الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

علي 
جز على أسنانه مغتاظا منها لكنه هذه المرة لم يعقب واكتفى بالصمت ونظرات الوعيد والتحذير لها ثم استدار وغادر الغرفة وتركها تقف مكانها كما هي تعقد ذراعيها أسفل صدرها وتبتسم بلؤم.
داخل المستشفى....
كان بشار يجلس فوق المقاعد الحديدية وعلى وجهه علامات الراحة بعدما أخبره الطبيب أن مريم أصبحت حالتها الصحية مستقرة وسيتم نقلها لغرفة خاصة بناءا على رغبة بشار وستظل تحت المراقبة الطبية والمتابعة إلى حين استيقاظها من غيبوبتها وبث الطمأنينة في صدره موضحا له أنها ربما تفوق خلال أيام قليلة ولن تستمر الغيبوبة لفترة طويلة.
استقام واقفا بعد وقت طويل من التفكير والشرود عندما أخبرته الممرضة أنه تم نقلها للغرفة الخاصة ويستطيع رؤيتها إذا أراد فأسرع متلهفا وكان على وشك دخول الغرفة لكن أوقفه وصول والدها وشقيقها وهم متلهفون ويسأله والدها بقلق
_إيه يابشار طلعت من العناية
هز بشار رأسه بالإيجار وهتف
_أه نقلوها وهي كويسة الدكتور طمني متقلقش ادخل ياعمي شوفها واطمن عليها
نظر شقيقها لوالده وقال بلهجة جادة
_ادخلها أنت يابابا وأنا هروح اتكلم مع الدكتور واسأله عن كام حاجة وبعدين هجيلك
اماء له أبيه بالموافقة واستدار ليتجه نحو الغرفة ويدخل وأشار لبشار بأن يدخل معه ويطمئن عليها جلس والدها على مقعد جانب فراشها وأمسك كفها الناعم وراح يتمعن في ملامحها وهي نائمة وحولها الأجهزة وعيناه امتلأت بالدموع رغما عنه بينما بشار فبقى واقفا يتأملها في حزن وحسرة فالندم مازال يأكله من الداخل ويلوم نفسه أنه كان سببا فيما أصابها قڈف بعقله مشهدا لطيفا لهم معا وسرح يتذكره بكل تفاصيله.
كانوا بمكان مفتوح وتحاوطهم المياه من الأربع جهات وكانت هي بانتظاره تحدق في المياه بفراغ تنتظر انتهائه من مكالمته الهاتفية حيث كان يقف على مسافة بعيدة نسبيا عن طاولتهم ويتحدث في الهاتف وهي تنقل نظرها بينه وبين المياه كل لحظة والأخرى لكنها كانت تتأمله وعلى ثغرها ابتسامة مغرمة وهائمة وما هي إلا دقائق معدودة وانتهى أخيرا من مكالمته وعندما الټفت له ورآه تتمعنه بنظرة ذائبة ابتسم لا إراديا وتقدم نحوها ثم جلس على مقعده أمامها هامسا بمداعبة
_إكده أنا هتغر في نفسي
اشاحت بوجهها عنه وهي تبتسم بخجل بسيط دون أن تجيبه ثم همست بعد ثواني
_يمكن أول مرة اقولك الكلام ده يابشار بس أنا حقيقي لما بشوفك أو بسمع صوتك برتاح وبنبسط أوي
طالت نظرته الدافئة لها رغم أنها لم تكن مفعمة بالمشاعر كخاصتها لكنها كانت كلها ود وحنو وتمتم له بصوت رجولي هاديء
_ربنا يقدرني وابسطك دايما ياست البنات
لاحت ابتسامة أنثوية ناعمة على ثغرها وهي تردد برقة تليق بها
_وربنا يديمك ليا وميحرمنيش منك
دام صمتهم لدقائق وهي يتمعنها بلطف وهي تحاول تفادي نظراته استحياء منه لكن قررت الخروج من فقاعة الصمت والكشف عن مفاجأتها له فقالت له بحماس طفولي جميل
_هو أنت نسيت ولا إيه أن النهاردة عيد ميلادك!
اتسعت عينيه وقال بعد تفكير بسيط وقد اشكر أن يوم يوم مولده بالفعل
_انا نسيت فعلا انتي عارفة أنا مش بفتكر الحجات دي ولا يهتم بيها 
رفعت مريم حاجبيها وابتسمت له هاتفة بدهشة
_يعني قصدك أن يوم عيد ميلادي مش هتهتم بيا 
قهقه بخفة عليها ورد عليه مغازلا
_لا ياست البنات هو أنا أقدر أنتي غير برضوا
مال ثغرها للجانب بابتسامة دافئة وعاشقة ثم أخرجت من حقيبتها علبة صغيرة مستطيلة وملونة ومدتها له وهي تهمس بحب
_كل سنة وأنت طيب ومعايا 
اتسعت عيني بشار مندهشا وظهرت بسمته العريضة ثم مد يده وجذب العلبة من يدها ليفتحها ويجد ساعة رجالية فاخرة

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات