متقطع من حدة البكاء
جلال بانفعال شديد
_عمي مكنش قاعد في الشقة أنا اللي كنت فيها وكنا بنتقابل هناك عشان محدش يشك فيه
جلست على اقرب مقعد وراحت تشهق وتبكي بحړقة وتقول بصدق
_والله ما كنت اعرف أنه مش موچود هناك ومكنتش اعرف أنك هتروح عنده أنت قولتلي رايح الشغل
تقدم جلال منها وجلس القرفصاء أمامها ثم قال بنظرة غاضبة وحادة
رفعت رأسها له ورمقته بدهشة ثم صاحت بعدم استيعاب لما يتفوه به
_أنت بتقول إيه ابلغ عنك كيف ده أنا عملت إكده عشانك وعشان احميك
أجابها بخشونة واستنكار
_عشاني أنا ولا عشان حق أبوكي!
بكت عاجزة عن الرد فقد كانت تظنه لن يشك بها وسيتفهم موقفها حتى لو ثار وهاج عليها بالبداية لكن اتضح أنها أخطأت الظن به بينما هو فاستقام واقفا مجددا وقال بنظرة عتاب وڠضب
القى عليها نظرة أخيرة كلها خزي وحنق ثم استدار وتحرك باتجاه الباب فهبت هي واقفة وركضت خلفه لتمسك بذراعه ترغمه على الوقوف وهي تهتف له بشجن ويأس
_چلال أبوس يدك ما تعمل إكده معايا معقول أنت مش مصدقني.. معقول تصدق أني ممكن افكر أذيك واعمل حاچة أنا عارفة أنها ممكن تأذيك
صاح بها منفعلا باستياء شديد وقسۏة
_مصدق أو مش مصدق مش هتفرق انتي اللي عملتيه ميتغفرش يافريال.. خططتي ونفذتي من دون علمي وخرچتي عن طوعي وكسرتي كلمتي لما نبهت عليكي وقولتلك ملكيش صالح بالموضوع واصل وإياكي تدخلي فيه
رمقته بعين متوسلة وهمست بندم حقيقي
_أنا آسفة حقك عليا سامحني يا سيد الرچال
لم تلين نظراته لها وظل يطالعها بنفس الجفاء ثم جذب ذراعه من قبضتها بسخط وابتعد عنها وانصرف ليتركها تنخرط في نوبة بكاء من جديد وهي تائهة لا تعرف كيف تصلح خطأها وكيف تجعله يغفر لها ذلتها فمهما فعل ومهما ثار وهاج عليها تعرف جيدا أنه على حق وهي المذنبة حتى لو كان فعل بنية صافية وبدافع حبها وخۏفها عليه.
داخل المستشفى......
كالعادة كان الوحيد الذي يمكث اغلب الوقت بجانب مريم هو بشار أن غاب عنها لا يغيب أكثر من بضع ساعات أما خلاص ساعات العمل المهمة أو آخر الليل عندما يرهقه طول اليوم ويظهر على جسده الخمول ويبدأ عقله يلح طالبا أخذ استراحته من النوم فيضطر أن يلبي النداء ويذهب للمنزل لينام ويعود لها بالصباح الباكر من اليوم التالي.
تلك الليلة كان يجلس معها بنفس الغرفة وهذه المرة لم يكن ملزما بعدد دقائق محدد للزيارة أو حتى ارتداء الأقنعة وأخذ الاحتياطات اللازمة من تعقيم وغيره قبل الدخول لغرفة العناية المشددة بل كان يجلس على المقعد بجوار فراشها ويراقبها بكل حرية ويتشاركون الأنفاس بين الأربع حوائط دون حائل بينهم وبيده كان يمسك بكتاب الله المصحف الكريم ويقرأ آيات متفرقة من القرآن سائلا الله الشفاء العاجل لها وبعد انتهائه وضع المصحف فوق المنضدة الصغيرة بجواره ثم مال عليها بجزعه للأمام ليتأملها بشرود وحزن لكن فجأة ظهر شبح ابتسامته الباهتة على ثغره وراح يتحدث معها ويهتف وكأنها تسمعه
_بيني وبينك يامريم أنا الصراحة مكنتش اعرف أنك غالية عندي إكده ومكنتش أتخيل واصل أن ده ممكن يكون حالي لو چرالك حاچة
أخذ نفسا عميقا ثم تابع بمشاعر صادقة ونابعة من اعماق فؤاده
_أحيانا بتاچي عليا لحظة غريبة وبفكر هل القرار اللي أنا اخدته صح ولا غلط حاسس أني تايه وضليت طريقي خاېف اختارها واندم إني سبتك.. وخاېف اسيبها واندم إني ضيعت مني حب سنين كنت بتمناه
ابتلع ريقه واردف بسرعة يدافع عن نفسه وكأنها مدركة لكل شيء يقوله
_أنا مفيش في نيتي واصل أني اخونك والله وعشان كدا اخدت قرار أننا ننفصل.. عشان مظلمكيش معايا وعشان أنا خائڤ اكمل معاكي ومعرفش احبك ولا انسى رحاب أنا عارف أنك ممكن تقولي عليا خسيس وأناني وراچل متديلوش الآمان وأنه أول ما بت عمته اللي بيحبها فسخت قرر يتخلى عني ويروحلها وأنه كان واخدني احتياطي مش اكتر بس اقسم بالله أنا مش إكده يامريم صدقيني أنا لما قررت ادخل الباب من بيتكم واطلب يدك كان نيتي العمار وأنك تكوني مرتي وأن عيالي في المستقبل وأحبك وقولت يمكن تكوني أنتي العوض اللي ربنا يعوضني بيه وكنت خلاص شبه نسيت رحاب وبحاول اكمل حياتي معاكي معرفش إيه اللي حصل فجأة وموضوع فسخ خطوبتها ده غير الموازين كلها بقيت حاسس ان الفرصة چاتلي لغاية عندي إني أكون مع اللي كنت بحبها وكمان اسيبك أنتي تكملي حياتك ومظلمكيش معايا يمكن تلاقي الشخص اللي يحبك صح ويسعدك لأنك تستاهلي اكتر من إكده كمان
توقف عن الكلام وسكت وهو يفكر ثم لاحت ابتسامة مريرة على ثغره ورفع عينيه لها يطالعها بود ويتمتم
_رغم كل اللي قولتهولك ده مقدرش أنكر حقيقة أني اشتقتلك واشتقت لصوتك وحديتنا مع بعض وأنك كنتي الركن الدافي اللي دايما بشكيله همومي واحكيله مشاكلي وتخففي عني انتي مكنتيش خطيبتي بس لا كمان كنتي صديقتي اللي بشاركها أسراري
تنفس الصعداء بقلة حيلة وحزن وهتف بحيرة
_أنا تايه ومش عارف انا عاوز إيه يامريم صدقيني بس أنا متأكد زين أن ربنا هينورلي طريقي وينور بصيرتي للطريق الصح اللي فيه الخير ليا ولو في حاچة أنا عاوزها ومتأكد منها دلوك