السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أنتي هتأذيكي لكن أنتي طبعا مبتفكريش في ده كله.. بتعملي اللي في راسك وفاكرة روحك صح
اطرقت رأسها أرضا بقلة حيلة وعجز ورغم كل هذا مازالت تتحكم في عبراتها بصعوبة وتحاول الصمود لتكمل حديثهم للنهاية وتحاول استمالته ونيل السماح منه لكن يبدو أنه لن يغفر لها بسهولة وأنه سيعاقبها بقسۏة على فعلتها رفعت رأسها له مجددا بعد دقيقة وسألته باستسلام وصوت مبحوح
_طيب اعمل إيه عشان اخليك تسامحني 
هب واقفا وهو يمسح على وجهه ويزفر بامتعاض ثم نظر لها وقال بحزم ولهجة قاسېة قليلا
_روحي يافريال على بيت أبوكي 
وقعت الكلمات على أذنها كوقع الصاعقة واتسعت عينيها بذهول وعدم استيعاب لم خرج من فمه للتو فوثبت واقفة وتمتمت پصدمة
_إيه!!!!!
اخذ نفسا عميقا واكمل بنبرة بدت أكثر رزانة وحكمة عن السابق
_يعني روحي ارتاحي يافريال وريحي راسك شوية وأنا كمان أكون هديت من ناحيتك
فريال بعدم تصديق وقد تغرغرت الدموع في عينيها وهي تقول
_چلال أنت بتتكلم چد عاوزني امشي من البيت!!! 
راح يستغفر ربه مرارا وتكرارا وقال لها بهدوء وصوت رخيم رغم أن نظراته كانت حازمة
_أيوة بتكلم چد.. وأنا مش بقولك امشي ومترچعيش بيتك تاني أنا بقولك الأفضل نبعد كام يوم عن بعض لغاية ما اهدى لأني مش عاوز الموضوع يكبر بينا ولا اقول كلام يچرحك واندم بعدين يعني اللي بقوله في صالحنا
انهمرت دموعها بغزارة على وجنتيها في حړقة وقهر وقلبها ېنزف الډماء الما وهي تستصعب فكرة أنه يريد أن يبعتد عنها ولا يريد رؤيتها حتى لو كان لبضع أيام هل ما فعلته استحق كل هذه القسۏة والعتاب منه!.
أجابته بصوت حاولت إخراجه طبيعيا وسط دموعها
_لا في ده صالحك أنت مش في صالحي أنت اللي غضبك مني وصلك لمرحلة أنك مش طايق تشوفني متقلقش أنا مش هخليك تشوفني أصلا لغاية ما تهدى كيف ما بتقول
أنهت عباراتها واندفعت لداخل غرفتها لكي تترك العنان بروحها المټألمة أن تبكي وتفرغ شحنتها المكتظة.
 
بمنزل ابراهيم الصاوي داخل غرفة عمران....
كانت آسيا تقف في الشرفة تتحدث في الهاتف مع علي وتتناقش معه حول أمر شقيقته مازالت تحاول إقناعه وهي تهتف
_يا علي بزيادة عاد اللي بتعمله ده أنا ليا فترة يكلمها ومش عارفة اوصلها أصلا وخاېفة يكون المچنون ده عمل فيها حاچة وأنا مقدرش اروحلها في بيته هناك 
علي بانفعال ونفاذ صبر من الحاحها
_وبعدين معاكي أنتي يا آسيا بتعيدي وتزيدي في موضوع منتهي وأنا قولتلك مليش أخوات بنات 
تأففت بانزعاج منه وقالت
_أنت الكلام معاك ملوش فايدة صح أنا بحاول الين قلبك على أختك ليا قد إيه وأنت مفيش فايدة معاك أنا عملت اللي عليا وريحت ضميري خلاص 
توقفت عن الكلام عندما سمعت صوت الباب ينفتح فالتفتت برأسها للخلف ورأت عمران يدخل فإنهت الاتصال مع علي وظلت بمكانها لم تتحرك ولا حتى غادرت الغرفة بينما هو فتقدم نحوها ووقف خلفها يسألها بصوت غليظ
_كنتي بتكلمي مين! 
التفتت له ورمقته ببغض لأول مرة يراه في عينيها وأجابت بكل ثبات وشجاعة
_بكلم علي  
رأت عينيه أظلمت وعضلات وجهه تشجنت بشكل مرعب ثم هتف بهدوء ما قبل العاصفة
_وبتكلميه ليه! 
تقدمت خطوة إليه بنظرات كلها قوة تليق بها وكأنها عادت تلك الساحرة الشريرة التي كانت تحاول قټله 
والتخلص منه وقالت بجرأة
_عشان بخونك مش أنت بتشك فيا وبتفكر إكده ولا إنا غلطانة
ثار عليها وصړخ بها بصوت جهوري وهو يقبض على ذراعها بقسۏة
_اقسم برب العزة لو ما لمېتي لسانك ده وقفلتي خشمك لتكوني شايفة اللي عمرك ما شفتيه مني
رغم الالم الذي اجتاح ذراعها إلا أنها ابتسمت بكل برود وهتفت بنظرة ملتهبة كلها نقم وتهكم
_ليه هو أنا هشوف واسمع منك إيه أكتر من اللي سمعته امبارح هو أنت لساتك ناوي تثبتلي وشك الحقيقي أكتر من إكده ولا إيه.. يا معلم وسيد المعلمين كلها اللي عارف الأصول والصح والغلط وبتعاير مرتك بفضلك عليها
ارتخت عضلات وجهه وكذلك قبضته على ذراعها وبدا على ملامحه وكأن كلماتها ذكرته بخطأه المعترف به فترك يدها والتزم الصمت لكنها تابعت فهي تكلم بالأمس وهي استمعت والآن حان دوره
_العيب مش عليك العيب عليا أنا أني اللي رخصت روحي ورچعتلك بعد اللي عملته أمك معايا وأنت مخدتليش حقي ولا نصفتني فافتكرت أني كل مرة هعدي واسكت على حقي العيب عليا يامعلم عمران أني حبيت ولد ابراهيم الصاوي اللي قتل أبويا وغدر بيه وقولت أنك غيرهم ومختلف عن العيلة دي كلها بس شكلي اتخدعت فيك وطلعت شبه أبوك أنا اللي غلطانة أني وافقت اتچوزك واستسلمت لناسي اللي أنت كنت بتعايرني بيهم امبارح أنهم رموني ليك كيف الژبالة وانت اللي سترتني واتفضلت عليا وأني مليش حد غيرك وأني خلاص فات الأوآن لو حبيت اهملك وامشي يعني مش هقدر للأسف لأن طبعا أنت راچلي وأبو ولدي وسندي وضهري ومليش غيرك صدقني ياعمران أنت مش غلطان في حاچة أنت فكرتني بس باللي نسيته وفوقتني وعرفتني أني أنا اللي غلطانة من البداية
التزمت الصمت للحظة وراقبت تعابير وجهه التي تبدلت تماما لأخرى نادمة وتابعت مبتسمة بمرارة
_تعرف أنت امبارح خليتني ندمت أني سمحتلك أن يكون ليك فضل عليا خليتني اقول يارتني سبت ناسي قتلوني على الاقل كان اكرملي أنا حتى حسيت بالندم أني هچيب عيل منك
أنهت كلماتها وتحركت بخطواتها تنوي الرحيل وتركه لكنه قبض على ذراعها يوقفه وهو يقول بصوت رجولي يحمل نبرة الصدق
_آسيا أنا مكنش في نيتي أعايرك ولا كان قصدي إكده أنا ااااا......
أوقفته عن استرسال حديثه بصړختها الغريبة التي ذكرته بتلك الفتاة التي كانت قبل زواجهم بضبط وهي لا تكن له سوى مشاعر الكره وجذبت يدها من قبضته پعنف
_يدك دي متلمسنيش واصل فاهم ولا لا بقيت بقرف منها 
ضيق عينيه بدهشة من عبارتها الأخيرة بينما هي فابتعدت واكملت طريقها لخارج الغرفة بأكملها لتتركه متسمر بأرضه وهو مشتت الذهن.

بمساء ذلك اليوم داخل منزل خليل صفوان..... 
كانت غزل تقف بالمطبخ تقوم بمساعدة إنصاف في بعض أعمال المطبخ وتحضير الطعام وشاردة الذهن تفكر في حيلة ذكية تثير بها جنون علي مجددا ولم تجد سوى أن تكمل في حيلة الملابس المتحررة والمكشوفة سمعت صوت إنصاف وهي تسألها ضاحكة
_ إيه اللي واخد عقلك ياحلوة 
التفتت لها غزل وسألتها بعفوية تامة وفضول
_طنط إنصاف هو علي قالك حاچة عني 
ابتسمت إنصاف بخبث وردت غامزة بدفء
_حاچة كيف إيه يعني! 
غزل بتلقائية ورقة تليق بها
_يعني قصدي أنه بيكرهني أو مش حابب وجودي كدا يعني
قهقهت إنصاف بخفة وأجابتها بنظرة ماكرة
_أنتي إيه رأيك شايفة أنه بيكرهك!! 
سكتت وشردت تتذكر مواقفه معها وتحذيراته الدائمة لها من ارتداء الملابس الغير محتشمة ربما هي لا تفهم بعاداتهم وتقاليدهم كثيرا وأن فسرت هذه التصرفات كما اعتادت في أمريكا ستقول أنه إنسان رچعي ومتخلف لكن في هذه البيئة ومع رجل شرقي بالطبع ستختلف وتذكرت أيضا عندما أصلح لها إطار صورتها واهداها واحد جديد.. لا إراديا ارتفعت البسمة لثغرها الوردي ونظرت لإنصاف تهز كتفيها لأعلى بجهل وهي تبتسم لتجدها تكمل ضحك وتجيبها بجدية بسيطة وكأنها تعطيها بعض النصائح عن

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات